أخبار

تركيا تحلم بالعودة الى القارة الافريقية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لم تتدخر الحكومة التركية جهدا في كسب ود أصحاب القرار في القارة السمراء وتسعى لتعزير علاقتها هناك.

اسطنبول: بعد قرن على رحيل اخر جندي عثماني من ليبيا، تحلم تركيا في العودة مجددا -- سلميا -- الى القارة الافريقية بهدف تدعيم وضعها كقوة اقليمية وفتح اسواق جديدة.
وفي السنوات الاخيرة لم تأل الحكومة المحافظة برئاسة حزب العدالة والتنمية المنبثق عن التيار الاسلامي، جهدا لكسب ود اصحاب القرار في القارة السوداء.

واعقبت الزيارات الرسمية، مع زيارة الرئيس عبد الله غول الى الكاميرون وجمهورية الكونغو الديمقراطية في اذار/مارس، فتح سفارات ارتفع عددها من 12 الى 17 في غضون سنتين مع عشرة اخرى قيد الانشاء. فضلا عن ذلك استضافت اسطنبول في 2008 اول قمة تركية افريقية.
واكد وزير الاقتصاد علي باباجان لوكالة فرانس برس ان "افريقيا منطقة سنركز عليها كثيرا خلال السنوات والعقود المقبلة".

واضاف ان "رجال الاعمال الاتراك مهتمون بصدق بافريقيا (...) وهم يتوجهون الى هناك ولا يواجهون اي افكار نمطية مسبقة بل استقبالا حارا"، مشيرا الى ان الاتحاد الافريقي منح في 2008 تركيا وضع الشريك الاستراتيجي لافريقيا.
وخلال عشر سنوات تضاعف حجم الصادرات التركية الى افريقيا ليرتفع من 1,4 مليار دولار الى 10,2 مليارا بين 2000 و2009 ويشكل حوالى 10% من اجمالي الصادرات التركية بحسب ارقام معهد الاحصاءات التركي.

اما واردات المنتجات الافريقية فتضاعف حجمها في الوقت نفسه ليرتفع من 2,7 مليار دولار الى 5,7 مليارا.
ولمنافسة المستثمرين الاوروبيين والصينيين تعول تركيا قبل اي شيء اخر على قطاع النسيج.

وفي هذا الصدد قال عبده ديالي وهو تاجر سنغالي متمركز في اسطنبول انه بدأ في افريقيا "تمييز المنتجات التركية من المنتجات الصينية بفضل نوعيتها. فتركا هي النوعية الاوروبية لكن ارخص ثمنا".
حتى ان بعض ماركات السلع الغذائية فرضت نفسها في القارة السودان مثل البسكويت اولكر.

لكن تركيا "اعادت اكتشاف" افريقيا من قبيل الصدفة عمليا اذ ان سيطرة العثمانيين امتدت من الجزائر الى السودان قبل ان تبدأ بضمها تدريجيا القوى الاستعمارية الاوروبية، حتى احتلال الايطاليين لليبيا في 1912.

وقال دبلوماسي طلب عدم كشف هويته ان "تركيا اكتشفت افريقيا عندما قامت بحملة ترشيحها لمقعد عضو غير دائم في مجلس الامن الدولي".

وتحتاج تركيا الراغبة في لعب دور اكبر على الساحة الدولية، لهذا المقعد ولعبت اصوات الدول الافريقية دورا حاسما للحصول عليه في تشرين الاول/اكتوبر 2008.
واكد باباجان "من اصل 53 دولة افريقية صوتت 51 لتركيا اثناء الانتخاب".

وحقق المسؤولون الاتراك منذ ذلك الحين تقاربا مع افريقيا يندرج ايضا في خانة سياستها لاعادة التوازن الى دبلوماسية موجهة حصرا منذ خمسينات القرن الماضي نحو الغرب، علما بان تركيا عضو في حلف شمال الاطلسي وتسعى للدخول الى الاتحاد الاوروبي.
وعلق جنكيز اكتر المتخصص في العلاقات الدولية بجامعة بهتشه شهير في اسطنبول ان "لدى الحكومة الحالية النية الحازمة بان تكون في كل مكان وان تجعل من تركيا قوة متوسطة يحسب لها حساب".

لكن الجامعي بقي متحفظا لجهة الدور المدعوة تركيا للعبه في افريقيا.
وقال في هذا الصدد "من هنا الى التحدث عن سياسة افريقية لتركيا هناك خطوة (...) لان هذه السياسة تفتقر الى محطات مؤسساتية واكاديمية: فالاتراك لا يعرفون افريقيا بشكل جيد".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف