ملف العقوبات على ايران يعود الى طاولة القوى الدولية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
دعت الصين مجددًا الخميس للسعي الى "حل سلمي" للملف النووي الايراني على الرغم مما يتوقعه منها المعسكر الغربي الراغب في التشدد إزاء طهران، في وقت بدأ فيه المفاوض النووي الايراني زيارة الى بكين. واعتبرت ايران من جهتها التهديد الذي تلوح به القوى العظمى بفرض عقوبات جديدة بسبب برنامجها النووي، "غير مجد".
عواصم: قال دبلوماسيون يوم الخميس إن من المتوقع ان تجتمع الولايات المتحدة وثلاث قوى أوروبية مع روسيا والصين في نيويورك الأسبوع القادم لبدء صياغة جولة جديدة من عقوبات الأمم المتحدة ضد ايران. وقال دبلوماسي غربي عن الاجتماع الذي سيعقد على مستوى سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين "من الارجح ( ان يعقد ) في وقت مبكر من الاسبوع وليس في وقت لاحق." وأكد دبلوماسي آخر تلك التصريحات.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمنبارست في تصريح في طهران اوردته وكالة الانباء مهر "ان البرنامج النووي للجمهورية الاسلامية سلمي تماما والتحدث عن عقوبات هو تهديد اظهر خلال السنوات الثلاثين الاخيرة انه غير مجد". واضاف "ننصح جميع الدول بقبول الحقوق المشروعة (لايران) في اطار معاهدة حظر الانتشار النووي بدلا من استخدام سبل خاطئة مثل العقوبات والضغوطات".
لكن الصين عادت واكدت اليوم الخميس كما تفعل كل اسبوع، انها ما زالت تفضل السعي الى "حل سلمي" في وقت يزور فيه كبير المفاوضين الايرانيين النوويين سعيد جليلي بكين لإجراء محادثات تتناول خصوصا الملف النووي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية كين غانغ "في ما يتعلق بالمسألة النووية الايرانية فان الصين ستواصل العمل على حل سلمي".
واضاف في مؤتمر صحافي "لطالما دفعنا باتجاه حل سلمي وسنواصل الدفع في هذا الاتجاه". واوضح كين غانغ ان جليلي الذي سيعقد مؤتمرا صحافيا الجمعة، سيلتقي لدى مروره في بكين وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي. وما زالت الصين الدولة الوحيدة الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي، وفي مجموعة الست (مع الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والمانيا) التي تعارض فرض عقوبات جديدة على ايران وتفضل الحوار مع طهران.
وقال الرئيس الاميركي باراك اوباما يوم الثلاثاء انه يريد من مجلس الامن التابع للامم المتحدة والمؤلف من 15 دولة ان يصدر خلال اسابيع وليس أشهرا قرارا بفرض عقوبات جديدة على ايران بسبب برنامجها النووي. وبعد ذلك بيوم أقنع مسؤولون أميركيون وأوروبيون الصين في مؤتمر عبر الهاتف بالانضمام الى عملية اعداد قرار في نيويورك.
وقالت سفيرة واشنطن لدى الامم المتحدة سوزان رايس في مقابلة مع شبكة تلفزيون (سي.ان.ان) يوم الاربعاء ان الصين وافقت على الانضمام الى "مفاوضات جادة هنا في نيويورك" بشأن عقوبات جديدة. وقال مسؤول أميركي "هذه عملية مشاورات ومفاوضات وستستغرق جهدا كبيرا للتوصل الى أقوى نص ممكن." وأضاف "ستجرى المفاوضات في المقام الاول بين مجموعة خمسة زائد واحد وايضا بالتشاور عن كثب مع الاعضاء العشرة المنتخبين الاخرين في مجلس الامن."
وتشير "مجموعة خمسة زائد واحد" الى الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن والتي لها حق الاعتراض وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا بالاضافة الى ألمانيا. وترفض ايران المزاعم الغربية بأن برنامجها النووي يهدف الى انتاج أسلحة ذرية وتقول ان طموحاتها تقتصر على توليد الكهرباء. واذا اتفقت القوى الست على مشروع قانون فسوف تعرضه على الدول العشر الأخرى في المجلس. ومن المحتمل ان تواجه المفاوضات مقاومة من بعض الدول لا سيما لبنان وتركيا والبرازيل.
