تغريم أسقف بريطاني لإنكاره الهولوكوست

حكمت محكمة ألمانية الأسقف الكاثوليكي البريطاني ريتشارد وليامسون بدفع غرامة مالية بعد إدانته بإنكار ما يسمى الهلوكوست "محرقة اليهود في ألمانيا النازية"، وهي تهمة يعاقب عليها القانون الألماني.

برلين: حكمت محكمة راتيسبون جنوب ألمانيا على وليامسون بدفع غرامة قيمتها عشرة آلاف يورو (13.500 دولار)، وذلك بعد أن أدانته بالتهمة. وكان الأسقف البريطاني البالغ من العمر 70 عاما قد شكك في بعض جوانب المحرقة، وذلك أثناء مقابلة أجريت معه أثناء زيارته لألمانيا في نوفمبر/تشرين الثاني 2008 وبثها التلفزيون السويدي في 21 يناير/ كانون الثاني 2009.

ويأتي حكم اليوم تخفيفا لقيمة الغرامة في حكم سابق صدر في مرحلة أولى العام الماضي يقضي بتغريمه 12 ألف يورو. ورفض الأسقف الذي يعيش الآن في لندن دفع تلك الغرامة، وأكد عبر محاميه أن تصريحاته مخصصة فقط للبث في السويد، لكنه أصبح موضع ملاحقة بتهمة "التحريض على الكراهية العنصرية.

واستمعت المحكمة الألمانية الجمعة لمقتطفات من المقابلة، التي نبه فيها وليامسون الصحفي الذي أجراها معه قائلا "كن حذرا، هذا مخالف للقانون في ألمانيا". واعتبرت القاضية كارين فراهم أن الأسقف مذنب، لأنه أدلى بتصريحاته انطلاقا من الأراضي الألمانية ولأنه كان بإمكانه أن يتوقع أن تصريحاته ستكون مثيرة وستوزع على نطاق واسع.

وأوضح محامي الأسقف وليامسون أن سؤال موكله عن هذا الموضوع في المقابلة كان مفاجئا، كما أنه طلب من القائمين على التلفزيون السويدي عدم بث هذه المقابلة في ألمانيا. وقال المحامي ماتياس لوسمان الذي مثل وليامسون في محكمة ريجنسبورج إن جمعية سانت بيوس المسيحية الأصولية التي يتبعها الأسقف وليامسون منعت الأسقف من حضور المحاكمة، كما أكد أنه سيستأنف ضد الحكم

ورفض ثلاثة صحافيين عاملين بالتلفزيون السويدي حضور المحاكمة للشهادة، وبرروا ذلك في خطاب للمحكمة بأن هذه المحاكمة تخالف حرية التعبير عن الرأي التي يكفلها القانون السويدي. وكان البابا بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان قد ألغى العام الماضي حرمانا كنسيا بحق وليامسون. وشاع أمر تصريحات وليامسون مما عرض الكنيسة لانتقادات حادة خاصة من المنظمات اليهودية.

وتأتي المحاكمة وسط تصاعد فضيحة الانتهاكات الجنسية التي تهز الكنيسة الكاثوليكية، مع كشف المئات في ألمانيا وبلدان أخرى في جميع أنحاء العالم عن تعرضهم لتحرش الكهنة، كما اتهم البابا نفسه بغض الطرف عنها قبل أن يتولى المنصب.