الارتباك والغضب سيدا الموقف لدى المسافرين العالقين في دبي

سادت حالة من الارتباك والتوتر لدى المسافرين العالقين في دبي بسبب إلغاء الرحلات الجوية.

دبي:تحولت عطلة البريطاني اميل ماثي في تايلاند الى كابوس بعد ان الغيت رحلة عودته الى بلاده وعلق في دبي بسبب غيمة الرماد البركاني المنبعثة من ايسلندا والتي غطت اجزاء كبيرة من القارة الاوروبية.
وقال ماثي (47 عاما) "كان يفترض ان ابدأ عملي الجديد الاثنين لكن لست متاكدا ما اذا كان باستطاعتي الحفاظ على وظيفتي الآن".

وماثي الذي يعمل بشكل تعاقدي في المجال الاجتماعي واحد من ثمانية الاف مسافر عالقين في الامارات العربية المتحدة بسبب الغاء الرحلات المتوجهة الى القارة الاوروبية. وقال ماثي الذي قدم من بانكوك على متن رحلة لطيران الامارات والغيت رحلته الى لندن الجمعة عندما كان متوفقا في دبي للترانزيت، "انه كابوس بكل معنى الكلمة".

واضاف "ان اكثر من يخيفني هو انني لا اعرف متى ساتمكن من العودة الى منزلي". ويعي ماثي شانه شان باقي المسافرين العالقين انه حتى في حال عودة الرحلات المتوجهة الى اوروبا، لن تعود الامور الى طبيعتها قبل عدة ايام بسبب تراكم الرحلات الملغاة.

والى جانب مخاوفه المهنية، اشار ماثي الى ان ابنه الذي سافر معه الى تايلاند يجب ان يلتحق بمدرسته في فرنسا الثلاثاء و"لا يبدو ان ذلك سيكون ممكنا" على حد تعبيره. واوضح المسافر البريطاني انه انفق الكثير من المال على عطلته في تايلاند وهو اقام لدى صديق في دبي في اليوم الاول من ازمته، الا انه انتقل بعد ذلك الى فندق وهو يدفع من ماله الخاص لانه على حد قوله لم يتم ابلاغه بان طيران الامارات تتكفل باقامة المسافرين العالقين.

واعلنت شركة طيران الامارات الاحد انها تنفق حوالى مليون دولار يوميا من اجل تامين الاقامة والطعام لحوالى ستة الاف مسافر عالقين في دبي. وهناك حوالى 2500 مسافر عالقين في ابوظبي كانوا مسافرين مع شركة طيران الاتحاد.

وعلى مسافري طيران الامارات العالقين الذهاب الى مطار دبي كل 24 ساعة للحصول على قسائم للاقامة في الفنادق وللطعام. ويفكر ماثي بالسفر على متن رحلة متوجهة الى روما حيث يمكن ان يكمل طريقه الى بريطانيا برا، الا ان ذلك "ليس سهلا على الاطلاق" بحسب تعبيره,

اما التركية ديفريم تونك (30 عاما) فكان عائدة من سريلانكا مع شقيقها وكان يفترض ان يصلا الى المانيا الجمعة الماضي. وقالت "لا نعرف كم سننتظر هنا في دبي خاصة انه يفترض ان نعود الى العمل". واضاع الشقيقان امتعتهما خلال السفر وحصلا على وعد بايصالها لهما الى الفندق حيث يقيمان ولكن ذلك لم يحدث. وقالت تونك "لا اريد ان اذهب الى المطار لانني لا اريد ان افقد السيطرة على اعصابي. كل موظف في مطار دبي يحيلني الى موظف آخر ولا احد يعرف شيئا".

واشارت الى انها تفكر في الانتقال "للاقامة في المطار" على ان يصلها الخبر السار وتتمكن من السفر الى المانيا باسرع وقت. من جهته، قال الاسكتلندي مايكل هيوز (45 عاما) انه كان متوجها مع زوجته الى اسكتلندا بعد ان امضيا اسبوعين في استراليا.

وقال "بعد اسبوعين في سيدني كان يفترض الا نبقى في دبي اكثر من ساعتين، الا اننا عالقان منذ يومين ويبدو ان الوضع سيستمر على ما هو عليه لاسبوع على الاقل". واضاف "اسوأ ما في الامر هو اننا لا نعرف متى سنتمكن من المغادرة".

والى جانب ركاب الترانزيت العالقين، هناك الاف الاجانب المتواجدين في دبي الذين يسعون من دون جدوى للسفر الى اوروبا. وقال الايراني جرساس مهدي (44 عاما) الذي كان يتابع تدريبا في دبي قبل ان يعود الى بلجيكا من اجل افتتاح مطعمه في الاول من ايار/مايو، انه لم يتمكن من السفر الى بروكسل منذ الجمعة.

وقال "هناك الكثير من الامور التي يجب ان اقوم بها قبل الاول من ايار/مايو". وكان يفترض ان تلتحق به زوجته مع ابنهما في بروكسل السبت الا ان رحلتهما مع الخطوط الجوية الايرانية من طهران الغيت ايضا.

ويعد مطار دبي اهم محطة للترانزيت في المنطقة سيما انه مقر شركة طيران الامارات التي تعتبر اكبر شركة طيران في المنطقة وتملك اسطولا يضم حوالى 150 طائرة. واعلنت الشركة ان خمس اسطولها متوقف عن العمل ومركون في دبي بسبب ازمة الطيران.

الاتحاد الاوروبي: قرار استئناف الرحلات الجوية مشروط بتأمين سلامة المسافرين

من جانبها اعلنت الرئاسة الاسبانية للاتحاد الاوروبي اليوم الاثنين قبل مؤتمر بالفيديو لوزراء النقل الاوروبيين، ان اي قرار حول اعادة فتح المجال الجوي الاوروبي سيكون مشروطا بتأمين "سلامة" المسافرين. وقال وزير النقل الاسباني خوسيه بلانكو للاذاعة الوطنية الاسبانية، ان "ما يهمنا هو ما يتعلق بالسلامة والوقاية". واضاف "من الضروري ان نكون حذرين ونعتمد التشدد في تصرفاتنا. وعلى المواطنين ان يدركوا اننا نعمل لضمان سلامتهم رغم ان ذلك يتسبب بمشاكل كثيرة وخسائر فادحة".

وتطرق بلانكو الى تذمر الشركات الجويةالتي تطالب باعادة فتح الطرق الجوية وتشير الى خسائر تقدر بعشرات ملايين اليورو يوميا، واقر بأن تدابير الوقاية التي ادت الى اغلاق عدد كبير من المطارات الاوروبية وصفها "البعض بأنها مبالغ فيها". لكنه قال "في اوضاع غير مرغوب فيها، لا يريد احد تحمل المسؤولية"، اذا ما وقع حادث ما.

واوضح بلانكو "سنناقش كل الدراسات التي اجرتها شركات جوية على رحلات تجريبية" في نهاية الاسبوع. وقال "سنجري تحليلا عن كيف يتطور تجمع الرماد البركاني العالق وكثافته".وذكر ان "كل ذلك سيكون اساسا لاتخاذ قرار في اطار مجلس وزراء الاتحاد الاوروبي الذي ستقدم الرئاسة الاسبانية اقتراحا خلاله".

واضاف "لا نستطيع اثارة آمال زائفة او مخاوف زائفة وما زلنا لا نعرف كم سيستمر هذا الوضع". من جهة ثانية، اعلنت المفوضية الاوروبية الاثنين، ان الاتحاد الاوروبي مستعد للسماح لدول الاتحاد بتقديم مساعدة مالية الى الشركات الجوية التي تضررت جراء مرور سحابة الرماد البركاني.

وقال مفوض المنافسة جواكين الومينا، ان الدرك الاوروبي للمنافسة "مستعد لمناقشة تدبير شبيه بالتدبير الذي اتخذناه بعد اعتداءات ايلول/سبتمبر 2001" في الولايات المتحدة، والذي اتاح للشركات تلقي مساعدات في "ظروف استثنائية".

واضاف الومينا في مؤتمر صحافي عقده في بروكسل "على الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي ان تشدد على ضرورة المساعدة" وتتأكد من انها لن تشكل دعما زائدا بالنسبة الى الشركات المنافسة. اوضحت المتحدثة باسمه ان منح هذه المساعدات الرسمية الاستثنائية وارد في البند 107 من المعاهدة الاوروبية "الذي يتيح للدول التعويض عن الاضرار المرتبطة بالكوارث الطبيعية والناجمة عن احداث مأساوية".

وقالت اميليا توريس "في هذه الحالة، يتعين على الدول تقديم تعويض للشركات"، موضحة ان المفوضية مستعدة "لتوضيح" هذا النص لتمكين الحكومات من استخدامه لمواجهة الاضرار الناجمة عن مرور سحابة الرماد البركاني.