انقسام الإسرائيليين بشأن تظاهرات نشطاء السلام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
القدس: يجتمع عدد من نشطاء السلام في تظاهرات أسبوعية لاظهار دعمهم للفلسطينيين الذين تم طردهم من منازلهم في القدس الشرقية المحتلة مما يثير استياء اقرانهم الاسرائيليين.
ويقول الاسرائيلي ميكي (35 عاما) الذي يبيع تذاكر اليانصيب من كشك في القدس الغربية "يريدون ان يظهروا تضامنهم، ولكنهم يفعلون ذلك لاسباب خاطئة. فهم يذهبون للجلوس في المقاهي مع العرب لان تلك المقاهي ارخص بقليل من المقاهي هنا".
ويتجمع مئات الاسرائيليين كل يوم جمعة في حي الشيخ جراح الذي تسكنه غالبية من العرب في القدس الشرقية للاحتجاج على طرد عائلات فلسطينية على يد مستوطنين يهود باوامر من محاكم اسرائيلية.
ويصف ميكي نفسه بانه "يساري ولكني لست متشددا مثلهم" مشيرا الى انه لا تجري مظاهرات ضد عرب اسرائيليين يشترون الممتلكات في مدن تسكنها غالبية من اليهود".
ويقول "اذا اشتروا الارض بشكل طبيعي، يستطيعون العيش فيها، لا يهم ان كانوا عربا ام يهودا بالنسبة لي".
ويشارك في التظاهرات التي تجري في حي الشيخ جراح عددا من الحاخامات واساتذة الجامعات والشباب الاسرائيليين.
وقال الروائي البارز ديفيد غروسمان لوكالة فرانس برس في التظاهرة التي جرت الجمعة وشارك فيها نحن 300 شخص "هذا الحماس والطاقة يعنيان الكثير لنا بعد سنوات من شلل اليسار".
وقال للحشد عبر مكبر الصوت "ان حقوق الانسان لا تهم اليسار فقط بل تهم كل الاسرائيليين".
ووسط قرع الطبول والرقصات، هتف المتظاهرون ومن بينهم مهرجان يرتديان زي الجيش "يا شيخ جراح لا تخاف، الاحتلال سينتهي".
وكانت تباع في التظاهرة قمصان قطنية (تي شيرت) كتب عليها بالعبرية "الاحتلال غير مقدس"، في اشارة الى المدينة المقدسة التي يرغب الفلسطينون في ان يكون جزءها الشرقي عاصمة دولتهم المستقبلية.
واحتلت اسرائيل القدس في عام 1967 ثم اعلنت ضمها في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي، معتبرة القدس عاصمتها "الابدية الموحدة".
وفي وقت سابق تجمع عشرات من النشطاء البارزين لاجراء نقاش امام منزل نبيل الكرد (65 عاما) الذي طردت عائلته منه والذي بناه عام 2000، وجلسوا يشربون القهوة.
واشار الكرد الى مجموعة من الشباب اليهود المتشددين كانوا يقفون امام منزله الذي امرت محكمة اسرائيلية بهدمه وقال "انه غير قانوني لي ولكنه قانوني لهم".
واوضح الكرد، الذي عمل موظفا في الاردن والكويت، انه كالعديد من الفلسطينيين حاول دون جدوى الحصول على تصريح من السلطات الاسرائيلية لبناء منزله المؤلف من طابق واحد.
وكتب على احد الجدران "فلسطين انت لست وحدك".
ويزعم المستوطنون ملكية حي الشيخ جراح على اساس وثائق من العهد العثماني.
الا ان الفلسطينيين ومؤيديهم من الاسرائيليين يقولون ان وثائق من العهد العثماني تثبت كذلك ملكية ملايين الفلسطينيين الذين شردوا لمساحات واسعة من الاراضي التي شردوا منها في حرب عام 1948 واصبحت الان تعرف باسرائيل.
ويقول المستوطن اليهودي هانوش شاكار (21 عاما) ان "العرب يجعلون حياتهم اكثر صعوبة، وهؤلاء يشجعونهم على ذلك" في اشارة الى الاسرائيليين المشاركين في التظاهرة.
وعادة ما تشعل هذه التظاهرات تظاهرات مضادة يقوم بها يهود متشددون او مستوطنون يهود حيث يتشاجر الجانبان مع الشرطة الاسرائيلية التي يدعمها حرس الحدود. واعتقلت السلطات الاسرائيلية العديد من النشطاء لفترات قصيرة خلال الاشهر الماضية.
الا ان الناشط افنير انبار الذي يشارك في التظاهرات بشكل مستمر، يحمل رئيس الوزراء اليميني بنيامين نتانياهو مسؤولية توقف عملية السلام مع الفلسطينيين.
ويؤكد نتانياهو على موقف اسرائيل الرسمي بان القدس هي عاصمة اسرائيل الموحدة.
وقال لصحيفة جيروزالم بوست انه "فيما اعين العالم اجمع مسلطة على القدس، تواصل حكومة نتانياهو التعاون مع عدد قليل من المستوطنين المتعصبين من اجل عدم التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين".
وقال ان المستوطنين يزرعون "بلطجية" في حي الشيخ جراح لمقاضية السكان المحليين "ويلجأون الى المحاكم ويطالبون بطرد الفلسطينيين من منازلهم بحجة انهم يعكرون صفو جيرانهم اليهود".