واشنطن تدعو الإسرائيليين والفلسطينيين العودة للحوار

واشنطن: دعت الولايات المتحدة الجمعة الإسرائيليين والفلسطينيين الى اعطاء الاولوية للحوار، مشددة على عدم وجود "حل عسكري" للنزاع وذلك اثر الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة ليلة الخميس الجمعة ردا على اطلاق صواريخ فلسطينية على إسرائيل.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية فيليب كراولي للصحافيين "للإسرائيليين الحق في الدفاع عن النفس. وفي الوقت نفسه وكما قلنا اكثر من مرة لا نعتقد ان هناك حلا عسكريا". واضاف "رسالتنا تبقى ان نقول للإسرائيليين والفلسطينيين اننا في حاجة الى استئناف المباحثات والتركيز على جوهر القضية والاتجاه نحو مفاوضات مباشرة للتوصل في النهاية الى اتفاق يضع حدا نهائيا للنزاع".

بدورها اعربت بريطانيا عن "قلقها" اثر هذه الغارات التي شنها الطيران الإسرائيلي ليل الخميس الجمعة، ودعت الطرفين الى "ضبط النفس". وقالت متحدثة باسم الخارجية البريطانية "نحن قلقون من الضربات التي جرت في غزة اليوم. ندعو الطرفين الى ضبط النفس".

واضافت "نحن قلقون من الضربات التي حصلت اليوم، ومن تصعيد العنف في غزة وجنوب إسرائيل خلال الاسبوع الماضي". وتابعت المتحدثة "نحث الإسرائيلييين والفلسطينيين على تركيز جهودهم على المفاوضات وعلى الدخول بصورة عاجلة في مفاوضات غير مباشرة برعاية الولايات المتحدة".

هذا واصيب ثلاثة اطفال فلسطينيين بجروح ليل الخميس الجمعة اثر سلسلة من الغارات الإسرائيلية على غزة، فيما هددت إسرائيل بتنفيذ هجوم واسع النطاق على القطاع اذا لم توقف حماس اطلاق الصواريخ منه على جنوب إسرائيل.

وكانت دائرة الاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية افادت انه "اصيب الاطفال ملك (عامان) وسعد العرابيد (4 اعوام) و عبد الله صرصور (11 عاما) في القصف الإسرائيلي شرق مدينة غزة". وشنت مقاتلات إسرائيلية من نوع اف-16 ست غارات ليل الخميس الجمعة على قطاع غزة.

واكد شهود عيان ان الطيران الحربي شن ثلاث غارات على خان يونس، جنوب قطاع غزة، وقد استهدف صاروخ موقعا تابعا لحركة حماس دون ان يبلغ عن وقوع اصابات. واوضح الشهود ان غارتين على الاقل استهدفتا مدينة غزة.

واشاروا الى ان صاروخا استهدف بناية صغيرة فيها مصنع محلي صغير للاجبان شرق مدينة غزة فيما استهدف صاروخان اخران ورشة للحدادة على طريق "صلاح الدين" الرئيسي في مخيم النصيرات. وجاءت هذه الغارات بعد عمليات اطلاق صواريخ فلسطينية في الايام الاخيرة على إسرائيل.

وكثفت المجموعات المسلحة الفلسطينية في غزة في الاسابيع الاخيرة عمليات اطلاق الصواريخ على إسرائيل واسفر احدها عن مقتل عامل زراعي تايلاندي في جنوب إسرائيل. في الاثناء هدد نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم الجمعة بقيام الجيش الإسرائيلي بهجوم واسع النطاق على قطاع غزة اذا لم توقف حركة المقاومة الاسلامية (حماس) اطلاق الصواريخ من القطاع على إسرائيل.

وقال شالوم في تصريحات للاذاعة الإسرائيلية "اذا لم يتوقف اطلاق الصواريخ على إسرائيل، يبدو انه سيتعين علينا رفع مستوى نشاطنا وتكثيف عملياتنا ضد حماس". واضاف محذرا "لن نسمح مجددا برؤية اطفالنا مرعوبين في الملاجىء وسيجبرنا ذلك في نهاية المطاف على شن هجوم عسكري جديد". وتابع "آمل ان نتمكن من تفادي ذلك غير ان هذا من الخيارات التي نملكها واذا لم يكن امامنا من خيار (اخر) فسنستخدمه في المستقبل".

وترد إسرائيل بانتظام على اطلاق الصواريخ من قطاع غزة منذ حربها الاخيرة على القطاع شتاء 2008. وكانت إسرائيل شنت شتاء 2008 هجوما مدمرا على قطاع غزة لوقف اطلاق هذه الصواريخ. وخلف الهجوم اكثر من 1400 قتيل فلسطيني و مقتل 13 إسرائيليا. واطلق حوالى 20 صاروخا وقذيفة هاون من غزة على إسرائيل الشهر الماضي بحسب الجيش الإسرائيلي.

من جانب اخر طالب اسماعيل هنية رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية المقالة الجمعة المجتمع الدولي بالتدخل لوقف "التصعيد والعدوان" الإسرائيليين، عقب سلسلة من الغارات الإسرائيلية. وادان هنية في بيان صحافي "التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة الليلة" الماضية وطالب "المجتمع الدولي بالتدخل لوقف هذا التصعيد والعدوان".

واكد ان"الحكومة تجري اتصالات مع الفصائل (الفلسطينية) للحفاظ على التوافق الداخلي حماية لشعبنا وتعزيزا لوحدته" في اشارة الى توافق حكومته مع الفصائل الفلسطينية المسلحة على وقف اطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل.

واعلنت مصادر طبية فلسطينية مساء الجمعة انها عثرت على جثة"الشهيد جهاد عيطة الدغمة الذي فقد الجمعة الماضية خلال عملية خان يونس". وكانت سرايا القدس اعلنت في بيان ان احد عناصرها شارك في الاشتباك "لا يزال مفقودا" قبل ان تنعيه في بيان اخر مساء اليوم.