أخبار

أوباما: مساعي القاعدة للتسلح النووي تمثل أكبر تهديد

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أكد الرئيس الأميركي عشيّة قمة تهدف إلى احباط الارهاب النووي في واشنطن إنه يتوقع إحراز تقدم هائل نحو الهدف المتعلق بتأمين المواد النووية غير المحمية جيداً في جميع انحاء العالم. وتعد القمة النووية أكبر تجمع دولي منذ عقود في العاصمة الفدرالية الأميركية التي أحيطت بتدابير أمنيّة مشددة.

واشنطن: أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما إن احتمال وقوع سلاح نووي بين أيدي منظمات إرهابية من شأنه ان يشكل "التهديد الاكبر ضد أمن الولايات المتحدة"، وذلك عشية افتتاح قمة حول الامن النووي في واشنطن. وجاء تصريح أوباما في وقت بدأ فيه حوالى خمسين زعيمًا عالميًا بالوصول الى العاصمة الأميركية للمشاركة في هذه القمة الاستثنائية وفي وقت يتصاعد فيه التوتر بين الولايات المتحدة وإيران المتهمة بالسعي الى امتلاك القنبلة النووية.

وقال الرئيس الأميركي خلال لقاء مع نظيره الجنوب افريقي جاكوب زوما ان "التهديد الاكبر ضد امن الولايات المتحدة اكان على المدى القصير او المدى المتوسط او المدى الطويل، سيكون امكانية امتلاك منظمة ارهابية سلاح نووي". واضاف "نعلم ان منظمات مثل القاعدة تحاول الحصول على سلاح نووي وسلاح دمار شامل ولن يكون عندها اي تردد في استعماله". واضاف ان قمة واشنطن التي دعي للمشاركة فيها اربعون رئيس دولة وحكومة في واشنطن الاثنين والثلاثاء "تهدف بشكل اساسي الى وضع الاسرة الدولية على طريق السيطرة على المعدات النووية (غير الامنة) خلال مهلة محددة ووفق برنامج عمل محدد".

واوضح "انا مرتاح جدًّا لرؤية دول قد تبنت هذا الهدف وتشارك في هذه القمة ليس للحديث عن دعم مع عموميات ولكن بالاحرى مع استراتيجيات محددة لحل هذه المشكلة الدولية الخطرة". واشار "لكن انا متفائل جدا حاليا حيال صلابة الالتزام وبالشكل الملح الذي شعرت به من قبل القادة العالميين حتى الان حول هذه المشكلة" معربا عن اقتناعه انه "بامكاننا تحقيق تقدم كبير".

وستتركز على لقاء أوباما المرتقب مع نظيره الصيني هو جينتاو لان واشنطن تحاول الحصول على تأييد بكين لدعم تشديد العقوبات على ايران التي يشتبه بانها تسعى الى امتلاك السلاح النووي تحت غطاء برنامجها النووي وهو ما تنفيه طهران. وبعد حفل استقبال رسمي عصرا، ينظم أوباما عشاء عمل مع كل رؤساء الوفود مساء الاثنين. وكان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس اشار في وقت سابق الاحد وكذلك وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الى ريبة الولايات الولايات المتحدة تجاه إيران. وقال غيبس لمحطة التلفزيون الأميركية "سي بي اس" ان "جميع الخيارات" بما في ذلك العسكرية والنووية مطروحة على الطاولة في مسألة إيران وكوريا الشمالية لأن هذين البلدين لا يحترمان معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية.

وقالت كلينتون ان الولايات المتحدة لن تستبعد استخدام اسلحة نووية اذا تعرضت لهجوم بالاسلحة البيولوجية، مؤكدة انه في هذه الحالة فان "الخيارات كافة مطروحة". واشارت الى ان "الصبر الاستراتيجي" للولايات المتحدة اتاح الحصول على دعم دولي لفرض عقوبات على إيران. ومن ناحيته ندد المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي الاحد ب"التهديد النووي" الذي انطوت عليه السياسة النووية الأميركية الجديدة تجاه إيران والتي وصفها بانها "مشينة".

وبالاضافة الى زوما، التقى أوباما بعد ظهر الاحد رئيسي وزراء الهند وباكستان مانموهان سينغ ويوسف رضى جيلاني بالاضافة الى رئيس كازاخستان نور سلطان نزابييف ورئيس نيجيريا بالوكالة غودلاك جوناثان. وسيعقد أوباما عدة اجتماعات اليوم الاثنين والثلاثاء خلال القمة النووية ومن بينها مع الرئيس الصيني هو جينتاو والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني كما كشف البيت الابيض الاحد ان أوباما سيلتقي رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الثلاثاء. وسيقيم الرئيس الأميركي عشاء عمل لرؤساء الوفود مساء الاثنين. وكان البيت الابيض قد أعلن ان أوباما سيطلب من نظرائه التعهد بتحقيق امن المواد المخزنة النووية خلال اربع سنوات. وتأتي قمة واشنطن بعد التوقيع على معاهدة ستارت الجديدة لنزع الاسلحة النووية مع روسيا والكشف عن عقيدة نووية أميركية تحد من حالات استعمال القنبلة النووية وقبل مؤتمر مراجعة معاهدة الحد من الاسلحة النووية في ايار/مايو في الامم المتحدة.

يذكر أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الغى زيارته الى واشنطن للمشاركة في القمة في قرار يعكس كما يبدو مخاوف اسرائيل من ان تضطر لتقديم توضيحات حول الترسانة النووية التي يشتبه انها تملكها. وسيمثل نتانياهو في هذه القمة الوزير المكلف شؤون اجهزة الاستخبارات دان ميريدور. وقال مسؤول اسرائيلي طالبا عدم الكشف عن اسمه "تبلغنا مؤخرا ان بعض الدول ستستغل (القمة) للضغط على اسرائيل". كما ذكرت وسائل اعلام اسرائيلية ان نتانياهو قلق من توجه بعض الدول الاسلامية المشاركة في المؤتمر، مثل مصر وتركيا، لممارسة ضغط على اسرائيل لفتح منشآتها النووية امام المفتشين الدوليين.

وتعد القمة النووية أكبر تجمع دولي منذ عقود في العاصمة الفدرالية الأميركية التي احيطت بتدابير أمنية مشددة. وصرح رئيس البلدية ادريان فنتي "ان مستوى الامن ضخم" معتبرًا ان القمة هي "بدون ادنى شك واحدة من اكثر القمم هيبة ستشهدها واشنطن والعالم". وقالت قائدة شرطة واشنطن كاثي لانيير محذرة "تحلوا بالصبر مع دوي صفارات وابواق" السيارات منبهة السكان لتحركات الذهاب والاياب لـ47 رئيس دولة وحكومة ينتظر مشاركتهم في القمة التي وصفت بأنها "حدث امني وطني خاص".

وقالت لانيير التي بقيت مع الاجهزة المكلفة حماية الشخصيات متحفظة بشأن عدد قوات الامن الملحقة بهذا الحدث، ان طوقا امنيا واسعا "على مستويات عدة مع عناصر مرئية واخرى غير مرئية" ستحيط منذ مساء الاحد بمركز المؤتمرات في قلب العاصمة. واكد رئيس البلدية ان محطة المترو ستقفل وستحول وجهة سير الحافلات كما سيجري التحقق من هوية المقيمين في المنطقة المطوقة بالتدابير الامنية حول المركز، موضحا انه "سيكون هناك بعض الازعاج"، لكن "ليس هناك شيء اهم من التأكد من ان القادة الذين يزورون بلادنا يفعلون ذلك بكل آمان". ولفت رئيس البلدية الى "ان المدينة نظمت في الماضي مناسبات كبيرة مثل جنازة الرئيس جيرالد فورد ومجيء الدالاي لاما والبابا والملكة اليزابيث" مشيرا ايضا الى حفل تنصيب الرئيس باراك أوباما الذي جذب حشودًا قياسية الى العاصمة في كانون الثاني/يناير 2009. واضاف "نظرًا الى عدد القادة الذين سيتوجب حمايتهم، فانها بالتأكيد احدى اهم القمم".

