متطوعون المان في القدس للتكفير عن محرقة اليهود
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
وصل شبان المان إلى إسرائيل للمشاركة في إحياء ذكرى المحرقة النازية وذلك في إطار مبادرة للكنيسة البروتستانتية.
القدس: جاءت الالمانية شارلوت بلوكهان التي تبلغ من العمر 20 عاما مع رفاق آخرين الى القدس لتهتم بالناجين من محرقة اليهود والاطفال المعوقين في اطار مبادرة للكنيسة البروتستانتية الالمانية تهدف الى التكفير عن جرائم الهولوكوست.
وقالت الشابة الالمانية "انني هنا بسبب الهولوكوست. اردت ان اتعرف بالاسرائيليين واتعلم تاريخهم لنقله الى ابنائي في المستقبل". وبلوكهان تنتمي الى مجموعة من 23 شابا المانيا تطوعوا لمهمة مدتها عام واحد نظمها مركز بيت بن يهودا في القدس وهدفها "التكفير والسلام". وهي مرتبطة بالكنيسة البروتستانتية.
وقالت مديرة المركز كاترينا فون مونستر "بدلا من التذمر من معاداة السامية والنازية الجديدة، يجب ان نفعل شيئا ما ونساعد الناجين".
وتدين فون مونستر استخدام عبارة "التكفير" في الحديث عن التعويضات التي دفعتها المانيا بموجب اتفاق لوكسمبورغ الموقع في 1952، الى الناجين من حملة الابادة والى دولة اسرائيل، وبلغت قيمتها 26,7 مليار يورو حتى نهاية 2007.
وقالت "لا يمكن الحديث عن تعويضات لان عائلات باكملها ابيدت ولا احد يستطيع ان يعيدها الى الحياة. لكن من الممكن مد جسور". وقد اقام في هذا المركز حتى الآن 1500 متطوع الماني على الاقل تتراوح اعمارهم بين 18 و20 عاما. وقام هؤلاء بالتحقيق في ماضي عائلاتهم.
واكتشفت شارلوت ان جديها كانا يخدمان في الجيش الالماني. وقالت "لم يكن عمرهما سوى 14 و16 عاما ولم يتحدثا عن الهولوكوست". وتتوجه شارلوت كل يوم بدراجتها الهوائية الى مدرسة لمساعدة مجموعة من الاطفال المعوقين. وهي تلتقي مرتين اسبوعيا سيدتين مسنتين نجتا من معسكرات القتل النازية.
ويعيش 207 آلاف من الناجين من محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية في اسرائيل اليوم، معظمهم في الثمانين من العمر وفقراء. وهذا الرقم في تراجع سريع. وتعبر حنة فلوسر (90 عاما) عن سعادتها بلقاء المتطوعة الشابة في شقتها في حي ريحافيا الفخم.
وقالت، بينما هي تستند الى عكازيها، "يمكن ان نثرثر بالالمانية"، لكنها اعترفت بان "المناقشات مع متطوعة العام الماضي كانت اكثر اهمية لانها كانت تتحدر مثلي من هامبورغ". وما زالت هذه السيدة المسنة متمسكة بالثقافة التي تلقتها في طفولتها وتزين مكتبتها مئات الكتب التي وضعها مؤلفون المان.
وتحيي اسرائيل اليوم، مثل كل سنة، ذكرى المحرقة التي تثير مجددا ذكريات مؤلمة. وتروي فلوسر كيف فرت الى هولندا لتختبىء عند فلاحين قبل ان تعتقلها الشرطة السرية وترسلها في 1942 الى معسكر العبور في فيستربورك.
وتقول "كنت انا وزوجي نراقب القطارات تغادر المكان وهي تحمل اسم اوشفيتز. لم نكن نعرف ما يعني ذلك. في ايلول/سبتمبر 1944 نقلنا الى تيرينسينشتات"، موضحة انه "غيتو نموذجي" اعده الالمان في تشيكوسلوفاكيا التي كانوا يحتلونها.
وبعد نقل زوجها الى معسكر الاعتقال "بيرغن بيلسن" في المانيا، قتل بيد معتقلين آخرين كانوا يريدون انتزاع سترته. واليوم وبعد 65 عاما على المحرقة، تقول فلوسر ردا على سؤال عما اذا كانت تسامح مرتكبي المحرقة "أسامحهم؟ هذا صعب. لا افهم حتى الآن كيف استطاعوا ان يفعلوا ذلك".