سائق واحد يمكن أن يتسبب بتسونامي مروري

لندن: سائق واحد فقط قد يعرقل حركة السيارات لمسافة تمتد 80 كيلومترا وراءه. هذا ما خرج به دكتور الرياضيات الهندسية إدي ويلسون الذي ترأس تجربة أجراها فريق من الباحثين بجامعة بريستول الانكليزية. وأجريت التجربة بتحليل تدفق السيارات على مسافة 16 كيلومترا على الطريق السريعة "إم 42" وهي إحدى الطرق التي تشهد أجزاء طويلة منها بعض أسوأ الاختناقات المرورية في عموم بريطانيا.

وبينما يمكن أن تتسبب الحوادث في الاختناقات المرورية والصفوف الطويلة، فقد وجد فريق الباحثين أن السبب الرئيسي في وضع كهذا لا يتعدى أن يكون عائدا لأشياء "عادية" مثل أن يضغط سائق على كابح سيارته (الفرامل) فجأة، أو ينتقل من مجاز على الطريق الى آخر بلا ضرورة، أو أنه يقود شاحنة طويلة ويحاول اجتياز أخرى مماثلة أمامه.

ومن وجهة النظر الحسابية وحدها فإن مثل تلك التصرفات المألوفة التي تتكرر آلاف المرات كل يوم، هي المسؤولة بشكل رئيسي عن إحداث خلل هائل في انسياب حركة المرور تتراكم آثاره بسرعة وتؤدي لعرقلة حركة السيارات على مسافات مثل التي سجلت على الطريق السريعة "إم 6" بين بيرمنغهام وليك ديستريكت وهي 80 كيلومترا بأكملها. وهذا هو سبب ما يسمى "الاختناق المروري الشبحي" الذي يحدث بدون أي مبرر ظاهر له، كغياب حادثة تسد الطريق على سبيل المثال.

وضرب الدكتور ويلسون مثالا بقوله: "من الناحية الحسابية فإن السائق الذي ينتقل من مجاز لآخر يضيف الى عدد السيارات في المجاز الذي ينتقل اليه ويجبر بالتالي تلك التي تنطلق خلفه على إبطاء سرعتها وإن كان بشكل هامشي. ومع انضمام سيارات أخرى الى المجاز نفسه يتزايد هذا الهامش بحيث يبلغ في وقت ما درجة توقف الحركة تماما".

وتعليقا على هذا يقول أندرو هوارد، من "رابطة السيارات" (AA) إن نتائج البحث لا تدهشه وإن الرابطة ظلت تقول بما يبدو تناقضا في الظاهر لكنه منطق بسيط في الواقع، وهو أن "التزام الجميع بالقيادة بسرعة أقل من القصوى تضمن الوصول في وقت أقصر، إضافة الى أنها اقتصادية من ناحية استهلاك الوقود".

من جهته، يقول الدكتور ويلسون إنه يأمل أن تؤدي بحوث فريقه الى إمكان التنبؤ بمدى الانسياب المروري في أي طريق خال من الحوادث بشكل دقيق. ويضيف: "ليس الغرض من هذا هو تقصير زمن الرحلة وإنما إعطاء السائقين معلومات صحيحة عن طول ذلك الزمن بين نقطة تحركه ووجهته على أي طريق يختاره".