أخبار

الإنتخابات السودانية أصبحت أمرًا محسومًا... والشعب سيقرر من يحكمه

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يتصاعد التوتر مع الإستعداد للإنتخابات تعددية الأولى التي يجريها السودان منذ 24 عامًا والمقرر أن تبدأ يوم الاحد. وقاطع المنافسان الرئيسان للرئيس الحالي عمر حسن البشير الإنتخابات ويهدد الجدل السياسي المحيط بالإنتخابات بمفاقمة الصراعات في أنحاء البلاد المنتجة للنفط.

الخرطوم: نظمت الاحزاب السودانية مهرجانات الجمعة في اليوم الاخير من الحملة الانتخابية التي يهيمن عليها الرئيس عمر البشير الساعي إلى تأكيد شرعيته فيما يسعى حزبه لضمان فوزه بالأغلبية في المجلس الوطني (البرلمان).

وقال البشير في اخر حديث له في حملته الانتخابية في دلقو في النوبة، شمال السودان، حيث دشن طريقًا يربط ثلاث مناطق في شمال السودان "ما قمنا به تنمية متوازنة ولم نركز على منطقة محددة. فالآن ننشئ طريقًا في الغرب حتى الجنينة (غرب دارفور، على حدود تشاد) وانشأنا طريقًا في شرق السودان حتى الحدود مع اثيوبيا كما ان شبكة الكهرباء سوف ترتبط مع الشبكة المصرية وربطت مع الشبكة الاثيوبية وذهبت جنوبًا حتى الرنك (في اعالي النيل) وانشأنا محطة في جنوب كردفان".

واضاف "بعضهم يتساءل لماذا نقوم بهذه الافتتاحات في هذا الوقت، فهل افتتحنا اشياء فارغة، ولكنها امور حقيقية على الارض ونحن بها لا نمن على الناس وهذا واجبنا تجاه مواطنينا".

واكد الرئيس السوداني في مقابلة مع قناة "الشروق" التلفزيونية السودانية الخاصة أن "وحدة السودان هي اول تحد سيقابلنا"، وانه سيولي ذلك كل اهتمامه، مؤكدًا أن استطلاعًا "سريًا" اجري في جنوب السودان اظهر ان "ثلاثين في المئة" فقط من الجنوبيين يؤيدون الانفصال.

وبموجب اتفاق السلام الشامل الموقع في 2005 في نيفاشا والذي انهى حربًا اهلية استمرت 21 عامًا بين الشمال والجنوب، من المقرر ان ينظم في السودان مطلع 2011 استفتاء على تقرير مصير جنوب السودان. ولكن يشترط لقبول نتيجة الاستفتاء مشاركة 65% من الناخبين المسجلين في الولايات الجنوبية العشر،إضافة الى السودانيين الجنوبيين المقيمين في الشمال. وينبغي ان تكون نسبة التأييد 50% زائد صوت واحد.

كما ابدى البشير استغرابه لانسحاب حزب الامة التاريخي من الانتخابات بقوله "بعض المراقبين قد يرون ان الانتخابات غير مكتملة وفيها جوانب سلبية ولكنني استغرب موقف حزب الامة الذي يقول رئيسه انه تمت الاستجابة لتسعين في المئة من شروطه ولا يمكن لاحد ان يفرض الاستجابة بنسبة مئة في المئة".

وخاض البشير حملة انتخابية واسعة حملته خلال الايام الماضية الى جنوب السودان ودارفور وكسلا في الشرق وكذلك الى بلاد النوبة في الشمال.

وفي كل محطة، كان يعلن مشاريع جديدة ويحصل على تغطية اعلامية واسعة مثيرًا بذلك غضب المعارضة التي تتهمه باحتكار وسائل الاعلام الحكومية.

ويعول البشير الذي يحكم السودان منذ 21 عامًا وقد بلغ من العمر 66 عامًا، على الانتخابات التي تجري على ثلاثة ايام ابتداء من الاحد لتاكيد شرعيته بعد سنة من اصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دارفور.

ولكن عددًا من احزاب المعارضة الرئيسة قررت مقاطعة الانتخابات، وخصوصًا حزب الامة بزعامة الصادق المهدي الذي حذر من تزوير الانتخابات. كما سحبت الحركة الشعبية لتحرير السودان (متمردون سابقون) مرشحها الى الرئاسة السودانية ياسر عرمان وانسحبت من الانتخابات في شمال البلاد، على ان تقتصر مشاركتها على الولايات الجنوبية العشر وولايتين محاذيتين لها هما النيل الازرق وجنوب كردفان.

وقال عرمان الجمعة ان "هذه الانتخابات لا علاقة لها بازمات (دارفور وحرية التعبير ...) التي يعاني منها السودان. الامور ستسير من سيئ الى أسوأ بعد الانتخابات".

وكانت المعارضة تطالب خصوصًا بتأجيل الانتخابات لمدة شهر، لكن المفوضية القومية للانتخابات رفضت ذلك، واعلنت الخميس ان كل الاستعدادات اكتملت.

وقال الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر الذي وصل الى السودان الخميس "لا نرى سببًا يدعو الى القلق ما عدا بالنسبة الى بعض المحطات النائية. المواد الانتخابية قد تصلها متأخرة بعض الشيء، ولكن لديهم ثلاثة ايام على الاقل للادلاء باصواتهم". وتنشر مؤسسة كارتر نحو 50 مراقبًا للاشراف على الانتخابات السودانية.

ويلتقي حاتم السر، مرشح الحزب الاتحادي الديمقراطي للرئاسة انصاره الجمعة في ولاية النيل شمال الخرطوم. وحاتم السر بات المرشح الرئيسي امام البشير وان كانت فرصه في الفوز معدومة عمليا. واذا كانت نتيجة الانتخابات الرئاسية باتت محسومة، فقد تحصل بعض المفاجآت في انتخابات نواب المجلس الوطني وانتخابات الولايات ومجالس الولايات الخمس والعشرين.

ويسيطر حزب المؤتمر الوطني بزعامة البشير حاليًا على 52% من مقاعد المجلس الوطني، وهو بالتالي قادر على تعيين حكام ولايات شمال السودان. ويسعى الحزب الى تعزيز مكتسباته في الشمال، حيث تسيطر الحركة الشعبية على الولايات الجنوبية.

وينتخب سكان جنوب السودان بالاضافة الى ذلك رئيس حكومة جنوب السودان المتمتع بحكم شبه ذاتي، استعدادًا للاستفتاء المقرر تنظيمه في مطلع 2011 بشأن الاستقلال.

وانهى سلفا كير حملته يوم الجمعة لانتخابات الرئاسة في جنوب السودان الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي وكانت تجربته الطويلة كمتمرد كافح ضد حكم الخرطوم هي احدى مؤهلاته الاساسية في نظر بعض الناخبين.

وخلال محطات التوقف في حملته الانتخابية اعطى سلفا كير الرئيس الحالي لجنوب السودان اهمية كبيرة لدوره كشاب في اول تمرد في الجنوب والذي انتهى عام 1972 وكأحد مؤسسي الحركة الشعبية لتحرير السودان التي تقود الان حكومة الجنوب.

وقال كير امام تجمع حاشد "لم نشهد في هذه السنوات الخمس شيئا يمكن ان يجذب انتباه الجنوبيين على قبول الوحدة."

وقام كير الذي تولى السلطة بعد اتفاق السلام بجولة في المناطق الريفية النائية وسعى لربط نفسه بالاستفتاء القادم والاستفادة من مشاعر السخط الكبيرة تجاه الرئيس السوداني عمر حسن البشير في الخرطوم.

واذا أدى التشاحن السياسي بين شمال وجنوب السودان الى تأجيل او الغاء الاستفتاء فان جنوب السودان ربما ينفصل بأي حال على الرغم من العواقب الوخيمة على الاستقرار في انحاء شرق افريقيا.

والسباق من اجل اختيار زعيم جديد للولايات الجنوبية هو جزء اساسي من الانتخابات العامة الشاملة التي ستبدأ في 11 ابريل/نيسان والتي ستكون اختبارًا مهمَّا للديمقراطية الهشة في الجنوب.

قلق دولي
في غضون ذلك، اعرب برلمانيون من 12 دولة الجمعة عن قلقهم حيال الانتخابات الرئاسية، التشريعية والمحلية التي تبدأ الاحد في السودان، ودعوا في كتاب مفتوح الى مراقبة دقيقة للاستحقاق لتجنب احتمالات التزوير.

وكتب نواب من اوروبا، الشرق الاوسط، افريقيا واسيا "نحن قلقون حيال قلة الاستعداد للانتخابات المقبلة في السودان وخطر اعمال العنف والترهيب التي تستهدف المجتمع المدني".

واشار النواب الى ان "العناصر الاساسية لانتخابات حرة ومنصفة (...) ليست في مكانها".

ودعا النواب الدول الضامنة لاتفاق السلام المبرم العام 2005 بين حكومة الخرطوم والمتمردين السابقين في الجيش الشعبي لتحرير السودان، الى مراقبة مشددة للاستحقاق.

واشاروا الى ان "ضامني اتفاقات السلام (...) ملزمون تحديد معايير واضحة والمحافظ عليها"، وذلك في الرسالة الموجهة الى الجهات الضامنة للاتفاق وهي الاتحاد الافريقي، مصر، الاتحاد الاوروبي، ايطاليا، كينيا، الجامعة العربية، هولندا، النروج، بريطانيا، اوغندا، والولايات المتحدة.

وتابع النواب "من الضروري توجيه دعوات حازمة الى (احترام) معايير الانتخابات الحرة والنزيهة والتعهد بالكشف اي تزوير او انتهاك لحقوق الانسان قد يحصل"، لافتين الى ان السودان بلغ "مرحلة محورية" في تاريخه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف