الملك حمد يسلّم السيف الأجرب لخادم الحرمين ويقلّده أغلى أوسمته

وصل العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى المنامة في زيارة هي الأولى له منذ توليه العرش، وحظيت الزيارة بإستقبال كبير ولافت من جانب ملك البحرين الذي قدم للملك عبدالله "السيف الأجرب" وأيضًا أرفع الأوسمة البحرينية.

المنامة: أكدت السعودية والبحرين الأحد اهمية استمرار التنسيق بينهما حول اخر التطورات والمستجدات على الصعيدين الاقليمي والدولي، وفق ما اعلنت وكالة انباء البحرين. وقالت الوكالة ان ملك البحرين حمد بن عيسى ال خليفة وضيفه العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز عقدا جلسة محادثات رسمية بعيد وصول العاهل السعودي الى المنامة.

وقالت الوكالة ان العاهلين "تبادلا وجهات النظر حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك" حيث "اكدا اهمية استمرار التنسيق والتشاور حول اخر التطورات والمستجدات في كافة المحافل الاقليميه والدولية".

وتابعت الوكالة ان العاهل البحريني اشاد بما يقوم به العاهل السعودي من "دور مهم في دعم القضايا العربية والاسلامية ونصرتها في مختلف المحافل واللقاءات العربية والدولية". واضافت ان العاهل البحريني "اشاد بالعلاقات الاخوية التاريخية والمميزة التي تربط البلدين وشعبيهما الشقيقين". وأقام الملك حمد مأدبة عشاء تكريمًا للملك عبدالله والوفد المرافق له.

وبدأت في المنامة مراسم حفل إستقبال العاهل السعودي، وقام عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة كما إنفردت إيلاف أمس بتسليم خادم الحرمين السيف الأجرب سيف الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود آل سعود مؤسس الدولة السعودية الثانية.

وقال عاهل البحرين في كلمة له " يسعدنا ويشرفنا بأسم الأسرة الخليفية قاطبة أن نقدم لكم السيف الملقب (بالأجرب) سيف جدكم الإمام تركي بن عبدالله آل سعود طيّب الله ثراه، والذي كان لنا شرف الإحتفاظ به مايقارب المائة وأربعين عامًا، منذ ان أرسله وحفظ كأمانة الإمام سعود بن فيصل آل سعود الى أخيه صاحب العظمة الجد الكبير الشيخ عيسى بن علي آل خليفة رحمهما الله "

وأكد الملك حمد ان "هذا السيف ظل رمزًا من رموز العائلة الواحدة والأصل الواحد والموقف الواحد على مر السنين. وقد ارتأينا بهذه المناسبة المباركة أن يكون مكانه بين اياديكم الكريمة تذكارًا لما بناه الاولون وامانة خالصة للاخوة الحقيقية والتاريخية بيننا وللتكاتف والتلاحم بين الشعبين السعودي والبحريني، وهي حقيقة يذكرها التاريخ للقائد والمؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في هذا القصر العامر حين قال لأخيه الجد صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة رحمهما الله (ان القلوب مجتمعة الى يوم الدين) ".

من جانبه قال خادم الحرمين في كلمة سامية له " ان سيف الإمام تركي مؤسس الدولة السعودية الثانية والذي تقدمونه اليوم لأخيكم بما يحمله من رمزية تاريخية بالنسبة لنا ولكم يعبّر عن مكارم الأخلاق والقيم التي حفظته وصانته وأكرمته عندما حلّ في وطنه الآخر البحرين، وشكرًا لكم ولأهلنا شعب البحرين الشقيق".

واضاف" اشكركم على مشاعركم الكريمة تجاهنا وتجاه بلدكم الشقيق المملكة العربية السعودية وشعبها وهي مشاعر لها مكانها الرحب في نفوسنا وتصونها روابط الدين والتاريخ والمصير المشترك بين بلدينا وشعبينا واليوم ايها الاخ الكريم تاتي زيارتنا هذه لا لتضيف جديدًا بل لتقول للاخر اننا وطن وشعب واحد في السراء والضراء".

كما قام عاهل البحرين بتقليد خادم الحرمين وسام عيسى بن سلمان اعلى اوسمة البحرين، وقام خادم الحرمين بتقليد الملك حمد وسام الملك عبدالعزيز، والقى نجل عاهل البحرين الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة قصيدة بهذه المناسبة وبدأت بعدها رقصة العرضة الشعبية بمشاركة سعودية بحرينية.

قصة السيف الاجرب:

وحسب موقع وكالة انباء البحرين يروى أنه بعد وصول الإمام سعود بن فيصل آل سعود يرحمه الله للبحرين سنة 1287هـ / 1870م أستقبله صاحب العظمة الشيخ عيسى بن علي آل خليفة يرحمه الله، وبعد أن مكث في البحرين غادرها في 1 شعبان 1287هـ / 27 أكتوبر 1870 إلى الرياض حسب ما تذكره الوثائق، يرافقه مئتان وخمسون رجلاً وسبعون جملاً واثنا عشر حصانًا.

وتشير التفاصيل انه بعد دخول الإمام سعود الرياض أرسل السيف الأجرب كذكرى إلى الشيخ عيسى بن علي آل خليفة يرحمه الله. وفي عهد صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة يرحمه الله سنة 1333هـ وفي البحرين تم إضافة صياغة للذهب على يد صائغ السيوف المعروف ( عبدالعزيز بن باني ) من أهل الرياض. وفي عهد صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة يرحمه الله تمت إضافة لؤلؤة واحدة إلى مقبض هذا السيف. وقد حُفظ هذا السيف قرابة المائة وأربعين عامًا منذ دخول الإمام سعود إلى الرياض إلى هذا اليوم.