الاحتفال بعيد الفصح في القدس أقرب إلى درب الآلام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
القدس: الاحتفال بعيد الفصح في القدس غالبا ما يكون اقرب الى درب آلام حقيقية بالنسبة إلى المسيحيين الفلسطينيين بسبب القيود التي تفرضها إسرائيل على التنقلات. وانتقدت السلطة الفلسطينية وعدة منظمات مسيحية اسرائيل لفرضها قيودا صارمة جدا على الدخول الى المدينة المقدسة من اجل المشاركة في احتفالات عيد الفصح، واتهمتها ب"الاعتداء على حرية العقيدة".
وبحسب السلطة الفلسطينية، فان مسيحيي الضفة الغربية وقطاع غزة لم يتلقوا هذه السنة سوى ما بين الفين الى ثلاثة الاف تصريح للدخول الى القدس، فيما نفى الجيش الاسرائيلي الامر مؤكدا إصدار ما يزيد عن عشرة الاف تصريح.
وقال الاب الكاثوليكي فراس عريضة في جفنة، في الضفة الغربية، "بإمكان مسيحيي العالم بأسره الاحتفال بعيد الفصح، لكن بالنسبة للفلسطينيين، فان الاحتلال الاسرائيلي يجعل من كل يوم جمعة جمعة آلام وما زلنا ننتظر قيامتنا كأمة حرة".
ويشير الفلسطينيون الى ان المصلين اليهود لا يحتاجون الى تصاريح لزيارة مواقعهم المقدسة. واتهم ديمتري ديلياني رئيس التجمع الوطني المسيحي في الارض المقدسة في بيان، اسرائيل بفرض "قيود على حرية العقيدة" للفلسطينيين معتبرا ان ذلك يشكل "اضطهادا دينيا" متعمدا.
ويتجدد هذا الخلاف القديم في أجواء من التوتر الشديد بسبب مواصلة اسرائيل حركة الاستيطان في القدس الشرقية المحتلة التي تضم المواقع الاكثر قدسية للديانات التوحيدية الثلاث، المسيحية والاسلام واليهودية.
وشهدت القدس الشرقية مؤخرا صدامات عنيفة بين متظاهرين فلسطينيين وشرطيين اسرائيليين. وخلال مسيرة الجمعة العظيمة التي واكبها انتشار امني اسرائيلي كبير، اعرب عدد من الفلسطينيين عن غضبهم وخيبة املهم امام كنيسة القيامة بعدما منعوا من دخولها.
غير ان التوتر الاكثر حدة خلال اسبوع عيد الفصح كان في بيت لحم، المدينة التي شهدت ولادة يسوع المسيح بحسب التقليد المسيحي والقبلة الاولى للحجاج المسيحيين التي تقع في الضفة الغربية على مسافة اقل من 10 كلم من القدس.
واعتقل الاحد الماضي عشرة فلسطينيين بينهم عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي بعدما عبروا حاجزا يفصل بين بيت لحم والقدس للانضمام الى تظاهرة احتجاجية طالبت بدخول مسيحيي الضفة الغربية الى القدس لاداء الصلاة في كنيسة القيامة بمناسبة عيد الشعانين للمسيحيين وقد اطلق سراحهم جميعا الخميس.
وتفرض اسرائيل قيودا على حرية تنقل الفلسطينيين ال3,5 ملايين الذين ينددون بتعرضهم ل"اجراءات تمييزية". وقالت رماز كسابره (34 عاما) وهي فلسطينية من الروم الارثوذكس "حصلت عائلتي على تصريح للدخول الى القدس لكنها قررت عدم المجيء لانه سيترتب عليها الانتظار في الصف ساعات امام معبر قلندية (بين الضفة الغربية والقدس) وهذا سينغص عليها فرحة العيد".
وعائلة رماز كسابره تتحدر من قرية مسيحية قريبة من جنين في الضفة الغربية. وهي متزوجة وتسكن في بيت حنينة في القدس الشرقية، لكنها لا تملك بطاقة الاقامة التي تسمح لها بالتنقل بحرية. وهي تعرف حق المعرفة المضايقات والصعوبات التي يواجهها الفلسطينيون عند المعابر وصفوف الانتظار الطويلة وعمليات التفتيش وصولا الى الاعتقالات.
وعدد الفلسطينيين المسيحيين في تراجع متواصل منذ اعلان قيام اسرائيل عام 1948، ولو انه من الصعب التثبت من صحة الارقام في غياب تعداد سكاني دقيق، وتقول رماز كسابره "انهم يهاجرون اذ ان العديد منهم يعيشون في ظروف مزرية ويجردون من كرامتهم ويفتقرون الى الموارد".