أخبار

الهند قلقة من التركيز على دور باكستان أفغانياً

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

نيودلهي: يتزايد القلق في الهند من أن تصبح لباكستان اليد العليا في "حرب بالوكالة" بأفغانستان حيث تسعى الدولتان الى كسب النفوذ في مرحلة نهائية تهدد بفراغ سياسي اذا انتهت الحرب التي تقودها الولايات المتحدة.

ويرى خبراء أن تزايد الارتياب بشأن أفغانستان ربما يهدد محادثات السلام المترددة بين الهند وباكستان وينذر بمزيد من هجمات المتشددين على الاراضي الهندية. وهناك مؤشرات ايضا على أن كل هذا يقوض علاقات نيودلهي مع الولايات المتحدة بعد فترة شهدت ازديادها قوة.

وزاد شعور الهند بأنها تلعب دورا ثانويا بعد الحوار الاستراتيجي رفيع المستوى الذي دار الاسبوع الماضي بين الجيش الباكستاني وساسة أميركيين في واشنطن والاشادة بحملة باكستان ضد قادة طالبان والوعود بالاسراع من المساعدات الأميركية لإسلام آباد.

ومما يوطد هذا الشعور اعتقاد بأن القوى الغربية بحاجة الى باكستان اكثر من الهند لدى الوساطة في اي اتفاق مع طالبان في حالة انسحاب القوات الأميركية مما يوجد مصدرا محتملا لاضطراب العلاقات بين القوة الاقتصادية الاسيوية الصاعدة والغرب.

وقال وكيل الوزارة الهندي السابق لاليت مانسينغ "هناك شعور في الهند بأن باكستان تزداد غرورا... باكستان بات لديها قدر اكبر بكثير من الثقة في أنه سيكون لها دور رئيسي في أفغانستان وأن أميركا ستعتمد عليها في تنفيذ ما تريده."

وكانت نيودلهي قد اعتبرت هجوما شنه متشددون على دار للضيافة بالعاصمة الافغانية كابول أسفر عن مقتل ستة هنود في فبراير شباط مؤشرا على ازدياد ثقة باكستان. وكان هذا ثالث هجوم كبير يستهدف مصالح هندية خلال عامين.

وتنفي باكستان ضلوع متشددين مقيمين فيها. وفي علامة على ما توصف عادة بأنها حرب بالوكالة بين الدولتين في أفغانستان اتهمت وسائل اعلام باكستانية الهند بأنها وراء مقتل بعض العمال الباكستانيين في قندهار في مارس/ آذار. ولطالما وجه المسؤولون الباكستانيون الاتهامات للهند بمساعدة الانفصاليين البلوخ سرا ويزعمون أن العديد من القنصليات الهندية الجديدة في أفغانستان ليست سوى مراكز للتجسس.

وقال وكيل وزارة الخارجية الباكستانية السابق شمشد احمد خان "لا مناص من تهميش الهند. فالهند ليس لها دور في أفغانستان. الأميركيون... أدركوا ايضا أن دور باكستان في أي تسوية مستقبلية في أفغانستان ضروري." وظلت كل من الهند وباكستان تسعى لعقود الى تأمين نفوذها في أفغانستان كما جاء الجدول الزمني الذي أعلنه الرئيس الأميركي باراك أوباما لبدء سحب قواته ليزيد من الحاجة الماسة لكسب نفوذ.

وفي ظل تولي طالبان الحكم في التسعينات فقدت الهند نفوذها في أفغانستان. وتحت قيادة الرئيس الافغاني حامد كرزاي استغلت الهند النفوذ الاقتصادي وقدمت مساعدات قيمتها نحو 1.3 مليار دولار لتزيد من وجودها بفتح قنصليات جديدة فضلا عن مد خطوط للكهرباء وطرق سريعة.

