آلات مسح عملاقة لرصد الشاحنات المفخخة بباكستان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إسلام آباد: بالرغم من اكثر من 90 حاجز مرور على طرقات اسلام اباد بدأت البلاد تستخدم قوسين عملاقين لاجراء مسح للشاحنات في اثنين من مداخل العاصمة، في بلاد تشهد موجة من العمليات الانتحارية تنفذها حركة طالبان الموالية للقاعدة.
وهي المرة الاولى التي تستخدم الشرطة آلات المسح العملاقة هذه من صنع الصين منذ اعلان اسامة بن لادن وحركة طالبان الباكستانية الموالية له في صيف 2007 الجهاد على باكستان بسبب تحالفها مع الولايات المتحدة في "الحرب على الارهاب".
ومنذ تلك الفترة ادت حوالى 370 عملية اغلبها من تنفيذ انتحاريين يقودون سيارات مفخخة او يرتدون سترات مفخخة الى مقتل اكثر من 3200 شخص في كافة انحاء البلاد. وشكلت اسلام آباد منذ البداية احد الاهداف المفضلة للانتحاريين.
لكن منذ الهجوم بشاحنة مفخخة الذي الحق اضرارا فادحة بفندق ماريوت الفخم في وسط المدينة في 20 ايلول/سبتمبر 2008 (60 قتيلا) تحولت العاصمة تدريجيا الى معسكر معزول فعلي يزدحم بحواجز المرور التي تقيمها الشرطة والجيش.
واثر هذه الاجراءات تراجع عدد الهجمات في العاصمة فيما تفاقم في مدن اخرى على غرار لاهور (شرق) وعلى الاخص بيشاور التي لا تبعد كثيرا عن المناطق القبلية في شمال غرب البلاد المتاخمة لافغانستان، وتشكل معقلا لحركة طالبان الباكستانية وملاذا لمقاتلي وقياديي القاعدة.
لكنه من الاسهل "اغلاق" اسلام اباد، المدينة السكنية الصغيرة التي تضم بالكاد مليون نسمة مقارنة بالمدن الضخمة كلاهور (اكثر من 8 ملايين) او بيشاور (اكثر من 2.5 مليون). لكن محاولة رصد قنبلة في محيط مديني تبدو كمن يبحث عن ابرة في كومة قش.
وبالرغم من التكنلوجيا المتطورة التي تميز آلتي المسح العملاقتين فان تأثيرهما يقتصر على الاقل على تأكيد التالي : من المستبعد ان يحاول الانتحاريون تمرير متفجراتهم من هنا طالما تتوافر مداخل اخرى. وتبلغ قيمة كل من آلتي المسح ثلاثة ملايين دولار وقدمتهما الصين بموجب قرض مريح.
ويقوم الشرطيون على طريق مغبرة متفرعة من الطريق السريعة الوافدة من بيشاور بتجربة فرز "يدوية" اولى، نظرا لعدم اعتيادهم على الالة حتى الان فيختارون السيارات التي ستمر تحت القوس الماسح. وتمر شاحنة مزخرفة يدويا بالوان فاقعة على ما تجري العادة في باكستان تحت القوس الذي يرتفع 4,5 امتار. وفي مقصورة القيادة في الشاحنة التي تدير الماسحة يراقب شرطيان اربع شاشات كمبيوتر تحت اشراف ضابطهم المسؤول محمد افضال.
وقال الضابط "ان الاشعة السينية المستخدمة موثوقة 100%". واوضح "بالامس رصدنا 20 الف قطعة من الاسلحة في آلية". لكنها كانت مخصصة للجيش واتضح ان نقلها مرخص بالكامل. وحاليا يمكن مسح 30 الى 35 شاحنة يوميا، ما يشكل نقطة في بحر نظرا الى تقدير الشرطة ان حوالى 250 الف سيارة وثلاثة الاف شاحنة تدخل اسلام اباد يوميا. وحتى في حال اختيار الشاحنات فحسب، بوتيرة شاحنة كل 10 دقائق، يمتد صف طويل من الشاحنات امام الة المسح فيما يمكث السائقون الغاضبون تحت الشمس القاسية.
وقال فضل كريم "من المؤكد ان في الامر فائدة للبعض، لكن بالنسبة الينا ليس الا اضاعة للوقت، حيث علينا الانتظار طوال ساعات". واقر ضابط الشرطة الموكل بالمشروع فرخند اقبال ان رجاله بحاجة الى الوقت للتعاطي بفعالية مع هذه الالات الباهظة. وهو ينتظر فرقا من المدربين الصينيين.