الإنتخابات السودانيّة تبدأ الأحد رغم المقاطعة ومزاعم التزوير
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تسير الأمور نحو إجراء انتخابات تعددية هي الأولى في السودان منذ ما يقرب من ربع قرن في موعدها المقرر يوم الاحد في 11 نيسان/ أبريل على الرغم من المقاطعات ومزاعم بوقوع عمليات تزوير شابت الإعداد للانتخابات.
الخرطوم: يأمل الرئيس السوداني عمر حسن البشير أن يؤدي فوزه في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وانتخابات الولايات المعقدة التي تجري يوم الأحد 11 أبريل/نيسانالى اكساب حكومته الشرعية في تحديها مذكرة اعتقاله التي اصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بسبب جرائم حرب في دارفور.
المرشحون الرئيسيون لانتخابات الرئاسة بالسودان:
* عمر حسن البشير من حزب المؤتمر الوطني
* فاطمة عبد المحمود من حزب الاتحاد الاشتراكي السوداني الديمقراطي
* عبد الله دينق نيال من حزب المؤتمر الشعبي
* حاتم السر من الحزب الاتحادي الديمقراطي
وتعهد الرئيس السوداني الخميس بان تكون الانتخابات نزيهة وحرة. وقال البشير اثناء افتتاح المرحلة الاخيرة في مشروع محطة كهربائية على سد مروي صممتها شركة صينية في شمال السودان، "الانتخابات ستكون نظيفة وحرة ونزيهة ومثالية"، مؤكدًا ان الانتخابات نوع من "العبادة".
وقال ياسر عرمان الذي كان المنافس الابرز للبشير ان "هذه الانتخابات مناسبة للبشير لاثبات شرعيته في مواجهة المحكمة الجنائية الدولية. انه استعراض الرجل القوي". وسحب ياسر عرمان ترشيحه من الانتخابات الرئاسية، كما اعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان (حركة التمرد السابقة في جنوب السودان) التي يمثلها عدم مشاركتها في الانتخابات في الولايات الشمالية.
واتهم كل من المعارضة السودانية الشمالية والحركة الشعبية البشير بالعمل على تزوير الانتخابات. وفي بداية الحملة الانتخابية بدا ان الاقتراع سيشهد منافسة على اصوات الناخبين، حتى ان الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر تحدث عن احتمال تنظيم دورة ثانية.
لكن الوضع تغير مع انسحاب ياسر عرمان واعلان حزب الامة بزعامة الصادق المهدي اخيرا انسحابه هو الاخر. وكان حزب الامة الفائز في آخر انتخابات تعددية في 1986 قبل ان ينقلب البشير على حكومته.
وفوز البشير شبه مؤكد بعد انسحاب منافسيه الرئيسيين بعد أن زعما وجود تزوير واسع لكن فوزا كهذا سيكون مشوبًا بالشكوك في شرعية الانتخابات. وقال النشط السوداني عمر القارئ مؤسس جماعة الديمقراطية اولا "حتى اذا شاركت كل هذه الاحزاب فانني لا اعتقد انها ستكون انتخابات نزيهة أو تتسم بالمصداقية".
وهذه الانتخابات تمثل خطوة أساسية من الخطوات المقررة في اتفاق السلام الشامل الموقع بين الشمال والجنوب عام 2005 والذي أنهى حربا أهلية استمرت في السودان 22 عامًا وهي تسبق الاستفتاء الذي يجرى في العام 2011 على تقرير مصير الجنوب. ومن المتوقع بشكل كبير أن ينفصل الجنوب الذي يتمتع حاليًا بما يشبه الاستقلال.
لكن المجتمع الدولي وبالتحديد الولايات المتحدة أوضح أنه مهما كانت الانتخابات سيئة فإنّ الاولوية هي اجراء استفتاء سلمي. وقالت سفيرة واشنطن لدى الامم المتحدة سوزان رايس ان واشنطن قد تقبل تأجيل بدء الانتخابات فترة قصيرة. وقالت للصحفيين "اعتقد ان وجهة نظرنا هي انه اذا تقرر انه من الضروري التأجيل لفترة وجيزة ورأينا ان التأجيل القصير سيمكن العملية ان تكون اكثر مصداقية فسوف نكون مستعدين للتفكير في الامر".
واضافت "هذا يعود بشكل واضح الى السلطات نفسها لكن الصورة الاكبر هي وجود الكثير من الاخفاقات في هذه العملية وهذا مبعث قلق حقيقي". ورفض سفير السودان لدى الامم المتحدة عبد المحمود عبد الحليم الحديث عن تأجيل الانتخابات. وقال عبد الحليم "الحكومة نفسها لا تستطيع ذلك والانتخابات لن تؤجل على الاطلاق".
واضاف "علاوة على ذلك فإن اي مهام من هذا النوع هي مسؤولية المفوضية القومية للانتخابات وليست الحكومة." ويرجح اعتماد النتائج التي تسفر عنها الانتخابات أيا كانت حتى ولو تسببت في جدل يساوي ما أثارته الانتخابات الرئاسية الافغانية العام الماضي والتي وصمت بالتزوير.
وقال مصدر دولي متابع للانتخابات "هذه الانتخابات قد تكون بسوء الانتخابات الافغانية لكن مع وجود هذا الجدول الزمني الضيق قبل الاستفتاء أشك في أن يصر أحد على اعادة الانتخابات". وتتفق كافة أحزاب المعارضة على أن حزب المؤتمر الوطني السوداني الذي يتزعمه البشير والذي يحكم السودان منذ 21 عامًا حاول تزوير الانتخابات لكنها لم تتمكن من الوصول الى اتخاذ رد فعل جماعي.
وبينما قرر اثنان من أكبر الاحزاب السياسية في السودان مقاطعة الانتخابات في معظم أنحاء شمال السودان فما زالت مجموعات أخرى تشارك في الانتخابات. وستواصل بعثات مراقبة الانتخابات من الاتحاد الاوروبي ومن مركز كارتر مهامها.
غير أن الصراع المستمر منذ سبع سنوات يعوق الحركة في اقليم دارفور. وقال الاتحاد الاوروبي انه لا يستطيع مراقبة الانتخابات في دارفور بشكل فعال وقام بسحب مراقبيه من الاقليم الواقع في غرب السودان. وقالت المجموعة الدولية لمعالجة الازمات ان التلاعب جرى بشدة في دارفور مع وجود كثيرين من الملايين من مواطنيه النازحين غير مسجلين في الكشوف الانتخابية بما يكفي لكي يؤثر على نتيجة التصويت عامة ويضمن فوز البشير.
وقالت المجموعة الدولية لمعالجة الازمات "الفوز بقدر كبير من الاصوات في دارفور أساسي في خطة حزب المؤتمر الوطني للحصول على ما يكفي من الاصوات في الشمال لضمان السيطرة على السودان بالكامل." وقال كارتر يوم الخميس انه يشعر بخيبة أمل بسبب المقاطعة. وقال للصحافيين بعد أن وصل الى الخرطوم لمراقبة الانتخابات "أشعر بالاسف لأنّ بعض الاحزاب قررت عدم المشاركة".
وأضاف "نأمل ونصلي من أجل ان تكون انتخابات عادلة وأمينة على الاقل بالنسبة للمشاركين فيها. يجب أن تتذكروا أن هناك ما يقرب من 16 ألف مرشح ما زالوا مشاركين في الانتخابات." ويقول ناشطون سودانيون ان المخالفات بدأت باحصاء معيب في 2008 وبترسيم الدوائر الانتخابية والتسجيل المخالف للناخبين.
وقالت مجموعة من منظمات المجتمع المدني تدعى (تمام) ان أكثر من 1900 عضو في قوات الامن سجلوا للتصويت في مركز صغير للشرطة في جزيرة صغيرة في النيل في الخرطوم على الرغم من أن مركز الشرطة لا يعمل به سوى خمسة أفراد. وقال الباقر العفيف عضو تمام ان العديد من المخالفات وقعت ولا يمكن اصلاحها.
وشهدت الحملة الانتخابية بعضًا من الحريات السياسية التي غابت عن السودان طويلا. فقد رفعت الرقابة المباشرة عن الصحف ومنح السياسيون المعارضون بعضا من الوقت على شاشات التلفزيون الحكومي وتظاهر ما يقرب من 30 شابًا سودانيًا خارج المفوضية القومية للانتخابات حاملين نعشًا قالوا انه يرمز الى موت نزاهة المفوضية. لكن الناشطين نفسهممن مجموعة تحمل اسم (قرفنا) قالوا انهم تعرضوا للاعتقال والمضايقات.
في ما يلي نبذة عن المرشحين الرئيسين للانتخابات المقرر أن تبدأ يوم الاحد:
عمر حسن البشير - حزب المؤتمر الوطني
عمليًّا يضمن انسحاب المنافسين الرئيسين للبشير وهما مرشح حزب الامة الصادق المهدي ومرشح الحركة الشعبية لتحرير السودان ياسر عرمان فوز الرئيس الحالي بالانتخابات. لكن مقاطعتهما ستقوض شرعية فوزه المرجح.
ويقول محللون ان البشير كان يأمل أن يظهر أنه يستطيع احتلال المركز الاول في سباق تنافسي لاكساب حكمه شرعية في مواجهة أمر اعتقال أصدرته المحكمة الجنائية الدولية بزعم ارتكابه جرائم حرب في دارفور.
وكان البشير المرشح المرجح فوزه بالفعل بفضل هيمنة حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه على الجيش وأجهزة الامن ووسائل الاعلام الحكومية فضلا عن الشعبية التي منحها له موقفه من المحكمة الجنائية الدولية الذي ينطوي على تحد للمحكمة وتحد ضمني للغرب.
كان البشير عميدا مغمورا بالجيش حين تولى الحكم في انقلاب ابيض عام 1989 في تحالف مع الاسلاميين أطاح باخر حكومة مدنية منتخبة بالبلاد. وفي الاعوام الاولى من حكمه أشرف على تحول السودان الى دولة اسلامية متشددة ومنبوذة ووفر ملاذا لزعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن والارهابي الدولي كارلوس.
في عام 2005 قاد بلاده صوب الانخراط في المجتمع الدولي باتفاق للسلام أنهى حربا أهلية استمرت لاكثر من عقدين بين شمال السودان وجنوبه. وألقى تمرد في دارفور بظلاله على هذا التقدم. وكان البشير قد وعد بتسوية الصراع في دارفور من خلال المفاوضات كما تعهد بتحسين العلاقات مع الجنوب حتى اذا اختار الانفصال في استفتاء 2011.
فاطمة عبد المحمود - حزب الاتحاد الاشتراكي السوداني الديمقراطي
ستدخل فاطمة عبد المحمود التاريخ في انتخابات ابريل نيسان كأول مرشحة لانتخابات الرئاسة. كانت المفوضية القومية للانتخابات قد رفضت في البداية ترشيحها مما فاجأ الكثير من المعلقين وأثار اتهامات بالتحيز ضد المرأة من قبل أنصارها. وأيدت محكمة سودانية طلب استئناف قدمته وانضمت الى السباق.
كانت طبيبة الاطفال البالغة من العمر 65 عامًا ايضا الوزيرة الأولى في السودان العام 1973. ويريد حزبها الصغير المساواة للنساء وأن يقر السودان قانونًا يضمن حصول الشعب السوداني على نسبة من الارباح من عائدات النفط والموارد الاخرى.
وهي تقول ان النساء يمثلن أغلبية الناخبين وتحثهن على اعطاء أصواتهن للمرشحين الذين يطالبون بحصول المرأة على حقوق مساوية للرجل. قضت فاطمة عبد المحمود عشر سنوات في البرلمان وتقول ان هذه الانتخابات فرصة تاريخية لانها تضمن حصول النساء على 25 في المئة من مقاعد البرلمان
عبد الله دينق نيال - حزب المؤتمر الشعبي
حين بدأت الاحزاب الاخرى اعلان مقاطعتها للانتخابات الشهر الماضي أوضح حزب المؤتمر الشعبي الاسلامي أنه عاقد العزم على الاستمرار في السباق. وقال مسؤولون من أحزاب أخرى انهم اتفقوا على أن يخوض الحزب الانتخابات لتوثيق تزوير الانتخابات بحجمه الكامل.
ونيال هو مسلم من جنوب السودان كان عضوًا بحكومة البشير قبل أن يخسر المنظر الاسلامي حسن الترابي معركة مريرة على الزعامة في 1999-2000 وينشق ليشكل حزب المؤتمر الشعبي. وقال الترابي الذي قضى سنوات في السجن او قيد الاقامة الجبرية في منزله منذ خلافه مع البشير انه يريد أن يظهر أن حزبه حزب وطني لا يلتفت للعرق من خلال اختيار نيال مرشحًا للرئاسة.
وينتمي نيال (56 عامًا) الى قبيلة الدنكا اكبر قبيلة في جنوب السودان وهو قريب لجون قرنق الزعيم الراحل للحركة الشعبية لتحرير السودان. ويأمل نيال اذا أصبح أول رئيس من جنوب السودان -وهو المرشح الجنوبي الوحيد- تشجيع الجنوبيين على التصويت لصالح الوحدة في استفتاء عام 2011. وقال ان حزبه لن يطبق الشريعة الاسلامية في الجنوب.
حاتم السر - الحزب الاتحادي الديمقراطي
عاد حاتم السر الى سباق الانتخابات الرئاسية يوم الثلاثاء بعد خمسة ايام من اعلان حزبه الانسحاب مع جماعات معارضة أخرى. وقالت القيادة انها عدلت عن هذا القرار بعد ضغوط من أنصار الحزب من المواطنين العاديين.
وأجرى الحزب الاتحادي الديمقراطي محادثات مع حزب المؤتمر الوطني في الايام السابقة لعودته وكان دومًا عضوًا هامشيًا في ائتلاف فضفاض للمعارضة يحتج على المخالفات. وكان بعض المعلقين في وقت سابق يعتبرونه حليفًا محتملاً لحزب المؤتمر الوطني في الانتخابات قائلين انه قد يحصل على مقاعد وزارية في حالة فوز حزب المؤتمر الوطني.
ويمت السر بصلة قرابة لعائلة الميرغني القوية التي سيطرت على الحزب ونشأ في بيت عائلته بالخرطوم قبل أن يغادر البلاد ليلحق بالزعيم الديني للحزب محمد عثمان الميرغني الى المنفى العام 1989. ويعتقد أتباع الطائفة الختمية أن ابناء عائلة الميرغني من نسل النبي محمد اي من الاشراف.
البشير: 30% فقط من الجنوبيين مع الانفصال
في هذه الاثناء،اكد الرئيس السوداني عمر البشير الجمعة ان ثلاثين في المئة فقط من سكان جنوب السودان يؤيدون الانفصال عن الشمال، في اليوم الاخير من الحملة الانتخابية قبل الانتخابات التي تبدأ الاحد.
وقال البشير في مقابلة مع قناة "الشروق" التلفزيونية السودانية الخاصة "اجرينا استطلاعا سريا اعطانا نتيجة ان اربعين في المئة من المواطنين الجنوبيين مع الوحدة، وثلاثين في المئة مع الانفصال، وثلاثين في المئة لم يحددوا موقفهم بعد".
واضاف "لذلك برنامجنا القادم هو الوحدة وسندفع بعدد من القيادات الى جنوب السودان وساقود هذه الحملة بنفسي". واعتبر الرئيس السوداني ان "وحدة السودان هي اول تحد سيقابلنا".
وبموجب اتفاق السلام الشامل الموقع في 2005 في نيفاشا والذي انهى حربا اهلية استمرت 21 عاما بين الشمال والجنوب، من المقرر ان ينظم في السودان مطلع 2011 استفتاء على تقرير مصير جنوب السودان. ولكن يشترط لقبول نتيجة الاستفتاء مشاركة 65% من الناخبين المسجلين في الولايات الجنوبية العشر بالاضافة الى السودانيين الجنوبيين المقيمين في الشمال. وينبغي ان تكون نسبة التأييد 50% زائد صوت واحد.
اما بشأن انتخابات 11 نيسان/ابريل التي تشمل الرئيس والمجلس الوطني (البرلمان) والولاة ومجالس الولايات، فقال البشير "رفضنا تاجيل الانتخابات لانها تؤثر على برنامجنا للوحدة، وان تاجيل الانتخابات رفضته الحركة الشعبية (لتحرير السودان) ومفوضية الانتخابات ونحن".
وبشأن انسحاب عدد من ابرز الاحزاب المعارضة من الانتخابات كليا او جزئيا ومنها حزب الامة التاريخي، قال البشير "بعض المراقبين قد يرون ان الانتخابات غير مكتملة وفيها جوانب سلبية، ولكنني استغرب موقف حزب الامة الذي يقول رئيسه انه تمت الاستجابة لتسعين في المئة من شروطه ولا يمكن لاحد ان يفرض الاستجابة بنسبة مئة في المئة".
وكان حزب الامة يطالب في شكل خاص بتأجيل الانتخابات وكذلك بتدابير تتعلق بالحملة الانتخابية كتحديد سقف للانفاق على الحملات الانتخابية، وايجاد معادلة لتمثيل اقليم دارفور المضطرب على المستوى التنفيذي، وتشكيل مجلس من شخصيات محددة يشرف على عمل المفوضية القومية للانتخابات.
التعليقات
nero
nero -انتخابات فى السودان يجب المقاطعة لانها التزوير ان هذه الانتخابات تعنى حرب اهليه كل منهم يريد يفكر كيف تدار الحياه ان الان تقدمنا و مجلس امن الامم المتحده الهيئات الدوليه و من يريد يفهم كتاب القانون لـ سنتين فى معهد الاسلكى او من الانترنت فيه نظام كامل و تراخيص الاجهزه و من يجلس عليها و بروتوكولات الاتصال والتصرف كل شئ حياه قانونيه