ستارت الجديدة خطوة على درب نزع السلاح النووي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تشكل معاهدة ستارت الجديدة بداية لتجسيد تطلعات الرئيس الاميركي باراك اوباما بالتوصل الى عالم خال من الاسلحة النووية، ورسالة الى الدول الساعية لامتلاك قوة ذرية، من دون ان يعني ذلك تخلي الولايات المتحدة عن قوتها العسكرية الضاربة.
واشنطن: من المقرر ان يوقع باراك اوباما ونظيره الروسي ديمتري مدفيديف بالاحرف الاولى على اتفاق الحد من الاسلحة النووية في براغ الخميس، في تأكيد لانتهاء الحرب الباردة ولحقيقة ان الترسانة النووية لم تحل دون وقوع هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001 الاسوأ على التراب الاميركي منذ 60 عاما. ويتزامن هذا التوقيع في براغ مع مرور سنة على النداء الذي اطلقه اوباما من المدينة نفسها للتخلص من الاسلحة النووية، ويسبق افتتاح القمة الدولية حول السلامة النووية في واشنطن بأربعة أيام.
ورأى اندرو كوشنز الخبير في الشؤون الروسية في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية في واشنطن في حديث مع وكالة فرانس برس ان ادارة اوباما لا بد لها من التوصل الى اتفاق مع روسيا يمنحها موقفا اقوى في هذه القمة. وقال كوشنز "من دون هذا الانجاز فان طموحات الرئيس اوباما في مجال (نزع السلاح) النووي كانت ستتعرض لانتكاسة كبيرة".
واعتبر دوغ بانداو الخبير في معهد "كاتو" الاميركي ان "الفائدة المحققة (من هذه الاتفاقية) تتمثل في العلاقات الجيدة مع روسيا"، بعد التوتر الذي شابها في عهد الرئيس السابق جورج بوش. واضاف ان تحسين العلاقات مع روسيا امر حيوي جدا بالنسبة لاوباما الذي يسعى الى توحيد موقف القوى الكبرى لدفع ايران على التعاون في قضية برنامجها النووي.
وكان اوباما اشار الى هذا الامر في 26 اذار/مارس عندما قال "من خلال هذا الاتفاق تشير الولايات المتحدة وروسيا بوضوح الى انهما ستأخذان زمام المبادرة" في الحد من انتشار الاسلحة النووية. واذا كانت الاسلحة النووية شكلت في السابق "توازن رعب" مع الاتحاد السوفياتي، الا ان ادارة اوباما تتجه نحو سياسة جديدة "تعطي دورا اكبر للاسلحة التقليدية في عملية الردع" على حد تعبير البيت الابيض.
واشارت صحيفة نيويورك تايمز في اول آذار/مارس الى ان الفكرة تنطوي على امتلاك اسلحة تقليدية فتاكة وانما غير نووية، بامكانها ان تضرب اي هدف في العالم خلال ساعة. وقال كوشنز "من المؤكد ان دور الاسلحة النووية في امن الولايات المتحدة يتقلص شيئا فشيئا". اما باندو فاعتبر انه اذا اراد اوباما سلوك هذا الطريق فان القرارات ستكون اكثر تعقيدا.
وقال "اذا اردنا تأمين الحد الادنى من الامن للبلد، علينا الاعتراف بأن الصين تعمل على تعزيز ترسانتها على غرار دول اخرى. الى اي حد يجب تقليص (عدد الرؤؤس النووية)؟ (...) هذا الامر سيمثل مشكلة لهذا الرئيس". ويبقى موضوع آخر لم يتم التوصل الى حل له، وهو نظام الدفاع الاميركي المضاد للصواريخ، اذ يبدو الاتفاق الحالي ضبابيا ازاءه بحيث يرضي واشنطن وموسكو، في انتظار جولة جديدة من المحادثات. ويرى كوتشنز ان الصياغة "غامضة بشكل متعمد" لان "ادارة اوباما تعرف ان مجلس الشيوخ لم يكن ليصادق على الحد من نظام الدفاع المضاد للصواريخ (...) الامر الذي تفهمه روسيا".