تضارب الأنباء حول إستقالة باكييف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بشكك: قال مسؤولون اليوم الجمعة ان رئيس قرغيزستان المخلوع كرمان بك باكييف وقع خطاب استقالته الرسمية وبعث بها عن طريق الفاكس الى حكام البلاد الجدد مما أبعد خطر الحرب الاهلية عن الدولة ذات الموقع الاستراتيجي في اسيا الوسطى.
واعتبر أحمد باكييف شقيق الرئيس القرغيزي خبر استقالة باكييف من منصبه مختلقا. وقال أحمد باكييف الذي تحدث للصحفيين في بيت عائلته في قرية تييت إن الرئيس باكييف يجري مفاوضات خارج قرغيزيا الآن، ولم تطرح مسألة الاستقالة بعد.
في غضون ذلك، تعهدت روزا اوتونباييفا رئيسة الحكومة المؤقتة في قرغيزستان اليوم باجراء تحقيق مستقل في اطلاق النار الذي حدث خلال الانتفاضة في السابع من نيسان/ ابريل ومحاكمة الرئيس المخلوع كرمان بك باكييف عن الاحداث الدامية التي وقعت في ذلك اليوم.
وقالت في خطاب نقله التلفزيون على الهواء "لا يستطيع ان يهرب من المحاكمة ولن يستطيع ان يختبيء منها في اي دولة في العالم. القصاص لا بد منه. والعدالة ستسود."
وفر باكييف الى دولة قازاخستان المجاورة منهيا قلاقل استمرت أكثر من أسبوع عطلت الرحلات الجوية العسكرية من قاعدة ماناس الجوية في قرغيزستان لدعم الحرب في أفغانستان.
من جهته، دعا الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الجمعة القادة الجدد في قرغيزستان الذي وصلوا الى السلطة اثر انتفاضة شعبية اطاحت بالرئيس كرمان بك باكييف، الى تجنب "اخطاء" المسؤولين السابقين.
وقال مدفيديف للصحافيين خلال زيارة الى البرازيل "اود كثيرا ان تقوم السلطات الجديدة (...) بتجنب هذه الاخطاء"، في اشارة الى المحسوبية و"تفتيت المؤسسات" في قرغيزستان، الجمهورية السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى.
واكد مدفيديف مجددا ان روسيا ستقدم مساعدة انسانية الى قرغيزستان محذرا في الوقت نفسه من ان هذه المساعدة ستخصص لمشاريع كبرى في هذا البلد شرط ان "يكون القادة الجدد قادرين" على تنفيذها.
واعلنت روسيا الاربعاء انها ستمنح قرغيزستان، التي تواجه خطر الافلاس، هبة بقيمة عشرين مليون دولار وقرضا بشروط تفضيلية بقيمة ثلاثين مليون دولار.
وصرح مسؤولون في حكومة قرغيزستان المؤقتة التي تقودها روزا اوتونباييفا بأن باكييف أرسل خطاب استقالته بالفاكس خلال ليل يوم الخميس. وقال باكييف في رسالته "أقدم استقالتي في هذه الايام المأسوية لتفهمي الكامل لمسؤوليتي عن مستقبل الشعب القرغيزي."
وخفف رحيل باكييف بصورة كبيرة التوترات في الجمهورية السوفيتية السابقة الفقيرة بعد انتفاضة سادتها أعمال عنف ضد حكمه أنذرت بحرب أهلية. وكان باكييف قد فر من العاصمة بشكك الى جنوب البلاد لحشد انصاره.
وقتل في الانتفاضة الدامية التي وقعت الاسبوع الماضي ما لا يقل عن 84 شخصا. وتأمل الحكومة المؤقتة التي وعدت باجراء انتخابات حرة وتطبيق اصلاحات ديمقراطية في ان يؤدي رحيل باكييف الى فوزها بالاعتراف الرسمي من جانب القوى الكبرى.
ووضع سفر باكييف المفاجيء جوا الى قازاخستان نهاية للاضطرابات. وقال رافشان دزامجيرتشييف أحد مساعدي باكييف لرويترز يوم الخميس "رئيس قرغيزستان سافر الى قازاخستان حيث سيجري مفاوضات بشأن تسوية الازمة".
ويمثل رحيل باكييف نهاية لحكمه بعد خمس سنوات من قيادته مظاهرات في الشوارع أطاحت بأول رئيس منتخب للبلاد بعد الحقبة السوفيتية عسكر اقاييف. ويتهم معارضون باكييف وهو جندي سابق في الجيش السوفيتي بالسماح بنفس التجاوزات المتعلقة بالمحسوبية والفساد مثل اقاييف.
وسلطت أزمة قرغيزستان الضوء على التنافس بين الولايات المتحدة وروسيا على الهيمنة على منطقة اسيا الوسطى التي كان يحكمها الاتحاد السوفيتي في السابق. وسعت روسيا التي لديها أيضا قاعدة جوية في قرغيزستان للضغط على باكييف لطرد الولايات المتحدة من قاعدة ماناس الجوية التي انتقل من خلالها 50 الف جندي أميركي في الشهر الماضي.
واحتفظت واشنطن بالقاعدة من خلال زيادة قيمة الايجار. ونفت روسيا أن يكون لها دور في الانتفاضة على الرغم من أن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين كان اول زعيم عالمى يعترف بسلطة الحكومة الانتقالية.وتعهدت الحكومة المؤقتة بادارة البلاد البالغ عدد سكانها 5.3 مليون نسمة لمدة ستة اشهر لوضع مسودة دستور جديد واجراء انتخابات.
ورحبت منظمة الامن والتعاون في اوروبا برحيل باكييف وقالت انه نتيجة لجهود مشتركة من رؤساء قازاخستان وروسيا والولايات المتحدة. وقال الكرملين ان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أمر وزارة الدفاع بضمان وصول رحلة باكييف الى قازاخستان.
وبعد ساعات من هرب باكييف قال المتحدث باسم رئيس الوزراء الروسي انه أجرى اتصالا هاتفيا اخر مع أوتونباييفا بناء على طلبها. ويوم الخميس قال روبرت بليك مساعد وزيرة الخارجية الأميركية وهو أبرز مسؤول أميركي يزور قرغيزستان منذ بدء الانتفاضة ان السلطات تحرز تقدما لكنها لا تزال تواجه تحديات عديدة. وقال "ان الولايات المتحدة تعتقد أن الحكومة المؤقتة وشعب قرغيزستان لديهم فرصة فريدة وتاريخية لاقامة ديمقراطية يمكن أن تكون نموذجا يحتذى لمنطقة اسيا الوسطى".