في غزة.. الضوء في آخر النفق قد يكون سيارة جديدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
في وقت تسعى فيهاسرائيل إلى اغلاق أنفاق التهريب بين مصر وقطاع غزة، بات المهربون شديدي البراعة بحيث يمكنهم الان تهريب سيارة من خلالها بالفعل.
رفح: في وقت من الاوقات كان يجب أن تمر السيارة عبر الانفاق قطعة قطعة لكن حمدي ابو كرش حصل مؤخرا على سيارة هيونداي النترا 2010 سلمت له سليمة قطعة واحدة. وقال ابو كرش (60 عاما) الذي هربت سيارته الجديدة من سيناء عن طريق نفق واسع متغلبة على الحصار الذي تفرضه اسرائيل منذ ثلاثة أعوام "انه شعور فريد. "لا شيء يضاهي قيادة سيارة جديدة."
ويبلغ سعر السيارة التي اشتراها ابو كرش في مصر نحو 20 الف دولار. لكنه اضطر أن يدفع مقابلها 31 الف دولار لتاجر في غزة فضلا عن تسعة الاف دولار اضافية للتسجيل والرسوم الاخرى المفروضة في القطاع الذي تديره حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) منذ عام 2007 . وقال التاجر اياد العرعير "من لديهم المال ويريدون قيادة سيارة جديدة هم وحدهم الذين يستطيعون تحمل تكلفة سيارة مهربة من مصر."
ويحاول مهربو الانفاق تغطية الطلب على كل البضائع التي تحظرها اسرائيل وكانوا في البداية يهربون السيارة قطعة قطعة ثم يجري تجميعها في غزة. لكن الان هناك أنفاقا كبيرة بما يكفي لقيادة سيارة داخلها. وينطوي تهريب السيارات على مجازفة. ويضطر المشترون الى الدفع مقدما تحسبا لوقوع أي أخطاء. وفي الشهر الماضي صادرت قوات الامن المصرية شحنة من 41 سيارة مما ألحق خسائر كبيرة بالتجار والزبائن على حد سواء.
لكن حتى تكلفة السيارات المستعملة في غزة تفوق متوسط الاسعار بكثير بسبب الحصار كما أن قطع الغيار باهظة الثمن. ونجح المهربون الفلسطينيون في تهريب كل شيء من الغذاء الى الوقود الى الماشية عبر مئات الانفاق في الجانب المصري من الحدود وجلبت حماس أسلحة لمواصلة مقاومتها المسلحة لاسرائيل. لكن في الاونة الاخيرة خفتت أصوات مولدات الكهرباء وبدأ التراب الذي يثيره الاف من العمال الذين ينقلون البضائع من الانفاق الى القطاع المحاصر يخمد.
ويقول مهربون ان معظم أعمالهم معطلة بسبب جدار فولاذي تقيمه مصر تحت الارض لوقف التهريب فضلا عن تصعيد حملتها الامنية ضد المصريين الذين يساعدون الفلسطينيين في تهريب السلع. وقال ابو حمزة قبل أن يغلق نفقه بلوح خشبي "لم أستطع ادخال أي شيء عبره لاسبوعين وبالتالي سأغلقه." وأضاف "لا يمكن تمرير ولا حتى قشة ولا خيط." وقال ابو حمزة انه سرح 15 عاملا كانوا يعملون في ورديتين بسبب الحملة المصرية. ويؤكد رجال أمن من حماس أن التجارة تقلصت بشدة. والعمال الان بالمئات وليس بالالاف.
وفي الاونة الاخيرة بدأت اسرائيل تخفيف حصارها على قطاع غزة لتسمح بدخول بعض السلع التي كانت تحظرها مثل الملابس والاحذية وفي الاسبوع الحالي سمحت بدخول الخشب والالومنيوم. وسيؤثر هذا على مكاسب التجار الذين يحتفظون بمخزونات من هذه المواد المهربة من مصر لبيعها بأسعار باهظة. وقال ابو حمزة "التجار يدفعون رسوما على الاشياء التي يدخلونها عبر الانفاق وبالتالي حين تسمح اسرائيل بدخول نفس السلع ستصبح أسعارها أرخص. "واذا رفعت الحظر عن واردات السلع فلن تكون هناك حاجة لهذه الانفاق."