الولايات المتحدة ترسل بطاقة تهديد إلى كوريا الشماليّة وإيران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
هددت الولايات المتحدة الأميركيّة التي أعلنت عن عقيدتها النوويّة الجديدة، بعض الدول مثل كوريا الشمالية وإيران، مشيرة إلى أن الخيارات كلها قيد البحث في التعامل معها، وقال وزير دفاعها روبرت غيتس: مراجعة الوضع النووي تبعث برسالة قوية جدًّا.
واشنطن:أوضح الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء ان القمة التي ستعقد الاسبوع المقبل تحت رعايته في واشنطن بمشاركة 47 دولة ستضع كهدف لها "تأمين حماية كل الأسلحة النوويّة في العالم خلال اربع سنوات".
وقال الرئيس الاميركي في بيان صدر بمناسبة عرض عقيدته النووية الجديدة ان "قمتنا حول الامن النووي الاسبوع المقبل ستكون مناسبة لتتعهد الدول الـ47 باتخاذ اجراءات محددة لضمان امن العتاد النووي في جميع انحاء العالم، الذي قد يسقط في ايدٍ خبيثة، خلال اربع سنوات".
وتضع هذه العقيدة الجديدة، التي تحد كثيرًا من الظروف التي يمكن ان تلجأ فيها الولايات المتحدة إلى استخدام السلاح النووي، الانتشار النووي والارهاب في صلب اولوياتها.
وقال اوباما، الذي يسيطر على اكبر ترسانة نووية في العالم، "للمرة الاولى، تكون الوقاية من الانتشار النووي والارهاب في صدارة الاولويات النووية للولايات المتحدة ما يؤكد الاهمية الحيوية لمعاهدة عدم الانتشار النووي".
وكان قد كشف الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء عن العقيدة النووية الجديدة للولايات المتحدة التي تحصر الظروف التي يمكن ان تلجأ فيها القوة العالمية الأولى الى استخدام السلاح النووي.
وقال اوباما "للمرة الاولى، تكون الوقاية من الانتشار النووي ومن الارهاب النووي في صدارة الاولويات النووية للولايات المتحدة" التي كانت سابقًا اكثر اهتمامًا بامتلاك درع دفاعية ضد القوى النووية الاخرى.
ووفقًا لهذه الوثيقة تتعهد واشنطن بعدم اللجوء الى الضربات النووية الا في "حالات الضرورة القصوى". كما تعهدت واشنطن بألا تستخدم ابدًا السلاح النووي ضد عدو لا يملك هذا السلاح ويحترم قواعد معاهدة عدم الانتشار النووي.
واوضح الرئيس اوباما في حديث لنيويورك تايمز نشر في اليوم نفسه ان "العقيدة النووية الجديدة تشترط بوضوح شديد ان تحصل الدولة التي لا تملك السلاح النووي والتي تحترم معاهدة عدم الانتشار النووي على ضمان بألا نستخدم السلاح النووي ضدها".
لكن هذه الاستراتيجية تستثنى ايران وكوريا الشمالية من القاعدة كما حذرت الادارة الاميركية.
وقال وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس للصحافيين "اذا كان ثمة رسالة لايران وكوريا الشمالية فهي انه اذا ما قررتما احترام القوانين واذا ما انضممتما الى المجتمع الدولي، فاننا سنتعهد بالتزامات معينة حيالكما". وتابع "ولكن اذا لم تلتزما بالقوانين واتبعتما سياسية الانتشار النووي، فإن كل الخيارات ستكون مطروحة بالنسبة إلى التعامل معكما".
ووفقا لهذه العقيدة الجديدة فان "الارهاب النووي" يشكل "اكبر خطر فوري"، وليس الدول التي تملك السلاح النووي، في الوقت الذي يسعى فيه تنظيم "القاعدة وحلفاؤه المتطرفون الى التزود بالسلاح النووي". وستطبق القيود الجديدة المعلنة حتى في حالة هجوم عدو على الولايات المتحدة باسلحة كيميائية او جرثومية او حتى هجوم معلوماتي.
الا انها تتضمن استثناء من القاعدة. وهو في حال تعرضت الولايات المتحدة لخطر هجوم جرثومي مدمر فانها تحتفظ لنفسها بالحق في استخدام السلاح النووي. وقد سعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الى طمأنة حلفاء الولايات المتحدة مؤكدة ان بلدها ستواصل العمل كـ"عنصر الاستقرار" بالنسبة إلى هذه الدول.
وقالت كلينتون للصحافيين "على مدى اجيال، ساعد الردع النووي الاميركي في منع الانتشار النووي وذلك من خلال توفير الطمأنينة والامن لحلفائنا غير النوويين في حلف الاطلسي والمحيط الهادئ وغيرها من المناطق".
واكدت ان الولايات المتحدة ملتزمة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بتوفير مظلة نووية لحلفائها الرئيسيين ومن بينهم اليابان وكوريا الجنوبية والدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي. ويشكل اعلان العقيدة النووية الاميركية الجديدة بداية عشرة ايام من الدبلوماسية النووية المكثفة مع توقيع اوباما والرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الخميس في براغ على معاهدة ستارت جديدة لخفض الاسلحة النووية.
وقد اتفق البلدان على قصر ترسانتيهما على 1550 راسًا نووية لكل منهما. وهذه المراجعة للعقيدة النووية الاميركية، وهي الثالثة فقط بهذا الشكل منذ انتهاء الحرب الباردة، تؤكد ان الولايات المتحدة "لن تنتج رؤوسًا نووية جديدة" لكنها تدعو في الوقت نفسه الى تحديث ترسانتها و"تعزيز قدراتها الدفاعية التقليدية" للردّ على الهجمات غير النووية.
