السودان يستعد لانتخابات تاريخيّة وتشديد إجراءات الامن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الخرطوم: يجري السودان انتخابات تاريخية متعددة الاحزاب يوم الاحد شابتها بالفعل مزاعم بحدوث تحايل وستختبر هذه الانتخابات الوحدة الهشة لدولة قسمتها عقود من الحرب الاهلية. وسيقوم الرئيس عمر حسن البشير بنشر 100 الف شرطي في شتى انحاء شمال السودان لحراسة مراكز الاقتراع ومنع وقوع قلاقل خلال ثلاثة ايام من التصويت لاختيار رئيس ورئيس للجنوب والبرلمانات والزعماء المحليين.
ومن المؤكد على ما يبدو ان يفوز البشير بفترة اخرى مدتها اربع سنوات بعد انسحاب احزاب المعارضة البارزة من الانتخابات. ويواجه البشير امر اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية بزعم ارتكاب جرائم حرب في اقليم دارفور بغرب السودان. وقال احمد عبد الله وهو مسؤول كبير في المفوضية القومية للانتخابات بالسودان انه يعرف انه لا توجد انتخابات كاملة وان هذه الانتخابات لن تكون استثناء من هذه القاعدة.
واضاف ان هذه الانتخابات لن تحول السودان فجأة الى مجتمع ديمقراطي وان هذا سيتطلب وقتا وخبرة. ومع ذلك تقول جماعات معارضة ونشطون انه حتى مثل هذه التوقعات المتواضعة لن تلبى بعد تقدمها بشكاوى لا تعد ولا تحصى عن تزوير الاصوات وافعال خاطئة اخرى مما يثير شكوكا بشأن مصداقية اول انتخابات متعددة الاحزاب تجري في السودان منذ 24 عاما.
ويثير ذلك تساؤلات ايضا بشأن مااذا كانت الانتخابات ستساعد السودان او تضره مع سعيه لانهاء سنوات من الحروب الاهلية المتعددة. وقالت جماعة الديمقراطية اولا وهي احدى جماعات المجتمع المدني السوداني في بيان ان كل ما تبقى هو اعلان فوز البشير والذي سيكون قبر التحول الديمقراطي بدعم ومشاركة المجتمع الدولي والاقليمي.
واذا اعتبرت الانتخابات غير شرعية فقد يكون ذلك نذير سوء لخطط اجراء استفتاء في عام 2011 بشأن استقلال جنوب السودان. واذا لم يجر استفتاء العام المقبل فقد ينفصل الجنوب بأية حال. وكانت شوارع العاصمة الخرطوم هادئة بشكل غير معتاد ويحتمل ان يكون ذلك لان توترات ما قبل الانتخابات قد تكون خفت بسبب توقعات فوز البشير الذي تولى السلطة في انقلاب وقع عام 1989.
ويزداد خطر اندلاع اضطرابات في دافور الغربية حيث تقدر الامم المتحدة ان 300 الف شخص قتلوا منذ عام 2003 في ازمة انسانية وصفتها واشنطن بانها إبادة جماعية. ونقلت جماعات الاغاثة هناك الموظفين الدوليين والسودانيين من المناطق النائية الى عواصم الولايات الثلاث في الاقليم. وقال مسؤول لرويترز شريطة عدم نشر اسمه "لا نتوقع اندلاع اعمال عنف على نطاق واسع فقط اشياء قد تتفجر في شكل جيوب.
"الجميع مستعدون لسبات اذا كانت هناك اي اضطرابات..الناس خزنوا الطعام والماء في بيوتهم." وقالت بعض جماعات الاغاثة انها نقلت موظفيها من مناطق نائية اخرى مثل جنوب كردفان ومناطق بجنوب السودان حيث تعرقل الطرق السيئة اي عمليات اجلاء طارئة. وقالت مذكرة داخلية بالامم المتحدة اطلعت رويترز عليها ان موظفي الامم المتحدة نصحوا بتجنب التجمعات الضخمة والامتناع عن المهام الميدانية اثناء فترة التصويت.
ودفع بعض من الاف العمال الكينيين والاوغنديين الذين يعيشون في جوبا عاصمة جنوب السودان مثلي الثمن العادي للتذاكر لركوب حافلات لمغادرة البلدة. وفي الخرطوم اضافت شركات الحافلات مركبات مع تدفق عدد ضخم من السكان الى خارج المدينة بعضهم خشية وقوع اعمال انتقامية انتخابية محتملة واخرين والبعض الاخر لانتهاز فرصة الانتخابات التي تستمر ثلاثة ايام لزيارة القرى مسقط رأسهم.