أحمدي نجاد يوافق على مواقع جديدة لتخصيب اليورانيوم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
حذّر المشاركون في المؤتمر الدولي حول نزع الأسلحة الذريّة والمنعقد في طهران، من مغبة الهجوم على المواقع النوويّة الإيرانيّة، مشدّدًا على ضرورة انضمام اسرائيل الى معاهدة الحد من الانتشار النووي على ما أفاد الاحد التلفزيون الرسمي الإيراني.
طهران: وافق الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد على مواقع متعدّدة لإقامة مصانع جديدة لتخصيب اليورانيوم، بحسب ما أوردته وكالة الانباء العمالية نقلاً عن مجتبى سماره هاشمي المستشار الخاص للرئيس الايراني.
وقال هاشمي "لقد وافق الرئيس على الاماكن التي اختيرت لهذه المواقع النووية الجديدة"، وفي اشارة إلى مصانع جديدة لتخصيب اليورانيوم أعلنت ايران عن رغبتها في بنائها. واضاف ان "اعمال البناء في هذه المواقع ستبدأ عندما يصدر امر بذلك" من دون إعطاء توضيحات حول عدد المواقع الجديدة واماكنها.
وكان رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية علي اكبر صالحي قد أعلن في 22 شباط/فبراير ان ايران ستبدأ خلال السنة بناء موقعين جديدين لتخصيب اليورانيوم بعدما وافق عليهما الرئيس احمدي نجاد. وفي تشرين الثاني/نوفمبر اعلن احمدي نجاد أن ايران ستبني عشرة مصانع جديدة لتخصيب اليورانيوم ردًّا على قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي دانت فيه ايران بسبب سياستها النووية.
وحذر وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي في مؤتمر صحافي أمس من اي هجوم على إيران، مؤكدًا في آن انه لا يؤمن بهذا الاحتمال. وصرح متكي "ان الذين يفكرون في ضرب إيران يلعبون بالنار. انهم يدركون عواقب افعال كهذه". وتابع "لا نعتقد ان هجوما (سيقع). لا نعتقد انهم يملكون القدرة الميدانية لذلك". كما صرح ان إيران تؤيد نزع السلاح النووي حول العالم. وقال "انطلق قطار نزع السلاح النووي. وتعترض طريقه عقبات كثيرة لكن محركه قوي جدًّا وسيصل الى هدفه".
وأعلن متكي ان إيران ستبحث مع اعضاء مجلس الامن ال15 خلال الايام القليلة المقبلة في مسألة تبادل يورانيوم ضعيف التخصيب تملكه بوقود مخصب بنسبة 20%. وقال متكي "في الايام المقبلة سنجري مناقشات مباشرة مع 14 عضوًا في مجلس الامن وغير مباشرة مع العضو الخامس عشر (الولايات المتحدة) حول تبادل الوقود. وستتولى الامر البعثة الدبلوماسية الإيرانية في كل من تلك الدول".
واضاف متكي "ننصح اعضاء مجموعة الدول الست الكبرى باتخاذ قرارات ذكية". وكانت دول مجموعة الست باشرت محادثات بهدف فرض عقوبات اقتصادية جديدة على إيران.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد إقترحت في تشرين الاول/اكتوبر 2009 في فيينا ان تسلم إيران 70% من اليورانيوم الذي تملكه الضعيف التخصيب (3,5%) الى روسيا التي تقوم بتخصيبه حتى 20% قبل ان يتم تحويله في فرنسا الى وقود صالح للاستخدام في الابحاث الطبية في طهران.
إلا أن طهران رفضت هذا العرض وطالبت بأن يتم التبادل على اراضيها الامر الذي رفضته الدول الكبرى. وتسعى الدول الغربية بشكل خاص الى الحصول من مجلس الامن على قرار جديد بفرض عقوبات اقتصادية على إيران. ووافقت الصين وروسيا على التفاوض بشأن هذه العقوبات مع مجموعة الدول الست.
ومن بين الاعضاء غير الدائمين في مجلس الامن هناك تركيا والبرازيل ولبنان التي تتحفظ على فرض عقوبات جديدة على إيران. واضاف متكي "الله خلق كلمة تسوية في العلاقات الدولية. لقد تمت الموافقة على مبدأ التبادل (بين إيران ودول اخرى) نستطيع العمل على التفاصيل. نعتقد بأننا سنتمكن خلال اسبوعين من صياغة اتفاق". وتابع متكي "ان الذين يفكرون في مهاجمة إيران يلعبون بالنار. انهم يدركون عواقب افعال من هذا النوع". وتابع "لا نعتقد ان هجومًا (سيقع). لا نعتقد انهم يملكون القدرة الميدانية لذلك".
من جهة أخرى، أكد المشاركون في المؤتمر الدولي حول نزع الأسلحة الذرية المنعقد في طهران أن "أي هجوم على المواقع النووية المدنية ستكون له عواقب سلبية على الناس والبيئة وسيشكل انتهاكًا للقانون الدولي وشرعة الامم المتحدة"، كما افاد وزير الخارجية منوشهر متكي. ولم تستبعد الولايات المتحدة في عقيدتها النووية المعلنة مؤخرًا، الهجوم على إيران وكوريا الشمالية في حال نشوب نزاع.
وهاجم المرشد الاعلى في جمهورية إيران الاسلامية علي خامنئي الولايات المتحدة التي اعتبرها "المجرم النووي الوحيد في العالم" وذلك في رسالة تليت السبت على المؤتمر الذي يشارك فيه عشرة وزراء ونواب وزراء خارجية من بينهم ممثلون روس وصينيون في غياب الغربيين. ودعا المشاركون في هذا المؤتمر، الذي انعقد بعيد قمة الامن النووي التي عقدت مطلع الاسبوع في واشنطن، اسرائيل الى الانضمام الى معاهدة الحد من الانتشار النووي.
وشددوا على نزع الاسلحة الذرية في العالم "وخاصة في الشرق الاوسط" ودعوا "في خطوة اولى النظام الصهيوني الى الانضمام الى معاهدة الحد من الانتشار النووي ووضع منشآته النووية تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، بحسب متكي.
ولا تعترف اسرائيل رسميًّا بامتلاك السلاح النووي لكن خبراء عسكريين اجانب يعتقدون ان الدولة العبرية تملك ترسانة تتراوح بين 100 و300 راس نووي. واقترح الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد السبت انشاء "هيئة دولية مستقلة" للاشراف على نزع الاسلحة النووية والحد من الانتشار النووي طالبًا اقصاء الدول النووية وعلى راسها الولايات المتحدة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومراجعة معاهدة الحد من الانتشار النووي.
أحمدي نجاد: إيران لديها القدرة العسكرية الكافية لصد أي هجوم عليها
إلى ذلك قال الرئيس الإيراني أمس خلال عرض عسكري احتفالاً بيوم القوات المسلحة، إن بلاده لديها القوة العسكرية التي تمكنها من ردع أي هجمات، وأضاف أن قوة الجيش الإيراني التي "لا تضاهى" تضمن الاستقرار في الشرق الأوسط.
وقال أحمدي نجاد إن "القوات المسلحة الإيرانية تملك اليوم من القوة ما يردع الأعداء حتى عن مجرد التفكير في انتهاك سلامة أراضينا." وقام الجيش الإيراني بعرض عسكري أمام المنصة التي كان يقف عندها أحمدي نجاد مع ضباط الجيش. وارتدى بعضهم زيا أخضر وبعضهم زيا أبيض أو أحمر وهي ألوان العلم الإيراني بينما ارتدى بعضهم الآخر الزى القتالي.
وتم استعراض الصاروخ (شهاب 3) الذي يقول مسؤولون إيرانيون إن مداه يبلغ نحو 2000 كيلومتر ومن المحتمل أن يكون قادرًا على الوصول لإسرائيل والقواعد العسكرية الأميركية في الخليج. وحلقت طائرات هليكوبتر عاليًا وهبطت مظلات في منطقة العرض العسكري قرب قبر آية الله روح الله الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية.
ويشكك بعض الخبراء في القدرة العسكرية لإيران على ردع أي هجوم. وقال تيودور كاراسيك مدير الأبحاث في معهد الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري "الجيش الإيراني قادر على إحداث بعض الإزعاج، لكن تحقيق تفوق عسكري فعلي غير مرجح بصورة كبيرة".
وتابع أن المبدأ العسكري الإيراني يتركز على "الحرب غير المتناظرة". ونقل التلفزيون الحكومي استعراض إيران لقوتها العسكرية وسط التكبيرات محذرة المعتدين المحتملين من أن الجمهورية الإسلامية ستصد أي هجوم بقوة. كما تم استعراض صواريخ وحاملات جند مدرعة وطائرات استطلاع بلا طيار وغواصات صغيرة.