أخبار

شبكات متمردة تضع الأمن الروسي موضع الإختبار

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لندن: يمكن لزعيم المتمردين الشيشان الذي قال انه امر بالهجوم على مترو موسكو ان يستخدم ما لديه من عدد وافر من المفجرين الانتحاريين عاقدي العزم على الانتقام اذا اراد الوفاء بتعهده بالضرب في قلب روسيا.

ويقول محللون انه بعد تفجير الاثنين الذي قتل 39 شخصا يقف دوكو عمروف في وضع جيد لتعميق صلات قد تكون مفيدة له بمتشددين اسلاميين معجبين بما فعل في أنحاء العالم. وألهب الهجوم الذي قامت به مفجرتان انتحاريتان حماس المتعاطفين مع القاعدة على الانترنت.

وقال عمروف في تسجيل مصور وضع على موقع غير رسمي للمتمردين الاسلاميين انه أمر شخصيا بتنفيذ الهجمات. وأضاف أن الهجمات ستستمر في روسيا. وكانت الشيشان قبل عشر سنوات مقصدا اختياريا للمتشددين الاسلاميين الطلقاء ومن المرجح ان يكون هجوم الاثنين قطع شوطا في استعادة جاذبيتها.

لكن عمروف ليس مضطرا لان يذهب الى الخارج لتجنيد اشخاص لهدفه المعلن انشاء دولة منفصلة عن روسيا تطبق الشريعة الاسلامية في انحاء القوقاز. ويمكن للقائد الميداني المخضرم بالاعتماد على الغضب الشديد في الداخل ان يطالب المفجرين الانتحاريين المحتملين بالاستعداد للوفاء بتعهده نقل التمرد الى المدن الروسية.

وقال جيمس شير رئيس برنامج روسيا واوراسيا في مركز ابحاث تشاثام هاوس البريطاني "عالمهم دمر بالفعل. ويريدون بدورهم ان يدمروا." وللمتمردين الشيشان سجل في نشر المفجرين الانتحاريين في هجمات وعادة ما تلقب الانتحاريات "بالارامل السوداء" في روسيا.

ففي احد اكبر الهجمات اثارة اسقطت امرأتان شيشانيتان طائرتين روسيتين في هجوم تفجيري متزامن عام 2004. وكثير من الانتحاريات ارامل يملؤهن الانتقام لمقتل ازواجهن او اخوانهن في اشتباكات مع القوات الروسية. واتين من مختلف مناحي الحياة حيث شملن المحاسبات والاكاديميات الى جانب من لم يحصلن على قدر يذكر من التعليم او سريعات التأثر.

ويتوقع بعض المحللين ان وحدة انتحارية عالية الانضباط اعيد تنشيطها عام 2008 هي التي تختار وتجند المرشحين لان يكونوا مفجرين انتحاريين محتملين فيما يبدو. وقال بريان جلين وليامز الاستاذ المشارك للتاريخ الاسلامي بجامعة ماساتشوستس بدارتماوث "هناك كثير من النساء اللاتي اغتصبن او فقدن ازواجهن في الشيشان.

"يضاف الى ذلك انهن خرجن من التجربة السوفيتية ويملن الى ان يكون لديهن التمكين والقدرة على العمل المستقل."

وقال ادم دولنيك الخبير في شؤون شمال القوقاز ان تفجير موسكو وهجوما على قطار في نوفمبر تشرين الثاني عام 2009 وقتل فيه 26 شخصا يشيران الى ان عمروف الذين يلقب نفسه "بامير امارة القوقاز" تخلى عن عزوفه السابق عن قتل المدنيين. واضاف "هذا يشير الى ان عمروف قد يتخذ خطوات يائسة بمهاجمة المدنيين مرة اخرى لجذب الانتباه الى انه لا يزال موجودا. سيحدث ذلك مرة اخرى وسيضرب بطريقة اكبر."

ويقول خبراء ان الشبكات اللازمة لنشر المفجرين لم تؤثر فيها حملة من جانب الكرملين لمكافحة الارهاب. وقال هنري ويلكينسون من مؤسسة جانوسيان للاستشارات الامنية بلندن انه يشك فيما اذا كان الانتحاريون سيضربون يوم الاثنين "اذا لم يكونوا قادرين على مواصلة هذه العمليات.

