الفاتيكان والاساقفة ينددون ب"حملة" ضد البابا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أدان الفاتيكان وعدد من أساقفة الكنيسة الكاثوليكية الإتهامات التي إستهدفت البابا في إطار فضائح الإستغلال الجنسي .
الفاتيكان: ادان الفاتيكان والكثير من اساقفة الكنيسة الكاثوليكية السبت الاتهامات التي استهدفت البابا في اطار فضائح الاستغلال الجنسي للاطفال التي تعصف بالمؤسسة الكنسية في اوروبا منددين ب"حملة شرسة"، بل ب"مكيدة".
وشجبت صحيفة الفاتيكان الرسمية "اوسيرفاتوري رومانو" في عدد الاحد "الهجمات الافترائية وحملة التشهير التي بنيت حول ماساة التجاوزات الجنسية التي ارتكبها قساوسة". وتحت عنوان "دعاية شرسة ضد البابا والكاثوليك" اشارت الصحيفة الى "رسائل تضامن لبنديكتوس السادس عشر من جميع انحاء العالم" واكدت ان "الكثير من الاساقفة اعربوا عن دعمهم للبابا في عمله الحازم من اجل الحقيقة وفي الاجراءات التي اتخذت لمنع تكرار هذه الجرائم".
واشارت الصحيفة خاصة الى الكاردينال اندريه فان تروا رئيس اساقفة باريس الذي ندد في قداس خميس الاسرار ب"حملة هجومية تستهدف زعزعة وضع البابا، ومن خلاله الكنيسة" الكاثوليكية منددا خاصة ب"وسائل الاعلام السمعي والمرئي التي تحتفل بالفصح بطريقتها بالتركيز خلال اسبوع الالام على انتقاد الكنيسة والعقيدة المسيحية".
كما نقلت صحيفة الفاتيكان عن الكاهن والشاعر المونسنيور برونو فورتي رئيس اساقفة شيتي (ايطاليا) تنديده بوجود "تصعيد لمعاداة المسيحية واحكام مسبقة وهجمات غير مبررة" على الكنيسة التي تجد نفسها "موضع انتقاد حتى عندما تتصدى بشجاعة لقضايا مثل التجاوزات" الجنسية في حق اطفال.
واستنكر الكاردينال سيفرينو بوليتو رئيس اساقفة تورينو في تصريح لراديو الفاتيكان السبت "محاولة المساس بالشخصية العظيمة التي لا تمس (...) بنديكتوس السادس عشر الذي كان دائما واضحا ومتشددا بشان هذه المواضيع". وقال "لا اريد ان تكون هناك دسيسة ضد الكنيسة. لكن الشيطان يعمل دائما". واشارت وسائل اعلام الفاتيكان الى العديد من التصريحات الاخرى المشابهة ولا سيما من رئيس اسقفية اسبانيا واسقف ادنبره في اسكتلندا واسقفي مكسيكو وليما.
ثقة الاميركيين بالبابا تتراجع
إلى ذلك، افاد استطلاع للرأي بثته شبكة التلفزة سي بي اس السبت ان ثقة الاميركيين بالبابا بنديكتوس السادس عشر تتضاءل شيئا فشيئا . وكشف الاستطلاع الذي اجري هاتفيا بين 29 اذار/مارس والاول من نيسان/ابريل وشمل عينة من 858 راشدا في الولايات المتحدة، ان نسبة الاراء غير المؤيدة للبابا ارتفعت 20 في المئة خلال اربع سنوات (24% اليوم، مقابل 4% في 2006).
وبين الكاثوليك الاميركيين تراجعت الاراء المؤيدة للبابا بنسبة 13% منذ 2006 (27% مقابل 40%) بحسب الاستطلاع. واعتبر اكثر من ثلثي الاميركيين، 55% منهم من الكاثوليك، بحسب الاستطلاع ان بنديكتوس السادس عشر الذي يتبوأ سدة البابوية منذ نيسان/ابريل 2005، ادار بشكل سيء فضيحة الاتهامات المتعلقة بتعديات جنسية على اطفال من قبل كهنة. وراى 13% فقط من الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع، وكاثوليكي من اصل خمسة، ان البابا قام بعمل جيد في مواجهة هذه الفضيحة.
يهود يرفضون تشبيه استغلال الاطفال بمعاداة السامية
وفي سياق متصل، وفي وقت تهز الكنيسة الكاثوليكية فضائح الاستغلال الجنسي للاطفال، يجد الفاتيكان نفسه مع حلول عيد الفصح في قلب جدل جديد ينذر بالاحتدام، بعدما شبه واعظ القصر الرسولي الانتقادات الموجهة الى الكنيسة والبابا بنديكتوس السادس عشر بحملات معاداة السامية. وان كان الفاتيكان حرص على التشديد على ان هذا الموقف لا يطابق خط الكنيسة، الا ان التشبيه اثار موجة استنكار شديد بين المجموعات اليهودية في اوروبا والولايات المتحدة واحتجاجات حادة من جمعيات ضحايا التعديات الجنسية من قبل كهنة.
