برلوسكوني خرج اقوى من الانتخابات الاقليمية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عزز رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلوسكوني مواقعه بنتيجة الانتخابات الاقليمية الجزئية التي جرت الاحد والاثنين في ايطاليا لكن سيكون عليه الان تلبية مطالب حليفه الشعبوي القوي "رابطة الشمال" مع مخاطر حصول انشقاق في غالبيته اليمينية كما يرى الخبراء.
روما: عنونت كبريات الصحف الايطالية الثلاثاء "لقد فاز اليمين على عربة الرابطة" كما كتبت لاريبوبليكا، فيما عنونت كورييرا ديلا سيرا "الفوز لبرلوسكوني والرابطة" مؤكدة على المساهمة الحاسمة لرابطة الشمال في اداء الائتلاف الحكومي. وخلافا للتوقعات، فازت الغالبية الحاكمة بستة اقاليم مقابل سبعة لليسار، وانتزعت منه اربعة اقاليم تضاف الى معاقله التاريخية في لومبارديا وفينيتسيا.
والمفاجأة الاكبر ايضا كانت فوز اليمين بمنطقة روما، اقليم لاتيوم، في ختام منافسة بين مرشحته النقابية ريناتا بولفيريني والمفوضة الاوروبية السابقة ايما بونينو لكن ايضا في اقليم بييمونتي مقر شركة فيات. وفي منطقة تورينو كما في فينيتسيا (شمال-شرق) حيث فاز وزير الزراعة الحالي لوكا زايا كانت رابطة الشمال محركة الفوز للائتلاف. وقال مارك لازار الخبير السياسي الفرنسي في الشؤون الايطالية لوكالة فرانس برس ان "النتيجة ملفتة للانتباه، لقد فازت الرابطة في القسم الاغنى من ايطاليا، انه الدرس الابرز من هذه الانتخابات الاقليمية".
وعلى المستوى الوطني، فان هذا الحزب الذي يتضمن خطابه معاداة للمهاجرين ونزعة للحكم الذاتي والمترسخ بشكل شبه حصري في الشمال، نال 12,7% من الاصوات اي اكثر من ضعفي الاصوات التي نالها في العام 2005 (5,7%) وجاءت نتائجه افضل من تلك التي حققها في الانتخابات التشريعية عام 2008 (9,5%). واعتبر لازار ان برلوسكوني "يدفع اساسا ثمنا غاليا لائتلاف حكومته مع الرابطة (التي ضمنت له الفوز في العام 2008) لكن الضريبة ستكون اعلى اكثر فاكثر".
وقد اعطى رئيس رابطة الشمال اومبرتو بوسي اشارة على ما ستكون عليه مطالبه "عبر ادراج اسمه" بين المرشحين لرئاسة بلدية ميلانو العاصمة الاقتصادية لايطاليا التي تجري انتخاباتها السنة المقبلة. وتريد الرابطة ايضا الاحتفاظ بوزارة الزراعة ما يمكن ان يؤدي الى مساومات كبرى مع اليمين. واعتبر كاتب الافتتاحية في صحيفة "ايل سولي-24 اوري" ستيفانو فولي ان "بوسي يمكنه المطالبة باصلاحات مثل الفدرالية الضرائبية او دولة اقل مركزية".
وذلك يمكن ان يتسبب بانشقاقات خطيرة في الغالبية الحاكمة وبرفض من جانب حليف بارز اخر لبرلوسكوني رئيس مجلس النواب جيانفراكو فيني. ويرى الخبراء ان الدرس الاخر من هذه الانتخابات هو النتيجة السيئة التي حققها حزب برلوسكوني "شعب الحرية" الذي لا يزال الحزب الاول في البلاد لكنه لم ينل سوى 26,7% من الاصوات بفارق بعيد عن نسبة 33,3% التي حققها في الانتخابات التشريعية عام 2008.
وقال لازار ان حزب "شعب الحرية" الذي تضرر من سلسلة فضائح فساد وفوضى في تشكيل اللوائح الانتخابية، عوقب عبر الامتناع عن التصويت الذي بلغ نسبة لا سابق لها منذ دخول برلوسكوني السياسة قبل 16 عاما في بلد يواظب فيه الناس عادة على الانتخابات. ونسبة المشاركة الضعيفة (64,2% اي اقل بفارق 7% مقارنة مع العام 2005) تعبر بشكل عام عن "استياء حيال الطبقة السياسية لدى القاعدة الناخبة" القلقة جدا من انعكاسات الازمة كما يرى الخبير السياسي.
من جهته حد اليسار الوسط من الاضرار عبر الحفاظ على نسبة اصوات الحزب الديموقراطي، ثاني اكبر حزب في البلاد (26% من الاصوات) ما يجعله بالواقع "المعارض الابرز لبرلوسكوني" كما يقول لازار الى جانب حزب "ايطاليا القيم" الذي يراسه قاضي مكافحة الفساد السابق انتونيو دي بييترو الذي نال نسبة 7%.