وبالنسبة لنيودلهي ساعد هذا في ضمان الا تصبح أفغانستان ملاذا للمتشددين الذين يمكن أن يعبروا الى كشمير. لكن مؤتمر لندن بشأن أفغانستان الذي عقد في يناير كانون الثاني مثل نقطة تحول بالنسبة لكثيرين في الهند. فقد أدخل فكرة أن من الممكن أن تقبل اوروبا والولايات المتحدة اشراك قادة معينين من طالبان في اتفاق لتحقيق الاستقرار في أفغانستان.

وقال م. ك. بهادراكومار وهو دبلوماسي هندي سابق عمل في اسلام اباد وكابول "هناك شعور حقيقي بخيبة الامل بل وحتى عدم تصديق أن الرؤية الأميركية بشأن المصالحة مع طالبان انقلبت فجأة الى النقيض مما فهمته نيودلهي."

وفي حين أن عددا كبيرا من مراقبي شؤون أفغانستان الاخرين يقولون ان مشاعر التفاؤل ازاء مؤتمر لندن كان مبالغا فيها ويتشككون في ان تكون واشنطن قد خففت كثيرا من موقفها تجاه المصالحة مع طالبان فان وجهة نظر بهادراكومار شائعة في الهند.

ولمح كرزاي أيضا الى أنه يولي مزيدا من التركيز الان الى باكستان. وقال عقب اجتماع مع رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني في مارس اذار "الهند صديقة مقربة لافغانستان لكن باكستان شقيقة لافغانستان. باكستان شقيقة توأم."

لكن الوضع لم يكن كذلك دوما. فبعد هجمات مومباي عام 2008 ضغطت الولايات المتحدة على اسلام اباد لكبح جماح المتشددين. وقوبل رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ بحفاوة في واشنطن بعد أشهر من زيارة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لنيودلهي عام 2009 . والان ينتقد الكثير من الهنود ما يرون أنه رد فعل فاتر من واشنطن على ما يعتبرونه صلة باكستانية واضحة بالهجوم على دار الضيافة في كابول.

وقال بهادراكومار "من المؤسف أن ادارة أوباما نسيت كلماتها الطنانة عن تعزيز قوى الديمقراطية في باكستان." لكن قد لا تسير كل الامور لصالح باكستان. كتبت ماريا كوسيستو المحللة بمجموعة يوراسيا في تقرير "اسلام اباد تعتقد أن زيادة التعاون هذه ستمكنها من الفوز بتنازلات من الولايات المتحدة على المدى الطويل وهو ما سيمنح باكستان توازنا جيوسياسيا في مواجهة الهند. من المرجح أن تتبنى الولايات المتحدة نهجا شديد الحذر نحو هذه المطالب الباكستانية."

ويعتقد مسؤولون هنود أنه في حين تكسب اسلام اباد حرب العلاقات العامة فان الهند لديها مساحة للمناورة. وذكرت صحيفة انديان اكسبرس يوم الاثنين أن نيودلهي ربما تكون مستعدة للتواصل مع عناصر في طالبان لمواجهة باكستان.

لكن التوتر مع واشنطن ظهر على السطح حيث تبحث الهند اتخاذ اجراء قانوني لاجبار الولايات المتحدة على السماح لمسؤوليها بمقابلة ديفيد هيدلي الذي اعترف امام محكمة أميركية هذا الشهر بأنه استطلع أهدافا لهجمات مومباي التي أسفرت عن سقوط 166 قتيلا.

وغضبت واشنطن من تعطيل البرلمان الهندي مشروع قانون يحد من مسؤولية المؤسسات النووية عن الحوادث الصناعية مما أرجأ دخول شركات أميركية في سوق قيمتها 150 مليار دولار.
وقال براجيش ميشرا مستشار الامن القومي الهندي السابق "القلق ينبع من شعور في المؤسسة السياسية بأن الولايات المتحدة تريد الخروج ( من أفغانستان) في أقرب وقت ممكن. باكستان تريد التوسط في اتفاق. الخوف هو أن يعيدنا هذا الى التسعينيات."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف