رفض لتشبيه استغلال الاطفال من كهنة بمعاداة السامية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عبر يهود وضحايا عن رفضهمالتشبيه بين استغلال الاطفال من قبل كهنة في الفاتيكان ومعاداة السامية.
واشنطن: في وقت تهز الكنيسة الكاثوليكية فضائح الاستغلال الجنسي للاطفال، يجد الفاتيكان نفسه مع حلول عيد الفصح في قلب جدل جديد ينذر بالاحتدام، بعدما شبه واعظ القصر الرسولي الانتقادات الموجهة الى الكنيسة والبابا بنديكتوس السادس عشر بحملات معاداة السامية.
وان كان الفاتيكان حرص على التشديد على ان هذا الموقف لا يطابق خط الكنيسة، الا ان التشبيه اثار موجة استنكار شديد بين المجموعات اليهودية في اوروبا والولايات المتحدة واحتجاجات حادة من جمعيات ضحايا التعديات الجنسية من قبل كهنة.
واعلن الامين العام للمجلس المركزي ليهود المانيا شتيفان كرامر متحدثا لفرانس برس "هذه وقاحة واساءة الى ضحايا تعديات جنسية والى ضحايا المحرقة في آن".
وكان واعظ القصر الرسولي الاب رانييرو كانتالاميسا تلا الجمعة خلال احتفال ديني بمناسبة عيد الفصح في كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان امام البابا بنديكتوس السادس عشر، رسالة "تضامن" موجهة الى البابا والكنيسة قال انه تلقاها مؤخرا من "صديق يهودي".
وندد كاتب الرسالة كما تلاها الاب كانتالاميسا في نهاية عظة طويلة حول العنف بحق المرأة ب"الهجوم العنيف والمركز على الكنيسة والبابا" معتبرا ان "استخدام الصورة النمطية ونقل المسؤولية والخطأ من الطابع الشخصي الى الطابع الجماعي يذكرانني بالجوانب المشينة لمعاداة السامية".
واعلن المتحدث باسم الكرسي الرسولي الاب لومباردي فيما بعد لاذاعة الفاتيكان ان "التشبيه بين الهجمات على البابا بشأن فضيحة استغلال الاطفال جنسيا ومعاداة السامية لا يمثل الخط الذي يتبعه الكرسي الرسولي".
واذ اوضح ان الاب كانتالاميسا "اراد فقط ان يظهر التضامن الذي عبر عنه يهودي تجاه البابا على ضوء التجربة الاليمة الخاصة التي عانى منها شعبه"، اقر بان "ذكر (الرسالة) كان من شأنه ان يثير سوء فهم".
غير ان كرامر استبعد ان يكون الواعظ البابوي قام بمبادرته بدون موافقة الفاتيكان واعتبر "انها محاولة على مستوى رفيع للتقليل من خطورة معاداة السامية والمحرقة".
حتى حاخام روما ريكاردو دي سينيي المعروف باعتداله، وصف كلام الاب كانتالاميسا بانه "قلة لياقة" و"تشبيه غير ملائم". واضاف متحدثا لصحيفة لا ستامبا "ان المقارنة التي جرت في كاتدرائية القديس بطرس لا اساس لها. انه كلام في غير محله تماما".
ويقوم هذا الجدل الجديد في وقت يستعد البابا (82 عاما) لاحياء احتفالات عيد الفصح السبت في كاتدرائية القديس بطرس.
وشهدت بابوية بنديكتوس السادس عشر تاجيجا للتوتر بين الكاثوليك واليهود، ولا سيما في كانون الاول/ديسمبر حين استأنف البابا اجراءات تطويب البابا بيوس الثاني عشر المتهم بالتغاضي عن المحرقة، وقبل ذلك في مطلع 2009 حين رفع الحرم الكنسي عن الاسقف ريتشارد ويليامسون الذي ينفي واقع المحرقة.
وطالب الحاخام مارفن هاير مؤسس مركز سيمون فيزنتال لمكافحة معاداة السامية ب"اعتذارات" من البابا عن هذه "الملاحظات الجارحة" معتبرا ان كلام الاب كانتالاميسا "معيب وفي غير محله وهو تحريف تام للتاريخ".
ورفض اي تشبيه بين قرون من معاداة السامية قادت الى "مقتل عشرات ملايين الابرياء، وافعال مجرمين ينكرون ايمانهم ودعوتهم بالتعدي جنسيا على اطفال".
كما صرح ديفيد كلويسي رئيس مجموعة "سناب" للدفاع عن ضحايا كهنة ارتكبوا تعديات جنسية على اطفال "من المؤلم ان نرى مسؤولا رفيع المستوى في الفاتيكان، شخصا متبصرا، يدلي بملاحظات بهذه القسوة تشكل اهانة سواء لضحايا التعديات الجنسية او لليهود".
من جهته قال الحاخام غاري غرينباوم المكلف العلاقات بين الاديان في اللجنة اليهودية الاميركية "نتفهم ان تشعر الكنيسة بانها تحت الضغط" لكن على المسؤولين الكاثوليك ان "يحرصوا على تفادي المغالاة".
واسف حاخام روما بهذا الصدد لورود "شائعات بان الهجمات على الكنيسة قد يكون مصدرها اللوبي اليهودي" مضيفا "قيل حتى في بعض الاوساط الكاثوليكية ان الصحافة الايطالية يسيطر عليها اليهود".