أخبار

الجيش الأميركي ينفي فتح تحقيق في هجوم بالعراق

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

نفت القيادة المركزية للجيش الأميركي وجود أي نية لإعادة فتح تحقيق في الهجوم الذي وقع عام 2007 وأدى إلى مقتل 12 شخصًا.

بغداد: قالت القيادة المركزية للجيش الاميركي انه لا توجد حاليًا خطط لاعادة فتح تحقيق في هجوم وقع في بغداد عام 2007 بطائرات هليكوبتر أودى بحياة 12 شخصًا بينهم صحفيان من رويترز وذلك وسط مطالبات جماعات معنية بحقوق الانسان بفتح التحقيق بعد تسريب شريط فيديو للهجوم. وكان بعض خبراء القانون الدولي وحقوق الانسان الذين شاهدوا شريط الفيديو قالوا انه من المحتمل ان طياري الاباتشي تصرفوا بشكل غير قانوني. وقال مسؤولان عسكريان اميركيان طلبا عدم الكشف عن هويتهما ان محامين في القيادة المركزية يراجعون تسجيل الفيديو المصنف على انه سري والذي نشرته جماعة تشجع على نشر المعلومات السرية لمكافحة الفساد على مستوى الحكومة والشركات.

وقال أحد المسؤولين "نبحث اعادة التحقيق بسبب مسألة قواعد الاشتباك. هل كل الافعال التي صورت في الفيديو تتفق مع قواعد الاشتباك التي كان معمولًا بها في ذلك الوقت." غير ان الاميرال هال بيتمان مدير الاتصالات في القيادة المركزية التي تشرف على الحرب في العراق قال يوم الاربعاء "القيادة المركزية ليس لديها حاليًا خطط لاعادة التحقيق في هذا العمل القتالي." وقال مسؤولون اخرون ان القيادة المركزية تحاول التهوين من دورها في تحديد ما اذا كان ينبغي اعادة فتح القضية لان الوحدة المعنية لم تعد ترابط في العراق ملقيًا على عاتق قادة الجيش والبنتاغون عبء اتخاذ قرار في هذا الشأن. وقال مسؤولو البنتاغون ان تفاصيل قواعد الاشتباك تبقى عمومًا سرية لتجنب المام الخصوم بالتكتيكات الاميركية في ميدان القتال.

وشوهد شريط الفيديو الذي صور الهجوم الذي وقع يوم 12 يوليو تموز 2007 على نطاق واسع عبر الانترنت في أنحاء العالم منذ وضعته جماعة ويكيليكس على الشبكة. وتضمن الشريط تسجيلًا صوتيًا لمحادثات بين افراد طاقم الطائرة الهليكوبتر وشعر كثيرون ممن شاهدوه بالصدمة من الصور وبعض تعليقات الطيارين. وصحفيا رويترز اللذان قتلا في الهجوم هما المصور نمير نور الدين (22 عاما) ومساعده وسائقه سعيد شماغ (40 عاما). وقال ديفيد شليزنجر رئيس تحرير رويترز العالمية "سأرحب بتحقيق جديد شامل. رويترز دعت منذ البداية لتحقيق موضوعي وشفاف ليتسنى للجميع ان يتعلموا دروسًا من هذه المأساة."

وقال الجيش الاميركي ان تحقيقًا أجري بعد الحادث بوقت قصير وتوصل الى أن القوات الاميركية لم تكن على علم بوجود صحافيين وانها ظنت انها تقاتل متمردين مسلحين وأنها رأت كاميرا كانت معهم خطأ باعتبارها قاذفة صواريخ. وقالت جماعة ويكيليكس انها حصلت على تسجيل الفيديو من مبلغين عسكريين ووضعته على الانترنت. وعرض الشريط مشهدًا مصورًا من الجو لمجموعة من الرجال يتحركون في انحاء ميدان في أحد احياء بغداد. ووصف الطيارون بعض الرجال بانهم مسلحون. وتتبع منظار مدفع الطائرة اثنين من الرجال قالت ويكيليكس انهما نور الدين وشماغ بعد ان وصف الطيارون كاميراتهما بأنها أسلحة.

ويقول محامون معنيون بحقوق الانسان وخبراء اخرون شاهدوا الشريط انهم قلقون من الطريقة التي تصرف بها الطيارون خاصة فتحهم النار على شاحنة صغيرة وصلت الى مكان الحادث بعد الهجوم الاول وبدأ من فيها بمساعدة الجرحى. وقال كريس كوب سميث وهو ضابط سابق في الجيش البريطاني أجرى تحقيقات في منطقة الحرب ان معرفة قواعد الاشتباك التي يتبعها الطيارون مهمة لفهم ما اذا كانوا تصرفوا بطريقة ملائمة. لكنه أضاف أن اطلاق النار على من جاءوا لمساعدة الجرحى بدا أنه انتهاك لقوانين التصرف العسكري في الحرب. وقال لرويترز "هذا هو العنصر الفج. ينافي هذا الامر كل القوانين الانسانية وقواعد الصراع ... بالتأكيد وبدون شك."

وذكرت بيبي فان جينكل وهي محامية دولية وزميلة كبيرة في معهد كلينجنديل للعلاقات الدولية في هولندا ان شريط الفيديو مجرد جزء من الدليل وان هناك حاجة للمزيد من التحقيق لكنها أضافت "تخميني الاول سيكون أن جريمة حرب ارتكبت. ببساطة شديدة اذا كان أشخاص يساعدون جرحى ولم يكونوا مقاتلين واستخدمت القوة ضدهم فهذه جريمة حرب." وأشار محامون اخرون وخبراء في مجال حقوق الانسان الى انه سيكون من الصعب للغاية رفع دعوى قضائية استنادا الى شريط الفيديو وحده.

وقال أنتوني دوركين مدير مشروع جرائم الحرب الذي يدرس القانون الانساني في الصراع انه لا يبدو أن الطيارين استهدفوا المدنيين عن عمد. وأضاف "سأندهش اذا جرت أي أشكال المحاكمة العسكرية استنادا الى هذا. أعتقد أنه من المرجح أن الامر سيثير قضايا حول قواعد الاشتباك ومدى وضوحها وحسب." ودعت منظمة العفو الدولية يوم الاربعاء لاجراء تحقيق مستقل وشامل ونزيه في الحادث الذي يصوره شريط الفيديو.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف