مدفيديف يرسخ التقارب بين الروس والبولنديين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كراكوف: شكل حضور الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الاحد جنازة نظيره البولندي ليخ كاتشينسكي في كراكوف بالرغم من شلل حركة الملاحة الجوية في اوروبا اشارة كبيرة الى تقارب بين وارسو وموسكو منذ حادثة الطائرة الرئاسية البولندية.
وادى الالم والحزن اللذان انتابا السلطات والشعب في بولندا نتيجة الكارثة التي وقعت في 10 نيسان/ابريل في روسيا وقتل فيها الرئيس البولندي و95 شخصية اخرى، الى تراجع حدة علاقة الارتياب التاريخية بين البلدين.
وبغياب قادة على غرار الرئيس الاميركي باراك اوباما والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل بسبب الاضطرابات في النقل الجوي التي ولدتها سحابة الرماد البركاني الوافدة من ايسلندا، اصبح مدفيديف اهم قائد اجنبي يشارك في الدفن.
واعتبر مدفيديف الاحد ان التقارب بين الروس والبولنديين "ضروري"، حسب ما نقل عنه التلفزيون البولندي "تي في بي انفو".
وقال في تصريح نقله التلفزيون "المآسي قد تثير مشاعر قاسية، لكنها غالبا تقرب، واعتقد ان الامر ضروري من اجل سكان بلادنا والبولنديين".
وقليلة هي الدول التي شهدت تاريخا من المواجهة على قدر ما كان بين بولندا وروسيا: الثورة البولندية ضد القيصر عام 1863، الحرب البولندية السوفياتية عام 1920، حلف مولوتوف-ريبنتروب عام 1939 الذي نظم تقسيم بولندا، ثورة وارسو على النازيين فيما كانت القوات السوفياتية تنتظر خارج العاصمة عام 1944. اضف الى ذلك تصفية الشرطة السرية السوفياتية 22 الف ضابط بولندي في غابة كاتين عام 1940.
غير ان مقتل كاتشينسكي المأساوي نظرا الى انه كان يتجه الى حفل لاحياء ذكرى مجزرة كاتين قد يخلف اثرا في تاريخ البلدين.
واقيم حفل لذكرى ضحايا المجزرة في 7 نيسان/ابريل شارك فيه بوتين.
غير ان كاتشينسكي القومي المعروف بقله اعجابه بروسيا قرر التوجه الى المكان بعد ثلاثة ايام لتجنب تعقيدات سياسية على ما يبدو.
وكان الرئيس البولندي بالوكالة برونيسلاف كوموروفسكي اعرب الاحد عن الامل بان تساعد روسيا في القاء الضوء على هذه المجزرة لمعرفة حقيقتها كاملة.
وصرح كوموروفسكي ان "اقوال المجتمع الروسي وافعاله، واقوال الرئيس الموجود هنا في كراكوف ورئيس الوزراء الروسي وافعالهما (...) تعطينا الامل في معرفة الحقيقة كاملة قريبا حول جريمة كاتين".
وقال الرئيس الروسي "ان مأساة كاتين هي جريمة ارتكبها ستالين واعوانه العديدين" في تكرار للموقف الروسي الرسمي من هذه المسألة.
واضاف مدفيديف "من الضروري اجراء ابحاث اضافية"، الا انه حرص على القول ان "موقف الدولة الروسية من هذه المسألة معروف منذ فترة طويلة ولم يتغير".
وغداة مقتل كاتشينسكي فاجأ التلفزيون الروسي الجميع ببث فيلم اندريا واجدا "كاتين" الذي عرض عام 2007، واعتبر من المحظورات في روسيا، بالرغم من اعترافها بالذنب في مطلع التسعينات. ويبدو ان الامر بعرضه اتى من الاعلى.
وقال واجدا في النسخة الروسية من مجلة نيوزويك التي ستصدر الاثنين "فيلمي عرض على المحطة الروسية الرئيسية!" وتابع "اعلم ان ملايين الروس تمكنوا من مشاهدته. الان باتوا يعلمون الحقيقة".