ويريد المسؤولون الأميركيون والأوروبيون موافقة 14 أو 15 دولة على أي قرار بفرض عقوبات على ايران لتجنب اي انطباع عن وجود انقسام. لكن هذا ربما يكون مستحيلا في ظل التركيبة الحالية لاعضاء مجلس الامن. وترفض البرازيل وتركيا فكرة تطبيق عقوبات جديدة رغم ان الدبلوماسيين يقولون ان البلدين ربما يصوتان بالموافقة اذا فعلت الصين وروسيا ذلك. ويتوقع المسؤولون ان يمتنع لبنان عن تقديم الدعم بالنظر الى مشاركة جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من ايران في الحكومة.
ورغم ان القوى الغربية تريد الموافقة على قرار بحلول الشهر القادم الا ان الدبلوماسيين يقولون ان المفاوضات قد تستمر حتى شهر يونيو حزيران على الاقل حيث تعمل الصين وروسيا على تخفيف الخطوات العقابية. وربما تثار القضية على هامش القمة التي سيعقدها اوباما يومي 12 و13 ابريل نيسان بشأن الامن النووي في واشنطن والتي ينوي الرئيس الصيني هو جين تاو ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون وزعماء عالميون آخرون حضورها.
وستشكل مسودة مقترحة أعدتها الولايات المتحدة مع حلفائها الاوروبيين وأرسلت الى روسيا والصين قبل شهر أساس المناقشات. وتستهدف المسودة فرض عقوبات على الحرس الثوري الايراني وشركات ملاحة وشركات أخرى ولكنها لا تستهدف قطاعي النفط والغاز في ايران
توقعات بممارسة ضغوط على ايران
الى ذلك، قال البيت الابيض يوم الخميس ان موافقة الصين على إجراء مفاوضات جادة مع القوى الغربية بشأن فرض عقوبات جديدة على ايران خطوة مهمة وانه يتوقع ان يتمكن المجتمع الدولي من "ممارسة ضغوط" على ايران هذا الربيع.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض بيل بيرتون للصحافيين على متن طائرة الرئاسة الاميركية ان الولايات المتحدة يسعدها ان الرئيس الصيني هو جينتاو سيحضر قمة بشأن الامن النووي في واشنطن هذا الشهر. واضاف ان مشاركة الصين في القمة تبين ان البلدين يستطيعان التعاون في قضايا حظر الانتشار النووي رغم الخلافات بينهما في قضايا أخرى.
إتحاد في المحادثات
وفي سياق متصل، قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون يوم الاربعاء ان القوى الست الكبرى - بما في ذلك روسيا والصين - متحدة في المحادثات بشأن جولة جديدة من العقوبات على ايران بسبب برنامجها النووي.
وجاءت تعليقات كلينتون بعد ان سألها الصحافيون عن مؤتمر بالهاتف عقد في وقت سابق من يوم الاربعاء بين ممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي والمانيا. وقال دبلوماسيون إنهم اتفقوا على البدء في صياغة قرار لعقوبات. وقالت كلينتون ان المجموعة "تبقى متحدة... سيكون هناك المزيد من المشاورات ليس فقط بين القوى الست بل ايضا الاعضاء الاخرين في مجلس الامن ودول اعضاء اخرى على مدى الاسابيع القادمة.
"أمل بإصغاء ايران للصين"
وعلقت وزارة الخارجية الاميركية الخميس على زيارة المفاوض النووي الايراني لبكين بالإعراب عن املها في ان "تصغي ايران للصين". وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي ردا على سؤال صحافي حول ما لديه من معلومات عن الزيارة "نأمل ان تصغي ايران للصين في ما يتعلق بحل المشاكل التي نواصل الحديث عنها مع ايران".
بريطانيا والمانيا متفقتان
إلى ذلك، قال مكتب رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون ان زعيمي بريطانيا والمانيا عبرا عن تأييدهما القوي لفرض عقوبات على ايران في محادثات أجرياها يوم الخميس. وكان البرنامج النووي الايراني والوضع الاقتصادي العالمي على رأس الموضوعات التي بحثها براون والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل في مبنى تشيكرز المقر الريفي لرئيس الوزراء البريطاني.
وقال مكتب براون في بيان بشأن محادثات الزعيمين "في ما يخص ايران كان هناك تأييد قوي من الزعيمين لفرض عقوبات واتفاق على ضرورة استمرار الحوار مع الشركاء الدوليين في هذه القضية." وتتصدى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وهي الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا بالاضافة الى المانيا لموضوع الملف النووي الايراني.
