اكراد ينددون بحملة الاعتقالات ويحذرون تركيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بعد ثمانية اشهر على اعلان الحكومة التركية اتخاذها "تدابير شجاعة" لصالح الاكراد اعرب مسؤولون اكراد عن خيبتهم منددين بحملات الاعتقال ومحذرين من اعمال عنف جديدة.
دياربكر: صرحت ميرال دنيس بستاس المسؤولة الثانية في حزب السلام والديموقراطية الموالي للاكراد في مكتب المحاماة الخاص بها في دياربكر (جنوب شرق تركيا) لوكالة فرانس برس "هناك عشرات الاعتقالات يوميا. ومنذ 1990 لم اشهد حملة قمع مماثلة". ومنذ عام اعتقل مئات الاشخاص بينهم عدد من النواب في مدن كردية بتهمة الاتصال بمتمردي حزب العمال الكردستاني.
وتسارعت وتيرة الاعتقالات في كانون الاول/ديسمبر في حين لم تعد الخطة الحكومية المعروفة ب"الانفتاح الديموقراطي" لصالح الاكراد مطروحة. واضافت "هذا القمع المتنامي ساهم في زيادة عمليات اللجوء الى الجبال" من دون ان تحدد حجمها الى قواعد حزب العمال. وتابعت "الان مع اعتقال كافة السياسيين من المستحيل ان يلقي الاكراد الذين لجأوا الى الجبال الاسلحة".
ويشن حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره دول عدة حركة ارهابية، هجمات على القوات الكردية انطلاقا من شمال العراق. واوقع النزاع ما لا يقل عن 45 الف قتيل خلال ربع قرن. ولوضع حد لهذه "الحرب القذرة" وتقويض دعم اكراد تركيا الذين يقدر عددهم بما بين 12 و15 مليونا من اصل 71 مليون نسمة لحزب العمال، وعدت الحكومة التركية في اب/اغسطس باتخاذ "تدابير شجاعة". وتحدثت الصحافة التركية ايضا عن اعلان مقترحات لزعيم حزب العمال عبدالله اوجلان الذي صدر بحقه حكم السجن المؤبد.
لكن لم يصدر بعد اي شيء عن سجنه ومقترحات الحكومة التي اعلنت في تشرين الثاني/نوفمبر اقتصرت على استخدام اللغة الكردية وانشاء لجان للدفاع عن حقوق الانسان. ولم يدم "الانفتاح الديموقراطي" عندما اصدرت المحكمة الدستورية في كانون الاول/ديسمبر قرارا بحل حزب المجتمع الديموقراطي، الحزب الرئيسي الموالي للاكراد. واعقب هذا الحظر اضطرابات في مدن كردية عدة.
وقال رمضان اكجيجك رئيس بلدية حي قرب ديابكر يقيم فيه فلاحون اكراد طردوا من قراهم نتيجة الحرب، ان "الانفتاح الديموقراطي لا يعني شيئا بالنسبة لنا. الانفتاح يعني وضع حد لسقوط قتلى في صفوف الشباب في الجبال وفي الجيش". وقالت امرأة من سكان الحي "الاشخاص الذين قد يكونوا مفيدين يعتقلون والاخرون لا يتكلمون" في حين يقول شباب وشابات كل يوم بصوت واحد من باحة مدرسة قريبة "اننا اتراك! اننا نزهاء!".
من جهته قال باكي اكسوي الرجل الاول في دياربكر في الحزب الحاكم منذ 2002 "ان الانفتاح الديموقراطي ليس بالضرورة رزمة قوانين انها عملية محددة زمنيا". واضاف "الاعتراف بالثقافة واللغة في بلد انكرت فيها الهوية الكردية طوال 81 سنة انجاز بحد ذاته". ويرى عدد من المراقبين انه تم تجاوز احد المحرمات لاننا نتحدث اليوم بحرية عن اكراد تركيا، حتى وان لم يحقق "الانفتاح الديموقراطي" هدفه.
من جهته قال رئيس غرفة التجارة في ديابكر غالب انصار اوغلو "عندما تريد الحكومة حقا تغيير الامور في مجال بهذه الدقة عليها ان تتصرف خلال اول ثلاثة اشهر من وصولها الى السلطة". واضاف "عليها ان تكون مستعدة لان تجازف بخسارة الانتخابات".