أخبار

لبنان بعد الحفل السوري في بيروت غير ما قبله !

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

شهد الحفل الذي أقامته السفارة السورية في بيروت الكثير من المفآجات، المفاجأة الأولى تمثلت بحضور من كانوا يجاهرون بعدائهم لسوريا ويستبعدون ذهابهم إليها وفي طليعتهم "القوات اللبنانية"، وجاء الحفل تتويجًا لإقامة العلاقات الديبلوماسية بين دمشق وبيروت.

بيروت:كما كان متوقعاً شهد مجمع "البيال" الفسيح وسط بيروت أضخم حشد لبناني في تاريخ الحفلات المماثلة التي تقيمها السفارت ضم عدداً من كبار المسؤولين في الدولة الى جانب وزراء ونواب وشخصيات سياسية ودينية واقتصادية واجتماعية وفنية ورجال فكر واعلام كلهم جاؤوا تلبية لدعوة السفير السوري علي عبد الكريم لمشاركته الاحتفال بالعيد الوطني لبلاده وقد غصت بهم قاعة الحفل الرحبة وخارجها امتدادًا الى المداخل حيث ازدحمت السيارات قاطعة الطريق على المدعوين الذين آثر العشرات منهم التوجه الى الاحتفال سيرًا على الاقدام .

مفاجآت متعددة طبعت هذا الحفل الذي وصف بـ"التاريخي" كونه الأول الذي يقام على الأرض اللبنانية بدعوة سورية رسمية وقد جاء تتويجًا لإقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين وتعبيرًا عن رغبة الجانبين في فتح صفحة جديدة بعد سنوات التوتر الجفاء التي باعدت بين الدولتين وكادت ان تنسف ما صنعه التاريخ والجغرافيا من أواصر قربى ومصالح مشتركة .

المفاجأة الأولى تمثلت بحضور من كانوا يجاهرون بعدائهم لسوريا ويستبعدون ذهابهم اليها وفي طليعتهم "القوات اللبنانية" التي تمثلت بوزير العدل ابراهيم نجار ونائب رئيس الهيئة التنفيذية لهذه القوات النائب جورج عدوان ، فيما وفد حزب الكتائب الذي يضم المؤسف من النائبين سامر سعادة وفادي الهبر ونائب رئيس الحزب شاكر عون ومستشار الرئيس أمين الجميل الزميل سجعان قزي سبقهما في الحضور علمًا ان الرئيس الجميل عاتب على السفير السوري لعدم قيامه بزيارة بروتوكولية له على حد قوله، لكنه آثر المشاركة في الحفل كدليل على الانفتاح وتماشيًا مع خط سير الحكومة في طي صفحة الماضي .

واذا كان ظهور رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط برفقة زوجته السيدة نورا لم يعد يشكل مفاجأة للمراقبين بعد الزيارتين اللتين قام بهما الى دمشق في اقل من شهر ، فإن وجود العضو في كتلته النائب مروان حمادة اعتبر اكثر من مفاجأة فيما ذهب بعض وسائل الاعلام الى وصفه بـ"نجم الحفل"باعتبار ان الأخير ما فتئ وحتى قبل ايام قليلة من موعد الحفل يوجه الانتقادات الى النظام السوري ، لكن ثمة من رأى في مجيء حمادة تعبيرًا عما في نفس هذا "الشهيد الحي" من روح وطنية وعروبية صافية أفصح عنها في حواره السريع مع الأمين القطري لحزب البعث الوزير السابق فايز شكر الذي بادره متسائلاً "ما الذي تفعله هنا" ، فأجابه على الفور "انا هنا دائماً . الا تذكر عملي في جبهة الخلاص وتشاركنا في حكومة واحدة وعملي من اجل الاتفاق الثلاثي" . كما قال حمادة في تصريح آخر قبل مغادرته الحفل ان "وجوده هنا يأتي تلبية لدعوة سورية عزيزة على قلبي لمناسبة مشتركة بين البلدين . واننا نلبي دعوات سفارات عربية كثيرة فالأحرى ان نلبي دعوة سوريا" . والى جانب حمادة لفت حضور النائب في كتلة جنبلاط انطوان السعد الذي لطالما هاجم سوريا في تصريحاته ومواقفه السياسية . أما وفد تيار المستقبل وممثلون للرئيس فؤاد السنيورة فقد ضم في عداده النائب أحمد فتفت المحسوب من فريق "الصقور" خصوصًا عندما كان يتعلق الأمر في "الهجوم" على سوريا قبل زيارة الحريري دمشق ولقائه الرئيس بشار الأسد.

وخلافًا لما ذكره النائب في كتلة "لبنان اولاً" عقاب صقر والقريب من الرئيس سعد الحريري من انه يتلق دعوة لحضور الحفل تبين من مصادر السفارة السورية ان الدعوة ارسلت اليه لكنه آثر عدم قول الحقيقة لغاية في نفسه .

وكما توقعت "إيلاف" في تقرير نشرته قبل عشرة أيام فقد حضر رئيس البرلمان نبيه بري حفل السفارة السورية كما يفعل عادة في مثل هذه المناسبات مع حفل سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية وقد وقف في مقدم الحضور يستمع الى كلمة السفير علي عبد الكريم المعبرة والمتقنة والتي ترسم ملامح المرحلة المقبلة في العلاقات اللبنانية السورية خصوصًا لجهة قوله بأن "الموقع الجغرافي للبلدين يجعلهما هدفًا لكل أصناف الطامعين والمستعمرين والغزاة والباحثين عن الهيمنة. واحتفالنا اليوم يرمز الى واحد من شواهد تملأ تاريخنا وتؤكد تشبث شعبنا بأرضه وكرامته" . وكذلك تأكيده مخاطبًا اللبنانيين على "اننا في قارب واحد يوحد بيننا الدم والمصير . يد سوريا ممدودة وقلبها مفتوح لأشقائها ترحب بالنقد المسؤول وتمارسه على نفسها لكنها ترفض المساومة على الكرامة والحقوق وتتمسك بثوابتها التي تجد فيها خشبة الخلاص وبوابة النصر" .

وفيما كان المشهد في بيروت الجامع لفريقي 14 و 8 آذار تحت القبة السورية هذه المرة وهنا المفارقة ، كانت اخبار زيارة الوفد الاداري اللبناني الى دمشق اكثر من مشجعة حيث وصفها رئيس الوفد الوزير جان اوغاسبيان بـ "الناجحة جداً" لافتاً الى "ان الدولة السورية ابدت اهتمامًا كبيرًا وانفتاحًا كاملاً على كل الاقتراحات التي قدمها الوفد اللبناني وحرصًا على التعاون البناء" .

ومن روما وبالتزامن مع حفل "البيال" والزيارة اللبنانية الى سوريا ، سُمِع صوت رئيس الحكومة سعد الحريري جليًا وقاطعًا في ما يخص الادعاءات الاميركية والاسرائيلية عن تزويد سوريا لحزب الله بصواريخ "سكود" إذ قال "ان هذه التهديدات والتهويلات بأن لبنان يمتلك صواريخ ضخمة يشبه ما كانوا يقولونه عن وجود اسلحة دمار شامل في العراق وهي اسلحة لم يجدوها وما زالوا يبحثون عنها ويحاولون تكرار السيناريو نفسه في لبنان" .

كلام الحريري هذا نزل بردًا وسلامًا على قلوب اللبنانيين خصوصاً المتمسكين منهم بسلاح المقاومة . وإذا ما اضيف اليه ما جرى في دمشق امس ومفاجآت "البيال" ايضاً لأمكن القول ان لبنان ما بعد حفل السفارة السورية الأول فيه هو غير ما قبله بالتأكيد...

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ثوابت لبنانية
لبناني حر سيد مستقل -

يبقى شعارنا في لبنان اللي ;بيتجوز امي بئلو عمي مين ماكان يكون و بلا ارز و بلا ثورتو خلينا نعملها ثورة على كيفك. و منشان الحئيئة بكرا منعتذر كلنا بعد ما بيطلع انو المرحوم مات نتيجة عملية انتحارية ناجحة نفذها بارادته الحرة ضد باسم فليحان. و غازي كنعان زعل من المرحوم لانو نفذ العملية لوحدو قام انتحر هوي و جبران تويني لان ماعطوه السبق الصحفي و يا دار ما دخلك شرر...

مرتزقة
خالد -

بدون اسف .... جميع السياسيين اللبنانيين هم مجموعة من المرتزقة ...

عبقرية الدبلوماسية
بسيم -

أنحني وبكل احترام أمام عبقرية الدبلوماسية السورية والتي أثبتت نجاحها المطلق وعلى كل الأصعدة المحلية والعربية والعالمية. وهذا قد بدأ منذ تولي المرحوم حافظ الأسد دفة القيادة في سورية والتي حولها إلى بلد ذات سيادة مستقر ويحاول أن يبني مكاناً تحت الشمس. عمار يا سوريا عمار. تحية من مواطن عربي معجب بالرئيس السوري.

دهاء يا عمي دهاء
شامي علماني -

من يوم يومها تطبخ سوريا على نار هادئة, والصبر مفتاحها و هي تعرف اهدافها و لم تنح عن طريقها يوما..وتخطت بأحدي الايام التهديد التركي و حقبة جورج دبليو بوش و شارون سويا..والكشحة من لبنان أخذتها بابتسامة على شفتيها...لا ننسى وهذا مهم للقارئ الصغير بالعمر ان تلك السياسة أسسها و بناها الثنائي العبقري حافظ الاسد و عبد الحليم خدام.

الهدف والمصير
ابو رشاد الدمشقي -

مايجمعنا اكثر بكثير مما يفرقنا فهدفنا واحد وعدونا واحد وبالتالي مصيرنا واحد

حكمة السياسة السورية
لبناني -

أشاركك الرئي.