مكالمة "ودية"
وجرت مكالمة هاتفية "ودية" الخميس بين المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ورئيس الوزراء الصيني وين جياباو تناولا خلالها بصورة خاصة ملف ايران، على ما اعلنت الحكومة الالمانية. وذكرت الحكومة في بيان ان ميركل ووين بحثا خلال مكالمة هاتفية "مفصلة وودية "سياسة الاسرة الدولية حيال ايران"، من دون ان توضح مضمون المحادثات.
وجاء في البيان ان ميركل ووين بحثا ايضا "الوضع الاقتصادي في البلدين" و"السياسة الدولية المتعلقة بالمناخ اثر مؤتمر كوبنهاغن". وتابع البيان ان وين "ابدى ارتياحه لقرار المستشارة تلبية دعوته والقيام بزيارة هذه السنة للصين برفقة وفد من المسؤولين الاقتصاديين". وحلت الصين عام 2009 محل المانيا كالشريك التجاري الاول لايران.
أوباما يهاتف هو جبينتاو
في هذه الاثناء،عا الرئيس الاميركي باراك اوباما نظيره الصيني هو جينتاو الى العمل معا لحل مشكلة البرنامج النووي الايراني في حين اكد الزعيمان على اهمية قيام "علاقة ايجابية" بين بلديهما بعد سلسة من التوترات.
وخلال مباحثات هاتفية استمرت ساعة مساء الخميس بحث قائدا اكبر قوتين عالميتين الملفات الدولية مثل ازمة البرنامج النووي الايراني ولكن ايضا القضايا الثنائية، على ما اعلن البيت الابيض والخارجية الصينية في بيانين منفصلين.
وبشأن ايران التي يشك غربيون في انها تسعى لحيازة سلاح نووي تحت غطاء برنامجها النووي المدني، "اكد الرئيس اوباما اهمية العمل معا للتأكد من ان ايران تحترم التزاماتها الدولية"، بحسب البيت الابيض. وكان البيت الابيض اعلن في وقت سابق انه تم الاتفاق مع الصين على التفاوض في الامم المتحدة على احتمال فرض عقوبات جديدة على ايران، الامر الذي لم تؤكده بكين.
وتكرر الصين، العضو الدائم العضوية في مجلس الامن وعضو مجموعة الست (مع الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والمانيا) التي تفاوض ايران بشأن برنامجها النووي، بانتظام انه يتعين حل هذه المشكلة عبر الحوار.
وجددت الصين دعوة جميع الاطراف الى "التحلي بالمرونة" وذلك اثناء اجتماع وزير خارجيتها مع كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي سعيد جليلي الخميس ببكين، بحسب بيان للخارجية الصينية. واعرب اوباما الذي اتصل بنظيره الصيني من طائرته الرئاسية، عن ارتياحه لقرار الصين المشاركة في قمة الامن النووي منتصف نيسان/ابريل بواشنطن معتبرا انها ستشكل "فرصة هامة لبحث المصلحة المشتركة في وقف الانتشار النووي والوقاية من الارهاب النووي".
وفي الوقت الذي شهدت فيه العلاقات بين البلدين في الاشهر الاخيرة توترات شديدة بسبب خلافات اقتصادية وسياسية، اكد اوباما وهو جينتاو في مباحثاتهما الهاتفية اهمية الاحتفاظ بعلاقات جيدة بين البلدين. واكد هو لنظيره الاميركي ان قيام "علاقات اقتصادية وتجارية صحية ومستقرة بين الصين والولايات المتحدة يخدم مصلحة البلدين"، بحسب بيان الخارجية الصينية.
واضاف انه "يأمل في ان يدير الطرفان بالطريقة الملائمة وعبر مشاورات الند للند، القضايا التجارية وان يحميا تعاونهما التجاري العام". واسهمت خلافات اقتصادية وتجارية في اضطراب العلاقات بين البلدين في الاشهر الاخيرة وخصوصا مسألة سعر صرف العملة الصينية اليوان الذي تعتبره واشنطن دون قيمته الحقيقية. ويثير نواب اميركيون بقوة هذه المسالة.
كما ارتبطت هذه التوترات بقضايا سياسية مثل اللقاء بين اوباما والدلاي لاما الزعيم الروحي للتيبت الذي تتهمه بكين بالنزعة الانفصالية او بيع اسلحة اميركية لتايوان التي تعتبرها الصين اقليما متمردا. وفي هذا الصدد ذكر الرئيس الصيني ان "مسالتي تايوان والتيبت تهمان سيادة الصين ووحدتها الترابية وهما من المصالح الاساسية للصين". وقال في بيان الخارجية "ان ادارة هاتين القضيتين بطريقة ملائمة اساسي لضمان تطور مستقر وصحي للعلاقات الاميركية الصينية".