الصين غير متفقة مع فرض عقوبات طاقة على ايران

إلى ذلك، قال دبلوماسيون ان الصين أوضحت للولايات المتحدة وأربع قوى عالمية أخرى انها غير متفقة مع الحظر المقترح على الاستثمارات الجديدة في قطاع الطاقة بايران ضمن جولة جديدة من العقوبات تفرضها الامم المتحدة. وبعد شهور من التأجيل وافقت الصين على مضض على الانضمام للاعضاء الاخرين دائمي العضوية في مجلس الامن اضافة الى ألمانيا وهي المجموعة التي يشار اليها " بمجموعة الخمس زائد واحد" في نيويورك الاسبوع الماضي للبدء في صياغة قرار عقوبات ضد ايران لرفضها تعليق أنشطتها لتخصيب اليورانيوم.

ولكن الدبلوماسيين الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم أبلغوا رويترز يوم الاحد أن السفير الصيني لدى الامم المتحدة لي باو دونغ أبدى استياءه من المقترحات التي تؤثر على قطاع الطاقة الايراني خلال الاجتماع الذي دام ثلاث ساعات مع نظرائه من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا يوم الخميس. وصرح دبلوماسي مشيرا الى اقتراح العقوبات الاميركي الذي يعد أساس المحادثات التي جرت بين الدول الست "بوجه عام لم يرغب السفير الصيني في مناقشة تفاصيل النص.

"الاجتماع الاول في نيويورك كان تبادلا أوليا لوجهات النظر على المسودة الاميركية للعقوبات." وأكد دبلوماسي اخر هذه التعليقات. وقال دبلوماسي ان السفير الصيني نقل الانطباع بأن بكين غير متفقة مع المقترحات المتعلقة بقطاع الطاقة الايراني. وأبلغ عدد من الدبلوماسيين رويترز أن هذه المقترحات تتضمن حظرا على الاستثمارات الجديدة في صناعة الطاقة. وتابعوا أن المسودة الامريكية لا تتضمن دعوة لفرض قيود على الواردات أو الصادرات على صناعة النفط وصناعة الغاز الايرانيين كما كان يأمل البعض في الولايات المتحدة واسرائيل.

وصرح لي للصحافيين بعد الاجتماع الذي دام ثلاث ساعات الاسبوع الماضي للقوى الست بأن "المفاوضات كانت بناءة للغاية." وأشار الى أن مجموعة الخمس زائد واحد تعتزم الاجتماع ثانية هذا الاسبوع. وقال دبلوماسيون مطلعون على المحادثات ان الوفود لم تتوصل بعد لاتفاق بخصوص جولة رابعة من العقوبات تفرضها الامم المتحدة على ايران. ومن المتوقع أن يجتمعوا ثانية في نيويورك بمنتصف الاسبوع الحالي لمواصلة مناقشاتهم.

ولم يتضح ما اذا كان الروس لا تروق لهم أيضا فكرة حظر الاستثمارات الجديدة في قطاع الطاقة الايراني. ومثل هذا الاجراء لن يكون له أثر على مفاعل بوشهر النووي الذي تبنيه روسيا في ايران. ويقول دبلوماسيون ان مسؤولين روسا أبلغوا الاميركيين بأن هناك أيضا نقاط لا تروق لهم في المسودة الاميركية. وتريد موسكو أن تركز أي عقوبات جديدة على الصناعات النووية والصاروخية الايرانية مثلما فعلت الجولات الثلاث السابقة من عقوبات الامم المتحدة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف