في غزة.. العرائس يستخدمن الحديد بدلاً من الذهب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الإقبال على الزواجفي غزة مختلف عن غيره، حيث تحسب لهذه الخطوة عدة حسابات بسبب العقبات الموجودة.
غزة : في ظل ما يحياه الفلسطينيون في قطاع غزة من حصار إسرائيلي متواصل للعالم الثالث على التوالي يستهدف كافة مناخي الحياة، ومع استمرار إغلاق المعابر وعدم السماح بإدخال المواد اللازمة إلا بشكل محدود، يعاني الفلسطينيون حالة من الفقر والبطالة وانعدام فرص العمل، الأمر الذي أدى إلى تدهور أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية بشكل أثر على أمور حياتهم اليومية بما فيها أفراحهم ومناسباتهم السعيدة.
ويعتبر التفكير بالزواج في أي مكان بالعالم شيء عادي، أما في غزة فالأمر مختلف تماماً، حيث يجب أن تحسب لهذه الخطوة ألف حساب لأن عقبات عدة ستكون بانتظارك.وبعد أن كانت العروس في غزة تتزين بالذهب أصبحت هذه الأيام تحاول جاهدةً أن تتزين، ولكن مع كل أسف بـ"الفولسو" (الحديد المطلي)، ناهيك عن أن مهور العرائس باتت متدنية في ظل ما يعاني الشباب من تردٍ اقتصادي ما يدفعهم لابتكار هذه الوسيلة لمحاولة التعويض قدر الإمكان".
"تضطر لشراء "الفولسو" عوضاً عن الذهب لابنتها العروس في ظل هذه الارتفاع الجنوني لأسعار السلع بما فيها الذهب كسلعةٍ أساسية من السلع اللازمة للعروس"، بحسب المواطنة أم العبد - وهي والدة عروس مقبلة على الزواج - قريباً.
وتشير أم العبد إلى أنها أقدمت على شراء كمية محدودة من الذهب بجانب كميات كبيرة من "الفولسو" لتتباهي وتتفاخر أمام النسوة وتحاول إظهار ابنتها بأنها تكتسي الذهب الكافي بما يشعر حاضري حفل زفافها بأن مهرها مناسب، مؤكدة أنها كانت ترفض بشدة اللجوء لهذه الطريقة لولاء إصرار ابنتها العروس على ذلك الأمر الذي دفعها للقبول في نهاية المطاف.
فيما تشير ابنتها العروس إيمان بأن هذه الطريقة أصبحت الطريق المثلى والوحيدة لتعويض النقص الناجم عن المهر المتدني وارتفاع الأسعار، مضيفة "المشكلة الرئيسية التي تنجم عن هذه الطريقة تتمثل فيما لو علم الناس، لاسيما ذوو الخبرة في هذا المجال". وتؤكد إيمان أنها كانت تلح على خطيبها أن يشتري لها ذهباً كافياً، ولكنه رفض، فلم يبقى أمامها إلا التفكير بالحديد المطلي.
وبعبارة "سبحان الذي يغير ولا يتغير" بدأ صائغ الذهب فواز السعدي حديثه، وأضاف:" أن الإقبال على الذهب قد اختلف إلى أبعد الحدود من حيث ضعفه"، مشيراً إلى أن معرضه أصبح في معظم الأحيان معرضاً ليغذي الناس أعينهم بمشاهدة التشكيلات الواسعة من الذهب".
وحمَّل هذا الصائغ إسرائيل مسؤولية ما وصلت إليه الأمور بفعل حصارها المتواصل وما نجم عنه من تردي الوضع الاقتصادي لدى غالبية الناس ما اثر على الحركة الشرائية لاسيما لسلعه الذهب مقارنة بحالة الإقبال الكبيرة بما قبل الحصار.
في هذا الإطار يشير محمد الغرابلي - وهو بائع لإكسسوارات "الفولسو"- إلى أن الحركة الشرائية على سلعته انقلبت رأساً على عٌقب، وأصبحت تدر علية دخلاً لا بأس به في ظل حالة الإقبال الشديدة عليه على الرغم من ارتفاع الأسعار ما يدفعه أيضاً لجلب هذه السلعة بكميات كبيرة من خلال تجار الأنفاق.
وفي ظل هذا الوضع الصعب الذي خلقه الحصار المتواصل على غزة وتأثيراته حتى على الناس في أفراحهم، يأمل الغزيون أن ينتهي حصارهم في القريب العاجل حتى يتمكنوا من تحقيق أبسط حقوقهم الإنسانية.