الاحتجاجات توقع مزيداً من الاضطرابات في بانكوك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ألحقت الاحتجاجات التي شهدتها شوارع تايلاند على مدار أسبوعين أضرارا برئيس وزرائها ابهيسيت فيجاجيفا.
بانكوك: يتوقف استمرار حكومته التي يدعمها الجيش والتي يبلغ عمرها 15 شهرا على ما اذا كان يستطيع الاستمرار في مقاومة مطالب المحتجين باجراء انتخابات مبكرة من شبه المؤكد أن تفوز بها المعارضة التي تأخذ صف رئيس الوزراء المخلوع تاكسين شيناواترا. ويقول محللون ان الرأي العام في بانكوك لا يزال يفضله. لكن كلما طالت مدة الاحتجاجات كلما زاد حجم المجازفة بأن ينقلب التيار ضده لاخفاقه في حل الازمة وكلما بات رفض تلك المطالب اكثر صعوبة.
كل هذا اختبار لم يسبق له مثيل لابهيسيت الاقتصادي البريطاني المولد البالغ من العمر 45 عاما والذي تلقى تعليمه في أوكسفورد ويشيد به المستثمرون لاخراجه ثاني اكبر اقتصاد في جنوب شرق اسيا من الكساد بمساعدة وزير المالية كورن تشاتيكافانيج وهو خريج جامعة أوكسفورد أيضا. وقال جوزيف تان كبير الاقتصاديين المختصين بشؤون اسيا في بنك كريدي سويس "حكومة ابهيسيت لم تكن عادية. فهم تكنوقراط يتمتعون بمصداقية كبيرة جدا. وكورن مصرفي سابق حاذق يعرف كيف يسوق لتايلاند في العالم الخارجي... لكن هذا لا يتعلق بالمقدرة وانما يتعلق بريف تايلاند."
ويدق هذا ناقوس الخطر بالنسبة للمستثمرين ويشكل ضغطا على الحكومة وداعميها للوصول الى طريقة سريعة لتهدئة مشاعر الاستياء في قلب الحركة الاحتجاجية ومعظم أعضائها من الريف. ويتفق محللون مع هذا الرأي خاصة اذا حصل المحتجون الذين يعرفون باسم "أصحاب القمصان الحمراء" على مزيد من التأييد مثل ذلك الذي حصلوا عليه على غير المتوقع خلال تجمهر شارك فيه 65 الف فرد في بانكوك الاسبوع الماضي.
وكان أصحاب القمصان الحمراء قد أعلنوا أنهم يخططون لمزيد من التجمعات الحاشدة وقالوا ان الاحتجاجات قد تستمر لاسابيع وذلك بعد أن تجمع اكثر من 150 الف شخص في الشوارع في 14 مارس اذار وتصدرت أخبارهم عناوين الصحف حين أفرغوا زجاجات معبأة بدمائهم أمام منزل ابهيسيت. ووافق رئيس الوزراء التايلاندي يوم الاحد على لقاء زعماء حركة الاحتجاجات المناهضة للحكومة في خطوة تهدف الى نزع فتيل التوترات المتزايدة وتجنب وقوع مواجهة.
ويعد استعراض القوة السياسية للمعارضة نذير شؤوم بالنسبة لفرص ابهيسيت في الانتخابات التي يجب الدعوة اليها بحلول نهاية العام القادم كما يثير الشكوك في قدرة الحكومة على تحقيق نجاحات في الشمال والشمال الشرقي وهما معقلان لتاكسين ويعيش بهما اكثر من نصف سكان تايلاند البالغ عددهم 67 مليون نسمة. وقال ابهيسيت مرارا ان حزبه الديمقراطي يستطيع الفوز بالانتخابات القادمة مستشهدا بالاثار التي انعكست على الناخبين جراء عامين من الانفاق الحكومي الكبير في المجتمعات الريفية من رعاية صحية مجانية الى مد طرق جديدة وانشاء مدارس ومنازل لمحدودي الدخل.
وتشبه سياساته تلك التي انتهجها تاكسين (60 عاما) عملاق الاتصالات السابق المحبوب في شمال وشمال شرق البلاد لانه كان أول زعيم مدني لتايلاند يمد يده للفقراء من خلال سياسات تستميل الجماهير مثل القروض منخفضة الفائدة. وقال ابهيسيت متحدثا الى رويترز الشهر الماضي ان حزبه يمكن أن يحصل على 240 مقعدا في الانتخابات اي نصف اجمالي عدد المقاعد وبزيادة كبيرة عن 165 مقعدا حصل عليها حزبه في الانتخابات الماضية عام 2007 حين حصل حزب موال لتاكسين على 233 مقعدا.
ويشكك محللون في هذا حيث يرون أن أفضل ما يستطيع فعله هو الحصول على 200 مقعد مما يتيح فرصة كبيرة لحزب بيويا تاي المتحالف مع تاكسين لتشكيل اما حكومة حزب واحد او قيادة ائتلاف بسهولة. وقال بافين تشتشافلبونجبون الباحث الزائر بمعهد دراسات جنوب شرق اسيا في سنغافورة "من غير المنطقي أن يخرج ابهيسيت ويقول (سنخسر الانتخابات لاننا لا نملك دعما كافيا). لهذا فان ما يقوله مفهوم على الرغم من أنه لا يعكس الواقع."
لكن بافين واخرين يقولون ان ابهيسيت فاجأ الكثير من ابناء تايلاند باستمراره في مناخ مضطرب شهد منذ عامين فقط ثلاثة تغييرات للقيادة خلال أربعة اشهر. وأضاف "ابهيسيت اليوم مختلف تماما عن ابهيسيت العام الماضي. هذا رجل مختلف كلية الان. أصبح قائدا أقوى بكثير نظرا للظروف البالغة الصعوبة."