"ما يلزم المفجرين الانتحاريين وهو التجنيد والزرع (في الاماكن المراد استهدافها) والتدريب وشخص يأخذهم للهدف. من الواضح ان هذه الشبكات لا تزال موجودة."
ويرى محللون اجانب ان دوافع عمروف قومية اكثر منها اسلامية رغم ان من المرجح ان يمنعه ذلك من قبول مساعدة من الخارج اذا قدمت له.

وقال وليامز ان عمروف "ليس جهاديا دوليا. هو يستعير خطاب الجهاد لكن شاغله في النهاية ليس العراق او افغانستان. رسالته لموسكو هي 'انتم قلتم ان الشيشان حملت على المسألة. لكن انظروا نحن لا نزال هنا."

وربما يكون هجوم الاثنين - اذا كان انصاره نفذوه حقا- له علاقة بسياسات المتشددين. فالبعض يرى ان عمروف تواق لفرض سيطرته على عناصر التمرد.

ويصف دولنيك عمروف وهو في منتصف الاربعينات بانه شخصية "جافة" لا تتمع بذكاء القيادة او الشخصية المؤثرة لزعماء الشيشان السابقين وانه معرض للاتهام بانه ليس نشطا عسكريا مثل القادة الاخرين في المنطقة.

موقع على الانترنت: متمردو الشيشان يقولون انهم وراء هجمات موسكو

في غضون ذلك، أعلن متمردون شيشان المسؤولية عن تفجيرين انتحاريين في شبكة قطارات الانفاق في موسكو أوقعا 39 قتيلا على الاقل وهددوا بشن مزيد من الهجمات في قلب روسيا.

وأفاد تسجيل مصور وضع على موقع غير رسمي للمتمردين الاسلاميين بأن زعيم المتمردين الشيشان دوكو عمروف أعلن المسؤولية عن الهجمات مشيرا الى أنها جاءت انتقاما من سياسات رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين. وقال عمروف ان الهجمات "تحية" لجهاز المخابرات الروسي (اف.اس.بي). ووضع التسجيل المصور على الموقع بعد ساعات من هجومين انتحاريين قتل فيهما 12 شخصا على الاقل في شمال القوقاز الروسي.

وقال عمروف الذي يصف نفسه بأنه أمير امارة القوقاز في التسجيل المصور انه أمر شخصيا بتنفيذ الهجومين الانتحاريين في موسكو "لتدمير الكفار"، وقال عمروف الذي كان يرتدي زي القتال ان "العمليتين تم تنفيذهما بأمر مني ولن تكونا الاخيرتين."

وقال "انتم أيها الروس ترون الحرب فقط على شاشات التلفزيون وتسمعون عنها في الراديو." وكان الرجل الملتحي البالغ من العمر 45 عاما يجلس على الارض في غابة فيما يبدو.

وقال عمروف في نهاية التسجيل المصور الذي استغرق أربع دقائق ونصف والذي اختتمه بترديد عبارة الله أكبر وهو يشير باصبعه الى الكاميرا "لقد وعدتكم بأن تأتي الحرب الى شوارعكم وباذن الله سوف تعيشونها بأنفسكم."

وقال عمروف الذي تعهد في فبراير شباط بجلب الحرب من شمال القوقاز الى شوارع المدن الروسية ان هجمات موسكو كانت في جانب منها محاولة للانتقام من بوتين بسبب سياساته في شمال القوقاز.

وأظهر التسجيل المصور عمروف وهو يقول "كما تعلمون جميعا فانه في يوم 29 مارس في موسكو نفذت عمليتان لتدمير الكفار وارسال تحية الى جهاز الامن الاتحادي الروسي (اف.اس.بي)."

وامتنع مسؤولون روس عن الادلاء بتعقيب فوري على التسجيل المصور وتجاهلت وسائل الاعلام الحكومية بدرجة كبيرة مزاعم عمروف.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف