أخبار

إختتام الإنتخابات السودانية وبدء فترة ترقب صدور النتائج

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إختتمت الإنتخابات التعددية الأولى في السودان منذ 24 عامًا مع إقفال مكاتب الإقتراع وسط أجواء من الترقب لإعلان النتائج المتوقعة في العشرين من الشهر الجاري يخشى أن ترافقها حالة احتقان بسبب إتهامات بارتكاب تجاوزات.

الخرطوم: دخل السودان المنتج للنفط اليوم الاخير لانتخابات رئاسية وتشريعية تستغرق خمسة ايام تمثل الاختبار الحقيقي للاستقرار في بلد هو الاكبر مساحة في أفريقيا ويخرج من عقود من الحرب الاهلية ويستعد لاستفتاء على استقلال الجنوب العام 2011. والى حد كبير كانت الانتخابات هادئة على الرغم ممّا تردد عن وقوع تحرشات بالمرشحين المستقلين والمعارضين.

وبدأت عملية فرز الاصوات في السودان الجمعة في ختام الانتخابات التشريعية والرئاسية على ان تستمر لعدة ايام. وفي مكتب اقتراع في احد احياء الخرطوم فتح ستة موظفين تابعين للجنة الانتخابية الوطنية اول صناديق الاقتراع قرابة الساعة 8,30 بالتوقيت المحلي (5,30 تغ) بحسب مراسل وكالة فرانس برس.

ودقق الموظفون في حالة صناديق الاقتراع ورقم تسجيلها.

وفي احدى قاعات مدرسة حيث احد مراكز الاقتراع، فتح اول صندوق ويتعلق بالانتخابات الرئاسية والاقليمية، ووضعت بطاقات الاقتراع على طاولة كبيرة ووزعت ضمن رزمتين.

وبدأ مسؤول بتعداد الاصوات بصوت عال امام مراقبين محليين ومسؤولين من احزاب سياسية مختلفة، ويتوقع ان تعرف كافة النتائج الثلاثاء المقبل.

وبانتهاء هذه الانتخابات التي ضمن الرئيس عمر البشير الذي يحكم البلاد منذ 21 عاما الفوز فيها، يصبح السودان مهيئًا للانتقال الى المرحلة التالية من اتفاق السلام التي ستفضي الى تنظيم استفتاء تقرير المصير في الجنوب مطلع 2011. واضافة الى مقاطعة احزاب المعارضة الشمالية الرئيسة وانسحاب الحركة الشعبية لتحرير السوان من انتخابات الشمال، شابت اليومين الاولين مشكلات لوجستية واتهامات بتجاوزات، ما استدعى تمديد الاقتراع ليومين اضافيين ليصبح مجموع ايام التصويت خمسة ايام من الاحد الى الخميس.

وبعد يوم شهد نسبة اقبال ضعيفة وفق موظفي بعض مكاتب الاقتراع في الخرطوم، بدا موظفو المفوضية القومية للانتخابات سعداء وهم ينهون اجراءات التصويت لمن تبقى من الناخبين وراء الابواب المغلقة. وقال ازهر نور محمد، مدير مركز اقتراع داخل مدرسة، "انتهينا. نحن جميعنا سعداء". وقال محمد ان نحو 70% من الناخبين المسجلين في المركز ادلوا باصواتهم. وتبدأ عملية فرز الاصوات مبدئيًا صباح الجمعة وقد يبدأ اعلان النتائج الاولية في اليوم نفسه، كما المحت المفوضية القومية الخميس، مؤكدة ان النتائج ستعلن بحلول الثلاثاء المقبل. وبلغ عدد الناخبين المسجلين 16 مليونًا ولم تعلن المفوضية بعد ارقاما حول نسبة المشاركة، عدا عن ارقام جزئية عن اليومين الاولين تراوحت بين 40 و67%.

وعدا عن "الاخطاء الفنية" كما اسمتها مفوضية الانتخابات والتي تسببت بتأخر بدء التصويت في بعض الولايات مع تاخر وصول مواد الاقتراع او خلط اوراق الدوائر والمرشحين، فإن ما يلقي ظلالاً على هذه الانتخابات هو عدم مشاركة احزاب المعارضة الرئيسية مثل حزب الامة التاريخي بزعامة الصادق المهدي وحزب الامة-الاصلاح والتجديد بزعامة مبارك الفاضل.

وبالمثل سحبت الحركة الشعبية لتحرير السودان المهيمنة في الجنوب مرشحها للرئاسة ياسر عرمان لكنها قاطعت الانتخابات فقط في شمال السودان. وبذلك انحصرت المنافسة بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي بات ضامنًا الفوز، وحزبين معارضين رئيسيين هما الحزب الاتحادي الديموقراطي بزعامة عثمان الميرغني وحزب المؤتمر الشعبي بزعامة حسن الترابي. ودفع ذلك الاحزاب المقاطعة الى التشكيك في مصداقية الانتخابات واعلان رفضها مسبقًا لنتائجها. ولكن المؤتمر الوطني اعلن انه سيعرض على المعارضة، على الرغم من مقاطعتها، المشاركة في حكومة موسعة في حال فوزه، ثم عاد واعلن ان المشاركة مرهونة بالاعتراف بنتائج الانتخابات.

وقال مستشار الرئيس السوداني غازي صلاح الدين العتباني الاربعاء "اذا فزنا في الانتخابات، اذا فاز الرئيس في الانتخابات، عندها ستكون الخطوة التالية هي تشكيل الحكومة (...) سنوجه الدعوة الى كافة الاحزاب حتى تلك التي لم تشارك في الانتخابات لاننا نؤمن باننا نمر في مرحلة حرجة في تاريخنا". ولكن مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع شدد لهجته ازاء المعارضة التي اتهمها بالسعي الى اثارة البلبلة للضغط من اجل تغيير النظام الذي سينبثق عن الانتخابات، واشترط لمشاركتها في الحكومة الاعتراف بنتائج الانتخابات. وقال انه "من غير المنطقي ان احدا لا يعترف بنتائج الانتخابات ويذهب الى حد القول بانها غير شرعية، ثم يطالب" بان يكون عضوا في الحكومة.

وقال حسن الترابي في مقابلة مع قناة الجزيرة القطرية الاربعاء ان حزبه لن يدخل في شراكة مع الحكومة المقبلة، في حين اعلن نائب رئيس حزب الامة فضل الله برمه ناصر في تصريحات صحافية ان الوقت لا يزال مبكرا للتعليق على الانضمام للحكومة. لكنه قال ان حزبه "مهتم بعقد محادثات مع حزب المؤتمر الوطني والاحزاب الاخرى". ومما لا شك فيه ان المؤتمر الوطني سيسعى الى حشد تاييد واسع لحكومته بعد الانتخابات بهدف ترسيخ مصداقيتها على المستويين الداخلي والدولي.

فالسودان بات على مفترق طرق بالنسبة لتقرير مصير الجنوب في حين يواجه الرئيس السوداني مذكرة توقيف اصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب في دارفور. واعتبر نافع ان فوز البشير في الانتخابات سيكون برهانا على ان "المزاعم المساقة ضده كاذبة، وبان السودانيين يرفضونها". وتشارك الحركة الشعبية لتحرير السودان في الحكومة المنتهية ولايتها. ويشغل المؤتمر الوطني والحركة الشعبية 80% من مقاعد المجلس الوطني المنتهية ولايته، منها 52% للحزب الحاكم.

ويخشى السودانيون من ان يؤدي الاعلان عن النتائج وخصوصًا في الجنوب الى التوتر وربما الى مواجهات. وعبر سكان العاصمة عن خشيتهم من حدوث قلاقل من خلال اختيار مغادرة الخرطوم قبل التصويت الاحد، في بلد لا يزال يعاني من اثار 22 عامًا من الحرب الاهلية مع الجنوب ومن النزاع الدائر في اقليم دارفور غرب البلاد بما قد يجلبه ذلك من تشريد ونزوح.

إلى ذلك، قال الحزب الحاكم في السودان يوم الخميس إن جيش الجنوب قتل تسعة اشخاص بينهم خمسة على الاقل من مسؤوليه ما اجج التوتر أثناء التصويت. وقالت اجنس لوكودو رئيسة حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يغلب عليه الشماليون في جنوب السودان ان الجيش المنفصل لجنوب السودان استهدف خمسة على الاقل من مسؤولي الحزب وقتلهم وكذلك أربعة اشخاص اخرين في وقت سابق الاسبوع الجاري. وقال جيش جنوب السودان انها كانت حادثة فردية نتجت عن غضب أحد جنوده الذى ضبط زوجته بالسرير مع مسؤول حزب المؤتمر المحلي.

وقالت لوكودو "في المساء جاء بعض جنود (جيش الجنوب) الى منزل رئيس حزب المؤتمر الوطني في راجا وقتلوه وثمانية اشخاص اخرين." وتقع راجا في ولاية بحر الغزال الغربي في جزء ناءٍ من جنوب السودان. ووقع الهجوم في وقت سابق هذا الاسبوع. وقال مراقبون بجنوب السودان يوم الخميس ان قوات الامن أبعدت 19 مراقبا للانتخابات من مراكز الاقتراع وهاجموا أحدهم. وقال محللون إن العنف علامة مثيرة للقلق على تزايد التوتر في وقت تدخل فيه الانتخابات مرحلة الفرز الدقيقة والتي تبدأ الجمعة على أن تعلن النتائج يوم العشرين من ابريل نيسان الجاري.

وقالت ماجي فيك المحللة بمشروع "اينف" (كفاية) الاميركي "ان الايام القادمة هي الفترة التي يحتمل أن تتجه فيها الامور نحو السخونة حقًا." واضافت "ربما تكون هذه حوادث فردية لكن اخر ما نريده هو رجال أمن خارجين عن السيطرة وهذا يمكن أن يحدث بسهولة في المراحل القادمة." ويرجح أن يحتفظ سلفًا كير رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان المتمردة سابقًا بجنوب السودان بمنصبه كرئيس لجنوب السودان وهو الامر المهم قبيل استفتاء حول استقلال الجنوب يجرى العام 2011 وهو ما يتوقع كثير أن ينتهي بالانفصال.

إلى ذلك، قال عادل صنديري احد المرشحين المستقلين لبرلمان جنوب السودان المستقل الى درجة كبيرة "كان هناك تخويف لانصاري الذين قيل لهم انهم لو استمروا في مناصرتي سيتم القاء القبض عليهم وانه بعدما تنتهي الانتخابات العامة سيقتلون انصار المرشحين المستقلين." وصنديري هو واحد من كثير من المرشحين المستقلين وجماعات معارضة ومراقبين للانتخابات السودانية يستهجن ما قالوا انه محاولة لتغير نتائج التصويت من قبل القوى الحاكمة في كل من الشمال والجنوب.

وقال المركز الافريقي لدراسات العدالة والسلام ان "الاليات الممنهجة لارباك الناخبين واعاقة المشاركة مثل تبديل الرموز والتلاعب بقوائم التسجيل بدأت في الظهور." وفي الخرطوم قال عضوان بحركة "قرفنا" المعارضة والتى أسسها ناشطون شبان انهما تعرضا للضرب على يد مسؤولين بحزب المؤتمر الحاكم يوم الاربعاء. وقالت نجلاء سيد أحمد لرويترز "كانوا يضربوننا وكنا نتوسل للشرطة حول مركز الاقتراع لمساعدتنا بيد أنهم لم يتدخلوا." ولا يستطيع مراقبون دوليون من مركز كارتر والاتحاد الاوروبي التعليق الا بعد انتهاء الانتخابات لكن الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر ادلى بعبارات إيجابية الى حد كبير بشأن عملية التصويت.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
سنة اولى
ابراهيم سماوى -

مهما كانت السلبيات فهى انتخابات بعد خمسة وعشرين سنةو على الاحزاب ان تذاكر جيداولا تفع فى نفس الاخطاءوهى الاولى فى الجنوب وان يعرف الذى يجلس فى القصر انه جالس بامر الشعب فيخدمه وهذا هو المطلوب