عطارون شباب يزاحمون الشيوخ في أسواق العطارة بغزة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
غزة: في سوق يحمل اسم العطارين جنوب قطاع غزة, يوجد محل عبدا لله وادي الذي ورثه عن والده, وعلى الرغم من أن وادي اسمه محمد إلا أن المحل اخذ شهرته من أبيه " عبد الله"، وبقي يحتفظ باسمه وبزبائنه منذ قرابة 50 عامًا.
ويعتبر وادي آخر العطارين القدامى بالمنطقة، وقد أصبح محاطًا بجيل شاب من العطارين أصبحوا يزاحمونه العمل في العطارة بعد أن ورثوا المهنة عن الآباء والأجداد ، بهدوء وحنكة المتمرس في عمل العطارة قال وادي: "ورثت هذا المحل عن والدي منذ أكثر من أربعين عامًا، وعلى الرغم من دراستي للمساحة فإنني لم اعمل بشهادتي الجامعية وورثت مهنة والدي وجدي.
ويشير وادي وكثير من العطارين إلى أن أكثر الزبائن من النساء اللواتي يبحثن عن وصفات للجمال أو لتخسيس الوزن ، ولا ضير إن وجدوا لديه وصفة لطرد الهم والغم، وما أكثره في غزة !!
وتسأل الحاجة فاطمة في الأربعينات من عمرها عن "حجر الغل"، وحين سألناها عن استخدامه، قالت :" نصحته لي إحدى جاراتي بأنه يطرد الهم والغم ، مشيرة أن لديها مشكلة نفسية وتشعر بضيق وشبه اختناق ، ومهمة تبحث عنه بين العطارين ، وينفي وادي وجوده في محله وأيضا يقول لها :" لا صحة لنصائح جارتك كله خرافات، ويرسم ابتسامة هادئة كملامحه ويكمل :" يعتقد بعضهم أن لدى العطار وصفات سحرية لكل شيء ، ولكننا نملك وصفات لأشياء ظاهرة ومعروفة ، وهنالك ما لا استطيع أن اخدع به زبائني مثل وصفات لجلب الرزق أو ذهاب الهم والغم! فهذه خرافات تدخل في باب الشعوذة .
و لا ينكر وادي أن هنالك من يأتون لشراء بعض الأنواع من العطارة التي قد تستخدم في صنع السحر أو التخلص منه ولكنه يضيف:" لا استطيع أن اجزم بذلك ، لست إلا بائعًا لمواد خام ".
وعن أكثر ما تعلمه وادي خلال عمله في العطارة يقول " تعلمت الصبر الكثير " ، وبذات الوقت لا يخشى من مزاحمة الجيل الشاب لعمل العطارة فهي وحسب رأيه "سوق مفتوح لمن يرغب في العمل،أضف إلى الخبرة والقدرة على خدمة الزبون. ويضيف محتفظًا بهدوئه:" كنت شابًا مثلهم عندما بدأت العمل عطارًا" .
على بعد أمتار من محل وادي يوجد محلات عطارة يقوم عليها الشباب دفعتهم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها القطاع إلى العمل في مهنة الآباء والأجداد على الرغم من عدم رغبة بعضهم، فـ ياسر الفرا 27 عامًا دفعته ظروف الحياة المعيشية إلى العمل في مهنة والده التي كان يرفضها من قبل، و يقول: "لم أكن أحب العمل في العطارة وكنت مضطرًا لذلك بسبب تعسر أوضاعنا المعيشية و لمساعدة والدي ، ويكمل الفرا:" بدأت اشعر بأهمية عملي، وانخرطت فيه واليوم أدير العمل في محل العطارة الذي ورثته عن والدي، وبالطريقة نفسها بدأ شقيقه رامي العمل ، حيث تخرج من قسم الإرشاد التربوي بإحدى جامعات غزة ، وعلى الرغم من بحثه الدؤوب عن وظيفة فلم يجدها، ولا يزال غير مقتنع بالعمل في مجال العطارة ويرفض أن تصبح هذه مهنته الأبدية، بل لا يتوقع رامي أن يدفع بأبنائه مستقبلاً لخوض غمار هذه التجربة ، ويستدرك قائلا: " أنا لا اقلل من قيمة عمل العطارين،
وصف الفرا الإقبال على العطارة بالكبير خاصة في ظروف المواطنين الصعبة وعودتهم إلى طب الأعشاب لعدم ثقتهم بنجاعة الطب في بلادهم ،ضيفا أن غالبية زبائنهم من النساء ممن يبحثن عن تخسيس الوزن وتجميل البشرة وأيضًا من المعالجين بالطب البديل لأنها على حد قوله " إذا لم تنفع لا تضر " في إشارة إلى أن مخاطر استخدامها اقل من الأدوية الصناعية مثلاً.
