حماس تلوح بـ"المقاومة" وتمنع الصواريخ
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تسعى حماس لمنع اطلاق الصواريخ من غزة خشية رد اسرائيلي قد يطيح بها وفقا لمحللين، ولكن هذه السياسة التي تحرص على عدم اعلانها للراي العام كونها تتبنى رسميا نهج المقاومة، تسبب لها حرجا مع الفصائل الاخرى التي تحاول شن هجمات على اسرائيل.
غزة: تاكد حماس على وجود توافق مع باقي الفصائل حول عدم اطلاق الصواريخ الا في اطار التصدي لاي تصعيد اسرائيلي، الا ان عشرات الصواريخ اطلقت على اسرائيل بالرغم من ذلك منذ مطلع العام الحالي بحسب الجيش الاسرائيلي. واعلنت سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الاسلامي ليل الاحد ان حكومة حماس اعتقلت اربعة من عناصرها كانوا يعدون لتنفيذ عملية عسكرية، قبل ان تفرج عنهم الاثنين بعد ان اجبرتهم على توقيع تعهد باحترام التهدئة غير المعلنه مع اسرائيل.
ويؤكد المحلل السياسي طلال عوكل ان "حماس تعمل على وقف اطلاق الصواريخ لانها تخشى الرد الاسرائيلي الذي يهدد بالقضاء عليها اواضعافها وتدرك انها في موقع مسؤولية في غزة وستواجه الرد الاسرائيلي وتدفع ثمنه لوحدها". لكن طاهر النونو المتحدث باسم حكومة حماس شدد على ان حكومته تسعى "للحفاظ على التوافق الوطني" وانها "ابلغت الفصائل ان قرارنا لن يختلف عنهم بشان اطلاق الصواريخ والحكومة ستدعم قرارهم". واضاف "حماس لا تخشى على رؤوسها ولا على قادتها ولا على الحكم".
وهدد نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي سيلفان شالوم الاسبوع الماضي بشن هجوم واسع النطاق على قطاع غزة اذا لم توقف حماس اطلاق الصواريخ فيما دعا وزير المالية الاسرائيلي يوفال ستاينيتز المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الى "تصفية" حماس في حال استمرت الهجمات الصاروخية. ويرى عوكل ان "المقاومة اصبحت وسيلة للوصول الى غايات سياسية، فالاولوية لدى حماس المحافظة على سيطرتها على غزة". اما المحلل السياسي مخيمر ابو سعدة فيعتقد ان حماس "تاخذ التهديدات الاسرائيلية بشن حرب جديدة على القطاع والقضاء عليها على محمل الجد لذلك هي معنية بوقف الصواريخ حاليا لتفويت الفرصة على اسرائيل". ويقر النونو ان حكومته تريد "تفويت الفرصة على الاحتلال بالخروج من ازمته من خلال التصعيد في غزة".
وشنت اسرائيل هجوما على قطاع غزة استمر بين كانون الاول/ديسمبر 2008 وكانون الثاني/يناير 2009 بذريعة وقف عمليات اطلاق الصواريخ عليها من قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس منذ منتصف العام 2007. وتذهب حماس الى حد التشكيك باعلانات اسرائيل عن سقوط صواريخ في اراضيها في ظل عدم تبني فصائل فلسطينية لها بشكل علني. ويتهم النونو اسرائيل بالاعلان عن سقوط صواريخ كذريعة "للابقاء على الحصار" المفروض على غزة.
لكن ابو البراء المصري احد قادة الجماعات السلفية الجهادية في فلسطين قال "نرفض وقف اطلاق الصواريخ مع استمرار الاعتداءات الصهيونية ضد المسجد الاقصى وابناء شعبنا الفلسطيني". وتابع "تبعا للظروف الميدانية والظروف التي تحيط بالمجاهدين تتغاضى جميع التشكيلات (السلفية) عن تبني عمليات اطلاق الصواريخ نظرا للظروف المختلفة التي تجابه المجاهدين في ارض الميدان سواء من حماس او من الاحتلال".
وكانت جماعة "انصار السنة الجماعات السلفية الجهادية في فلسطين" تبنت اطلاق صاروخ محلي الصنع من غزة على جنوب اسرائيل الشهر الماضي اسفر عن مقتل عامل تايلندي. وعزا ابو سعدة عدم اعلان حماس عن وقفها لاطلاق الصواريخ رسميا الى رغبتها بتفادي "الحرج السياسي، فهي تستند الى المقاومة". من جانبه يرى المحلل السياسي ناجي شراب ان "حماس قلقة من الرد الاسرائيلي لكنها تريد ان ياتي القرار بوقف الصواريخ من خلال اتفاق الفصائل لا باعلانها هي ذلك". ويعزو ذلك الى كون حماس "لا تريد ان تحرج نفسها كونها تنتهج المقاومة".
ويتابع شراب وهو استاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر "ان عدم اعلانها ذلك رسميا يجعلها تتحكم في عملية وقف اطلاق الصواريخ والتمسك بهذا الخيار واستخدامه وقت ما تشاء للضغط على اسرائيل وتحقيق اهداف سياسية". ويعتبر النونو ان الاتهامات للحركة بانها تعمل على وقف اطلاق الصواريخ خشية الرد الاسرائيلي بانها "تهدف للمزايدة على حماس وانتقادها واظهار ان مواقفها متناقضة لاهداف سياسية". ودأبت حماس على انتقاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشدة حينما وصف الصواريخ التي تطلق من غزة ب"العبثية". لكن النونو يؤكد "نحن لا نتناقض مع انفسنا، اختلافنا مع ابو مازن (عباس) انه يرفض المقاومة ويرفض امتلاك وسائل المقاومة ويريد نزع السلاح لكن حماس تؤكد على حق المقاومة كمبدأ ولكن تكتيكات المقاومة هي التي تحتاج الى ترتيب ونقاش دائم بين الفصائل بين الفترة والاخرى"