واعلن الامين العام للمجلس المركزي ليهود المانيا شتيفان كرامر متحدثا "هذه وقاحة واساءة الى ضحايا تعديات جنسية والى ضحايا المحرقة في آن". وكان واعظ القصر الرسولي الاب رانييرو كانتالاميسا تلا الجمعة خلال احتفال ديني بمناسبة عيد الفصح في كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان امام البابا بنديكتوس السادس عشر، رسالة "تضامن" موجهة الى البابا والكنيسة قال انه تلقاها مؤخرا من "صديق يهودي".
وندد كاتب الرسالة كما تلاها الاب كانتالاميسا في نهاية عظة طويلة حول العنف بحق المرأة ب"الهجوم العنيف والمركز على الكنيسة والبابا" معتبرا ان "استخدام الصورة النمطية ونقل المسؤولية والخطأ من الطابع الشخصي الى الطابع الجماعي يذكرانني بالجوانب المشينة لمعاداة السامية". واعلن المتحدث باسم الكرسي الرسولي الاب لومباردي فيما بعد لاذاعة الفاتيكان ان "التشبيه بين الهجمات على البابا بشأن فضيحة استغلال الاطفال جنسيا ومعاداة السامية لا يمثل الخط الذي يتبعه الكرسي الرسولي".
واذ اوضح ان الاب كانتالاميسا "اراد فقط ان يظهر التضامن الذي عبر عنه يهودي تجاه البابا على ضوء التجربة الاليمة الخاصة التي عانى منها شعبه"، اقر بان "ذكر (الرسالة) كان من شأنه ان يثير سوء فهم". غير ان كرامر استبعد ان يكون الواعظ البابوي قام بمبادرته بدون موافقة الفاتيكان واعتبر "انها محاولة على مستوى رفيع للتقليل من خطورة معاداة السامية والمحرقة". حتى حاخام روما ريكاردو دي سينيي المعروف باعتداله، وصف كلام الاب كانتالاميسا بانه "قلة لياقة" و"تشبيه غير ملائم". واضاف متحدثا لصحيفة لا ستامبا "ان المقارنة التي جرت في كاتدرائية القديس بطرس لا اساس لها. انه كلام في غير محله تماما".
ويقوم هذا الجدل الجديد في وقت يستعد البابا (82 عاما) لاحياء احتفالات عيد الفصح السبت في كاتدرائية القديس بطرس. وشهدت بابوية بنديكتوس السادس عشر تاجيجا للتوتر بين الكاثوليك واليهود، ولا سيما في كانون الاول/ديسمبر حين استأنف البابا اجراءات تطويب البابا بيوس الثاني عشر المتهم بالتغاضي عن المحرقة، وقبل ذلك في مطلع 2009 حين رفع الحرم الكنسي عن الاسقف ريتشارد ويليامسون الذي ينفي واقع المحرقة.
وطالب الحاخام مارفن هاير مؤسس مركز سيمون فيزنتال لمكافحة معاداة السامية ب"اعتذارات" من البابا عن هذه "الملاحظات الجارحة" معتبرا ان كلام الاب كانتالاميسا "معيب وفي غير محله وهو تحريف تام للتاريخ". ورفض اي تشبيه بين قرون من معاداة السامية قادت الى "مقتل عشرات ملايين الابرياء، وافعال مجرمين ينكرون ايمانهم ودعوتهم بالتعدي جنسيا على اطفال".
كما صرح ديفيد كلويسي رئيس مجموعة "سناب" للدفاع عن ضحايا كهنة ارتكبوا تعديات جنسية على اطفال "من المؤلم ان نرى مسؤولا رفيع المستوى في الفاتيكان، شخصا متبصرا، يدلي بملاحظات بهذه القسوة تشكل اهانة سواء لضحايا التعديات الجنسية او لليهود".
من جهته قال الحاخام غاري غرينباوم المكلف العلاقات بين الاديان في اللجنة اليهودية الاميركية "نتفهم ان تشعر الكنيسة بانها تحت الضغط" لكن على المسؤولين الكاثوليك ان "يحرصوا على تفادي المغالاة". واسف حاخام روما بهذا الصدد لورود "شائعات بان الهجمات على الكنيسة قد يكون مصدرها اللوبي اليهودي" مضيفا "قيل حتى في بعض الاوساط الكاثوليكية ان الصحافة الايطالية يسيطر عليها اليهود".