أما جهاد جمعة فورث العمل كعطار أيضا عن والده وجده الشيخ جميل جمعة، الذي كان من اشهر العطارين في المنطقة الجنوبية منتصف القرن الماضي.
ويعتبر جمعه الطالب الجامعي أن العطارة أكسبته الكثير من الخبرة وعرفته على أسرار الحياة والمجتمع، مؤكدًا أنه لن يترك العطارة حتى لو عمل مستقبلاً في مجال دراسته، وقال: "سأحاول التوفيق بينهما. ويأمل جمعة أن يسافر إلى بلاد الهند ليتعلم فنون وأسرار العطارة من منابعها الأصلية، إلا أن الحصار وإغلاق المعابر حالا دون تحقيق ذلك.
وبحسب رامي وجهاد فأن العطارة لها مواسم ، ففي عيد الأضحى يكثر الإقبال على بهارات اللحوم وفي عيد الفطر تفوح روائح أدوات الكعك في كل محل عطاره، ناهيك عن السماق الذي تشتهر به الكثير من العائلات في موسم الأعياد والأفراح .
ولا يخفي رامي أنهم كانوا يبيعون البخور وأدوات أصبح مؤكدا لديهم أنها محرمة شرعًا وتستخدم في الدجل والشعوذة الأمر الذي جعلهم يبتعدون عن بيعها والاتجار بها،
في حين عمل الشاب احمد القصاص 29 عامًا في العطارة منذ ان كان طفلا في عمر 9 سنوات ، اذ دفعته الظروف الاقتصادية الصعبة لإعالة اسرته لعدم مقدرة والده الكفيف على العمل،معتبرًا ان اتقان العمل في العطارة يحتاج إلى حب المهنة ، ولفت القصاص الى شدة الاقبال على محلات العطارة من قبل كافة المواطنين لعدم ثقتهم في الطب الحديث ، موضحًا انه يتابع باستمرار آخر المستجدات العالمية في مجال العطارة ، واوضح القصاص ان أكثر المرتادين علىمحله هم من النساء والشباب للبحث عن علاج حب الشباب وتخسيس الوزن ، لافتًا الى ارتفاع اسعار المواد الخام بسبب الحصار وانقطاع بعض انواع العطارة.
التعليقات
nero
nero -ارتفاع معدلات البطالة في القطاع وانعدام فرص العمل، المدرس لا يتحمل مسؤليه لكن كل منهم هو الذى يجوع و يتشرد من هنا يجب رقابه دوليه المدرس يذيع الدرس مره و اثنين و ثلاثه و لا يسأل و لا يحتك بالطلاب و لا يعيد كتاب المناهج ما يريد كتابته ينزل مطبوع لان ليس من المعقول الطالب يضيع السنه فى كتاب المناهج كلها و الان فى تقدم طباعه كتب ملونه و ايضا كله ينزل فى الكتاب و لا يلعب الموظف هذا مع التلميذ لان التفوق ليس تفوق لكن عادى هذا النجاح ان تمكن من الاستماع للمدرس اما اليوم المدرس مثل الجاره الجاهله