30 عاما على استقلال زيمبابوي والتوتر مستمر مع لندن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لندن: بعد مرور ثلاثين عاما على استقلال زيمبابوي، ما زالت العلاقات مع القوة الاستعمارية البريطانية السابقة مشوبة بتوترات يغذيها رفض لندن رفع العقوبات المفروضة على هراري او السماح للحكومة بنقل المساعدات.
ولوحظ بعض الهدوء بعد اتفاق تشكيل حكومة مصالحة وطنية العام الماضي بين الرئيس روبرت موغابي والمعارض السابق مورغان تشانغيراي الذي اصبح رئيسا للوزراء.
لكن لندن ما زالت تدعم العقوبات التي يفرضها الاتحاد الاوروبي على زيمبابوي مطالبة بتحقيق تقدم حقيقي في مجال حقوق الانسان، مما اثار غضب الرئيس موغابي.
ويؤكد المسؤولون البريطانيون ان العقوبات لا تستهدف سوى النخبة المقربة من موغابي و"لا تضر المواطن الزيمبابوي العادي".
فضلا عن ذلك، ما زالت لندن تواصل نقل مساعداتها الانسانية (60 مليون جنيه، اي 68 مليون يورو العام الماضي) عبر منظمات غير حكومية.
ويعزو الرئيس موغابي المشاكل الاقتصادية التي تتخبط بها بلاده الى العقوبات وكذلك الى رفض المملكة المتحدة احترام "وعدها" بحسب هراري، لتمويل جزء من اعادة توزيع الاراضي بين البيض الذين كانوا يملكون غالبيتها العظمى اثناء الاستعمار، والسود.
وتنفي لندن مؤكدة انها اوقفت مساعداتها للاصلاح الزراعي التي قدمت منها 44 مليون جنيه حتى 1996 "عندما اصبح مؤكدا ان الكثير من الاراضي لم تعط الى الفقراء بل الى اعضاء نافذين في النظام"، بحسب وزارة الخارجية البريطانية.
وراى البروفسور ستيفن تشان من مدرسة الدراسات الشرقية والافريقية بلندن ان العقوبات الاوروبية تنطوي على "اهمية رمزية"، مضيفا "لكن ذلك ترافق مع حملة لوقف الاستثمار" كانت المملكة المتحدة "محركها الاساسي".
وقال "ان اراد الغرب فعلا مساعدة زيمبابوي على النمو مجددا عليه ان يعيد الاستثمار فيها".
لكن العلاقات لم تكن صعبة على الدوم. فالمفاوضات التي جرت في 1979 في لندن وادت الى الاستقلال، اقرت مساعدة مالية لروبرت موغابي. الا ان التوتر تصاعد في اواخر تسعينات القرن الماضي بسبب التطورات السياسية الوطنية في كلا البلدين.
ففي 1997 تسلم العمالي توني بلير الحكم مؤكدا بكل وضوح انه لا يقبل بتحمل اي مسؤولية عن الاستعمار وانه لن يمول اي اصلاح زراعي الا في حال استفاد منه الفقراء.
وفي هراري تعرض الرئيس موغابي من جهته لضغوط متزايدة من جانب المحاربين القدامى في حرب الاستقلال ومنظمات المجتمع المدني والمعارضة السياسية، ما ادى الى تسريع الاصلاح الزراعي.
واوضح البروفسور تيدي بريت من مدرسة العلوم الاقتصادية في لندن "انهم كانوا يريدون امتلاك موارد يستطيعون استخدامها في الميدان السياسي".
وفي نهاية المطاف عاد الاصلاح لينقلب على الحكومة التي سارعت في القاء اللوم على لندن.
ولم تجد سو اونسلو من مدرسة العلوم الاقتصادية اللندنية اي اثر ل"الوعد" الذي قطعته لندن لهراري بشأن تمويل الاصلاح الزراعي. لكن روبرت موغابي لم يقل مطلقا لشعبه لدى عودته من المفاوضات حول الاستقلال، انه لم ينجح في انتزاع اي مساعدة من لندن.
وقالت لوكالة فرانس برس "ان المشكلة تكمن في ان الامر كان غامضا جدا وانهم لم يكونوا يريدون العودة الى ديارهم وان يضطروا لقول ذلك لانصارهم"، مضيفة "والان يحملون الحكومة البريطانية المسؤولية".