مهمة صعبة امام رئيس جنوب افريقيا لمنع الانفجار
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
جوهانسبورغ: سيكون على رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما على ما يبدو الالتزام باجراءات تتعدى الدعوات الى الهدوء، اذا اراد فعلا تطويق الازمة الاشد منذ سقوط نظام الفصل العنصري والتي اندلعت بعد مقتل زعيم اليمين الابيض المتطرف السبت، كما يرى محللون.
وكتبت راينت تالجار في صحيفة تايمز الثلاثاء ان جنوب افريقيا "اصبحت في لحظة حاسمة وعلى شفير هاوية، فالانفعالات قوية والناس منقسمون بين معسكرين متطرفين".
واضافت ان مقتل زعيم اليمين المتطرف يوجين تير بلانش على يد عاملين اسودين "يتطلب ردا في غاية الدقة وانما حاسما، يتجاوز الدعوات الى الهدوء والتسامح".
منذ الاعلان عن مقتل تير بلانش وجه الرئيس جاكوب زوما دعوات للبيض والسود الى عدم الانسياق وراء الاستفزازات.
وقال زوما في كلمة متلفزة مخاطبا الشعب "علينا نحن القادة، ان نوحد دعواتنا للهدوء في البلاد"
واضاف "علينا جميعا ان نتحلى بالمسؤولية في تصريحاتنا التي قد ندلي بها في هذه البلاد التي تعمل بجهد شاق من اجل المصالحة".
وتابع "ايا كانت الجهة التي ننتمي اليها، يتعين علينا التفكير مليا قبل اطلاق تصريحات للجمهور مضادة لجهودنا من اجل بناء الامة".
وأوفد زوما وزير الامن الداخلي الى فنترسدورب في ظل انتشار كثيف لوحدات الشرطة تخوفا من وقوع اضطرابات.
غير ان الاستقرار بدا هشا الثلاثاء، اذ سجل توتر كبير بين السود والبيض الذين احتشدوا في مجموعتين منفصلتين امام محكمة فنترسدورب حيث جرت اولى جلسات محاكمة المتهمين بقتل تير بلانش، وقد اختتمت الجلسة الاولى بتوجيه الاتهام للعاملين الزراعيين (15 عاما و28 عاما) بقتل تير بلانش على ما اعلن المدعي العام جورج بالوا اثر خروجه من المحكمة.
ويرى سيفاماندلا زوندي من معهد الحوار العالمي في جوهانسبورغ ان هذه الازمة هي الاشد التي يواجهها زوما منذ انتخابه قبل أكثر من عام، وان زوما عليه ان يتفهم مخاوف المزارعين البيض من "حرب التصفية" على حد تعبير المتطرفين منهم، وان يتصدى لمعالجة الفقر الذي يعاني منه معظم السود.
ويؤكد زوندي انه "آن الاوان ليثبت زوما صفاته كرجل دولة" وانه عليه ان "يرتقي ليوحد البلاد".
واعادت تداعيات قضية اغتيال تير بلانش الى الاذهان ردود الفعل الغاضبة على اغتيال الزعيم الشيوعي الاسود كريس هاني في 1993.
وآنذاك، تمكن المؤتمر الوطني الافريقي الذي كان حركة مقاومة قبل ان يصل الى السلطة، من لجم ردود الفعل من طرف السود.
ويرى محللون انه ينبغي على الرئيس زوما ان يتوجه الى فريقه، وان يفعل شيئا بصدد النشيد الذي انشده زعيم رابطة شباب حزب المؤتمر الوطني الافريقي جوليوس ماليما، والذي يدعو الى "قتل البوير" (المزارعين البيض).
وقالت سوزان يوسين الاكاديمية في جامعة ويتواتيرسراند "زوما لم يقل شيئا عن هذا النشيد ومضامينه العنصرية"، واضافت "بحكم موقعه المسؤول عليه ان يتحدث بوضوح عن الجرائم التي تتعرض لها الاقليات".
وتعتبر حركة مقاومة الافريكانر ان للاغتيال دوافع سياسية على علاقة بهذا النشيد الذي حظره القضاء.