أخبار

المعارضة منفتحة على التسوية في ظل ضغوط دوليّة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أبدت المعارضة السودانية انفتاحا لإنقاذ مصداقية أول انتخابات تعددية بعد 24 سنة في اكبر بلد افريقي في ظل ضغوط دولية، واكدت مفوضية الإنتخابات رفضها دعوة بعض اقطاب المعارضة الى تأجيل الانتخابات المقررة في نيسان، في وقت أكد الموفد الاميركي الى السودان سكوت غرايشن انها ستكون "على اكبر قدر ممكن من الحرية والنزاهة".

الخرطوم: اعلن عبدالله احمد عبدالله مساعد رئيس المفوضية القومية للانتخابات في تصريح صحافي إثر لقاء عقده مع غرايشن "تؤكد المفوضية القومية للانتخابات ان الانتخابات ستجري في مواعيدها المقررة في الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من نيسان/ابريل".

وقال غرايشن من جانبه بعد اللقاء ان المفوضية "زودتني معلومات جعلتني واثقا من ان الانتخابات ستبدأ في الموعد المقرر وستكون على أكبر قدر ممكن من الحرية والنزاهة".

وقال غرايشن ان المفوضية "قامت بعمل جدي لضمان وصول السودانيين الى مراكز التصويت. وستضمن الاجراءات والآليات المعتمدة الشفافية وسيتم تسجيل السكان وفرز (الاصوات) بأفضل طريقة ممكنة".

ويغادر غرايشن الخرطوم قبيل ظهر السبت متوجها الى الدوحة حيث تجري محادثات السلام بين مجموعات متمردة من دارفور والسلطات السودانية. ومن المقرر ان يعود الموفد الاميركي الى السودان مبدئيا من اجل الانتخابات المقررة خلال اسبوع، كما افادت مصادر متطابقة.

والجمعة، طالب حزب الامة السوداني الذي كان الفائز في آخر انتخابات تعددية أجريت في السودان في 1986، بإرجاء موعد الانتخابات التشريعية والاقليمية والرئاسية الى الاسبوع الاول من ايار/مايو. كما اعلنت احزاب معارضة بينها الامة عزمها على مقاطعة الانتخابات التي شككت مسبقا في نزاهتها في غياب اصلاحات طالبت بها لضمان شفافيتها. واعلن الحزب الاتحادي الديمقراطي، الذي شكل القوة الثانية في انتخابات 1986، الجمعة انه سينسحب من الانتخابات الرئاسية لكنه سيشارك في الانتخابات التشريعية والاقليمية.

واعلنت مسؤولة المكتب السياسي في الحزب السوداني الكبير عقب اجتماع في ام درمان سارة نجد الله "لا بد من تحقيق ثمانية شروط قبل 6 نيسان/ابريل مقابل مشاركة حزب الامة في الانتخابات".ويطالب حزب الامة بتجميد "الاجراءات الامنية القمعية" وامكانية الوصول بشكل منصف الى وسائل اعلام الدولة وتمويل حملة الاحزاب السياسية باموال عامة والتعهد بمنح ممثل عن منطقة دارفور (غرب) منصبا في الرئاسة.

واضافت نجد الله ان الموفد الاميركي الى السودان "سكوت غرايشن قال انه سيحاول الحصول على مهلة" اربعة اسابيع لإجراء الانتخابات. وتم اعلان هذا الاقتراح عقب اجماع عقده المكتب السياسي لحزب الامة وبالخصوص اثر محادثات أجراها زعيمه الصادق المهدي مع غرايشن الذي يكثف لقاءاته في الخرطوم من اجل انقاذ هذا الاقتراع الذي يواجه انتقادات التزوير ومقاطعة احزاب كبرى.

واعلن مسؤولون سودانيون لفرانس برس ان غرايشن سيلتقي ممثلين عن اللجنة الانتخابية. واعربت الولايات المتحدة مساء الجمعة عن الامل في ان تتمكن جميع الاطراف السودانية المعنية بالانتخابات من وضع حد لخلافاتها لاجراء انتخابات "ذات مصداقية" في نيسان/ابريل كما هو متوقع. كذلك دعت فرنسا الاحزاب السياسية التي اعلنت مقاطعتها الانتخابات الى العدول عن ذلك معتبرة ان "وقت التزام جميع الاطراف قد حان" من اجل احلال السلام في البلاد.

واقترحت اربعة احزاب معارضة بما فيها حزب الامة والشيوعيون والحزب الاتحادي الديمقراطي -الذي حل ثانيا في انتخابات 1986- الخميس مقاطعة الانتخابات. وقبل ذلك سحبت الحركة الشعبية لتحرير السودان، متمردو جنوب السودان سابقا، مرشحها من الانتخابات الرئاسية ياسر عرمان لكنها اكدت مشاركتها في الانتخابات التشريعية والمحلية باستثناء منطقة دارفور التي تدور فيها حرب اهلية. الا ان حزب حسن الترابي المعارض الذي كان حليف الرئيس عمر البشير قبل ان يتحول الى اشد منتقديه، اعلن انه سيشارك في الانتخابات.

وقد دعت المعارضة حتى الان عبثا الى ارجاء الانتخابات الى تشرين الثاني/نوفمبر لكن البشير واللجنة الانتخابية اكدا هذا الاسبوع ان الاقتراع سيجري كما هو مقرر في 11 نيسان/ابريل. من جهة اخرى اوضح الحزب الاتحادي الديمقراطي انه سينسحب فقط من الانتخابات الرئاسية وليس من التشريعية والمحلية. وصرح صلاح الباشا مسؤول الاتصال في الحزب لعدد من الصحافيين "بإمكاني التأكيد اننا سنشارك في الانتخابات على كافة المستويات باستثناء الرئاسية" الا اذا حصل تغيير. واضاف "اننا نؤمن بفكرة التغيير الديمقراطي في السودان".

وكانت المعارضة تسعى من خلال الانتخابات الى إنهاء حكم الرئيس حسن البشير الذي اصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه على خلفية اتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دارفور.
وفي الاوضاع الحالية، يبدو ان الرئيس البشير الذي يتزعم حزب المؤتمر الوطني، ضمن الفوز في الانتخابات الرئاسية وان كان من المتوقع ان تشهد الانتخابات النيابية وانتخابات مجالس الولايات منافسة حامية.

وقال الرئيس البشير السبت في خطاب في كسلا، شرق السودان، نقلته قناة "النيل الازرق" ان "برنامج مؤتمر جوبا كان يقوم على إنزال الهزيمة بحزب المؤتمر الوطني، لكنه لم يكن لديه برنامج للشعب السوداني". وانتخابات هذا الشهر هي اول انتخابات تعددية منذ 1986 في السودان، اكبر بلدان افريقيا والذي يتولى السلطة فيه البشير منذ 1989 بعد انقلاب عسكري بدعم من الاسلاميين.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف