خلاف بشأن الحجاب ينكأ جراحاً قديمة للجزائريين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الجزائر: نكأ قرار للحكومة الجزائرية يفرض على النساء خلع الحجاب عند التقاط صورهن لجوازات السفر جراحا قديمة بعد نحو عقدين من عنف المتشددين الاسلاميين. وتقول الحكومة الجزائرية انه في اطار بدء استخدام جوازات سفر جديدة بها البيانات الخاصة ببعض الصفات الجسدية يجب تصوير كل النساء دون حجاب وهو شرط أغضب المتدينين التقليديين في البلاد.
وقال عبد الرحمن شيباني رئيس جمعية علماء المسلمين ان الجزائر بلد اسلامي وينبغي ألا تصدر الحكومة قوانين تخالف الدين. وامتد الخلاف الى داخل الائتلاف الحاكم الذي يساند الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وقالت حركة مجتمع السلم المشاركة في الائتلاف ان النساء يجب ان يكون باستطاعتهن ارتداء الحجاب في صور جوازات السفر.
وتخرج الجزائر من صراع اندلع بعدما ألغت الحكومة التي يدعمها الجيش الانتخابات التشريعية عام 1992 بعد ان أوشك حزب اسلامي متشدد على الفوز فيها. وقتل حوالي 200 الف شخص في العنف. وفي اطار جهود انهاء العنف قدم بوتفليقة تنازلات للاسلاميين تشمل عفوا عن المقاتلين المتمردين وانشاء محطتي تلفزيون واذاعة دينيتين والتغاضي عن الدعاية المتشددة.
لكن المحللين يقولون ان الخلاف بشأن جوازات السفر قد يلحق الضرر بالهدنة بين الحكومة والاسلاميين والتي ساعدت في تقليص العنف وتمهيد الطريق امام فترة من الاستقرار النسبي. وقال وزير الداخلية يزيد زرهوني الذي تتولى وزارته اصدار الجوازات الجديدة ان القواعد لازمة حتى تتوافق الجزائر مع الاتفاقات الدولية.
وحددت المنظمة الدولية للطيران المدني اول ابريل نيسان هذا العام موعدا تبدأ فيه كل الدول الاعضاء اصدار جوازات سفر يمكن قراءتها اليا وتتضمن بيانات عن بعض الخصائص الجسدية. وقال زرهوني انه لا بد من خلع الحجاب حسب التنظيمات الدولية التي تستلزم ان تظهر في الصورة جبهة المرء واذناه.
واثار ذلك الغضب في بلد يرتدي أغلب نسائه الحجاب. وقالت الطالبة نشيدة بليلي (19 عاما) لرويترز في العاصمة الجزائرية "لن أخلع حجابي ابدا.. افضل ألا أسافر على الاطلاق." وقال بوجرة سلطاني زعيم حركة مجتمع السلم انه لا بد من احترام هذا الموقف. ونقلت عنه وسائل الاعلام الجزائرية قوله ان الحكومة هي التي يجب ان تتبع الناس لا ان يتبع الناس الحكومة.
وأصدر مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز ال الشيخ وهو مرجعية دينية لكثير من الاسلاميين الجزائريين فتوى بشأن المسألة. ونقلت صحيفتان جزائريتان يوميتان عنه قوله انه حرام على المسلم ان يطلب من امرأة خلع حجابها.
ويقول محمد مولودي وهو باحث جزائري مستقل متخصص في الشؤون الاسلامية ان الامر يحتاج الى حل وسط حتى لا يسبب الخلاف مزيدا من التوتر بين الحكومة والاسلاميين. واضاف لرويترز ان حل الخلاف بين المعسكرين في يدي بوتفليقة الذي يملك السلطة والهيبة اللازمتين لاقناع الجانبين.