المخاوف النوويّة تتركز على باكستان والدول السوفياتيّة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تأتي باكستان ودول الإتحاد السوفياتي السابق على قائمة الدول الخطيرة والتي تشكلّ تهديدًا في المجال النووي.
واشنطن: افاد خبراء انه امام تهديد الارهاب النووي الذي تتحدث عنه واشنطن، تأتي باكستان والكتلة السوفياتية السابقة على رأس قائمة الدول "الخطيرة" حيث يمكن للمواد الانشطارية ان تقع بايدي مجموعات خطرة. وقد تصبح عشرات المفاعلات للابحاث المدنية الموزعة في العالم هدفا للمتطرفين الذين يسعون الى الحصول على مادتي اليورانيوم المخصب او البلوتونيوم اللتين تدخلان في صناعة قنبلة ذرية. وتحسبا لهذه المخاطر، تعهدت حوالى خمسين دولة الثلاثاء خلال قمة نووية في واشنطن ضمان خلال اربع سنوات سلامة المواد الانشطارية التي يمكن لارهابيين ان يضعوا يدهم عليها بعد دعوة الرئيس الاميركي باراك اوباما الى التحرك.
وباكستان بين الدول التي تثير قلقا كبيرا. ورغم تأكيد اسلام اباد انها "دولة نووية مسؤولة" تخشى الحكومات من ان يتمكن ناشطون اسلاميون يوما من الاستيلاء على السلاح النووي بمساعدة اجهزة الاستخبارات الوطنية التي يشتبه بانها متواطئة مع المتطرفين الباكستانيين. وان كان حجم الترسانة النووية الباكستانية لا يقارن مع تلك التي تملكها روسيا او دول نووية اخرى فان تصاعد التطرف في هذا البلد المسلم والتوتر مع الهند التي تملك ايضا القنبلة الذرية عوامل تشكل تهديدا.
وقال دانيال بيمان مدير مركز الدراسات حول السلام والامن في جامعة جورج تاون "انه برنامج اصغر حجما من (برنامج روسيا) لكننا نعلم ان جهات في الحكومة متعاطفة مع تنظيم القاعدة". واضافة الى باكستان، اجمع الخبراء على ان روسيا والجمهوريات السوفياتية السابقة هي "النقاط الساخنة" الاخرى في مجال الامن النووي. وبذلت السلطات جهودا كبيرة لتحسين امن المواقع النووية الموزعة في دول الاتحاد السوفياتي السابق بعد انهياره.
وقال الخبراء ان سلامة المختبرات والمفاعلات غير مؤمنة بشكل كاف ومن الصعب وضع قائمة دقيقة بالمعدات النووية الموجودة فيها. واحصت الوكالة الدولية للطاقة الذرية حوالى 15 حالة تهريب يورانيوم مخصب او بلوتونيوم بين عامي 1993 و2008 خصوصا في الكتلة السوفياتية السابقة.
وفي كانون الاول/ديسمبر 1998 اكدت السلطات الروسية انها احبطت محاولة موظفين في منشأة نووية لتهريب 18,5 كلغ من المواد المشعة. وفي كانون الثاني/يناير 2007 اعلنت جورجيا انها ضبطت مهربا روسيا كان يحاول بيع 100 غرام من اليورانيوم المخصب لشرطي قدم نفسه على انه عضو في منظمة اسلامية متشددة.
واقرت الحكومات مؤخرا بان هناك تهديدا اخر يأتي هذه المرة من مراكز الابحاث النووية ومنشآت مدنية اخرى تخبأ فيها المواد الانشطارية. وبحسب تقرير لجامعة هارفارد نشر الاثنين يتم حاليا استخدام 60 طنا من اليورانيوم المخصب لاغراض مدنية او مخزنة في منشآت للابحاث نصفها خارج الولايات المتحدة وروسيا. واضاف التقرير ان "الامن في معظم هذه المنشآت المدنية ضعيف حتى وان كانت تحتوي على كمية كافية من اليورانيوم المخصب لانتاج قنبلة" نووية.
اسرائيل ترحب بموقف اوباما
وفي سياق متصل، رحبت اسرائيل الاربعاء ببقاء الرئيس الاميركي باراك اوباما ملتزما بموقف الولايات المتحدة بخصوص سياسة "الغموض" التي تتبعها الدولة العبرية حيال مسالة التسلح النووي. وقال نائب وزير الخارجية الاسرائيلي داني ايالون ان "سياسة الغموض التي تشكل اساس كل امن اسرائيل كانت على هذا النحو على الدوام وستبقى كذلك. لم يطلب الرئيس اوباما عدم تغييرها في الوقت الراهن".
وردا على سؤال حول الرغبة التي عبر عنها الرئيس اوباما الثلاثاء عند اختتام القمة حول الامن النووي في واشنطن بان توقع اسرائيل معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية، اعتبر ايالون ان هذا الطلب ليس ملحا. وتابع نائب الرئيس الاسرائيلي "حين يتم ازالة كل التهديدات القريبة او البعيدة التي تواجهها اسرائيل بشكل نهائي، يمكننا التفكير في هذه المسالة بشكل ايجابي".
واقر اوباما بان موقف ادارته حول معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية ليس جديدا. وقال "حين نتحدث عن اسرائيل او اي دولة اخرى، نعتقد ان الانضمام الى معاهدة حظر انتشار الاسلحة مهم. انه ليس موقف جديد انه رأي الحكومة الاميركية حتى قبل ادارتي".
ومنذ اكثر من 40 عاما تعتمد مختلف الحكومات الاسرائيلية سياسة "الغموض" القائمة على التاكيد ان الدولة العبرية "لن تكون اول دولة تدخل السلاح النووي الى الشرق الاوسط". لكن الخبراء العسكريين يقولون ان اسرائيل تملك ما بين 100 و 300 رأس نووي.
وقد توصلت الدولة العبرية الى "توافق" في العام 1969 مع الولايات المتحدة يمتنع بموجبه القادة الاسرائيليون عن الادلاء باي تصريح علني حول القدرات النووية لبلادهم وعن اجراء اي تجربة نووية. وفي المقابل تلتزم واشنطن بالامتناع عن ممارسة ضغوط في هذا الملف.