وقد اشاد المعهد الدولي لابحاث السلام (سيبري)، ومقره ستوكهولم، بـ "عمل الولايات المتحدة على تقليل دور الاسلحة النووية في سياستها للامن القومي" معربًا في الوقت نفسه عن الاسف لعدم تعهده بألا يكون أبدًا اول من يطلق سلاحًا نوويًا.
في هذه الاثناء، تعهدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الثلاثاء بالمضي قدمًا بخطط الدفاع الصاروخي الاميركية مؤكدة عدم وجود علاقة بين هذه الخطط ومعاهدة نزع الاسلحة النووية الجديدة (ستارت) وذلك بعد تهديد روسيا بالانسحاب من المعاهدة.
وصرحت كلينتون للصحافيين ان "معاهدة ستارت لا تتعلق بالدفاع الصاروخي ولكن تتعلق بخفض حجم ترساناتنا -- اسلحتنا الاستراتيجية الدفاعية". وقالت ان الولايات المتحدة "ستعمل معهم (الروس) من اجل التوصل الى ارضية مشتركة بشأن الدفاع الصاروخي الذي نلتزم بتطبيقه".
وهدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في وقت سابق بالانسحاب من المعاهدة في حال شكل مشروع الدرع الاميركية المضادة للصواريخ تهديدا لموسكو. ومن المقرر ان يوقع الرئيسان الاميركي باراك اوباما والروسي ديمتري مدفيديف على معاهدة ستارت الجديدة الخميس في براغ بعد اشهر من المفاوضات المفصلة.
الا ان روسيا لا تزال غاضبة من خطط الولايات المتحدة نشر انظمة صواريخ دفاعية في اوروبا الشرقية. وتقول واشنطن ان الهدف من هذه الانظمة هو الدفاع في وجه اي تهديدات من ايران، الا ان موسكو ترى فيها تعديًا على منطقة نفوذها.
وفيما قالت كلينتون انها ليست على علم بتصريحات لافروف، الا انها اكدت ان المخاوف الروسية بشأن الدفاع الصاروخي "لا تشكل مفاجأة" للولايات المتحدة". وقالت "لقد سعينا بشكل مستمر لأن نوضح لهم هدف انظمة الدفاع الصاروخي والدور الذي نعتقد انها تستطيع ويجب ان تلعبه في منع الانتشار النووي والارهاب النووي". واضافت "لقد عرضنا على الروس بشكل مستمر فرصة التعاون معنا".
ملخص عن الاسلحة النوويّة الاميركية:
--- الرؤوس النووية: تمتلك الولايات المتحدة نحو 2200 رأس نووية "جاهزة للاستخدام" و2500 راس نووية اضافية احتياطية يمكن تشغيلها اذا اقتضت الضرورة. كما تمتلك 500 رأس نووية "غير استراتيجية" قصيرة المدى ينتشر بعضها في عدد من قواعد حلف الاطلسي في الدول الاوروبية.
ومع انتشار الاسلحة النووية في القواعد البرية وعلى متن القاذفات والغواصات الطويلة المدى، فإن اي هدف على وجه الكرة الارضية هو في مرمى الترسانة النووية الاميركية.
--- الصواريخ البالستية العابرة للقارات: يمتلك الجيش الاميركي 450 صاروخًا من طراز "مينوتيمان" العابرة للقارات يبلغ مداها 5500 كلم. وهذه الاسلحة المنتشرة برًّا مزودة برؤوس نووية منفصلة تمكن الصاروخ الواحد من ضرب عدة اهداف. وفي السيناريوهات التي تفترض وقوع حرب نووية شاملة، تعتبر هذه الصواريخ السلاح الرئيس.
--- الصواريخ البالستية التي تطلق من الغواصات: لقد تم تصميم هذه الصواريخ لاخفاء الاسلحة النووية عن السوفيات بما يضمن ان اي هجوم على الولايات المتحدة سينتج عنه رد هائل. ويحمل الاسطول الاميركي المؤلف من 14 غواصة من فئة اوهيو نحو 288 صاروخًا بالستيًا او 1152 رأسًا نووية اي ما يساوي 43% من الترسانة الاميركية "الجاهزة للاستخدام". وهذه الغواصات النووية مجهزة بصواريخ حديثة من طراز "ترايدنت 2 دي5" التي لها ثلاثة انواع من الرؤوس الحربية يتراوح وزنها ما بين 100 الى 455 كيلوطن.
--- القاذفات: تمتلك القوات الجوية الاميركية نحو 500 سلاح نووي يمكن ان تطلقها قاذفات بعيدة المدى وهي طائرات بي-2ايه سبيريت وبي-52 اتش ستراتوفورتريس. ويقدر المحللون بان نحو 60 من القاذفات الطويلة المدى وعددها 113 قاذفة مخصصة للمهمات النووية. ويمكن تسليح هذه الطائرات بـ"القنبلة الاستراتيجية" بي61-7 وقنبلة بي83-1
--- اسلحة قصيرة المدى: خلال الحرب الباردة طور الاميركيون والسوفيات اسلحة قصيرة المدى او اسلحة "غير استراتيجية" ذات قوة تفجيرية اقل من الصواريخ البالستية العابرة للقارات. ويمكن للجنود اطلاق هذه الصواريخ من ارض المعركة لضرب اهداف تكتيكية وقد تم نشر عدد كبير من هذه الاسلحة في اوروبا. وتحتفط الولايات المتحدة بنحو 500 سلاح نووي تكتيكي من بينها اكثر من 300 صاروخ توماهوك يمكن اطلاقها من الغواصات اضافة الى القنابل غير الذكية التي ينتشر جزء منها في عدد من قواعد حلف الاطلسي.