"سكود" يوصل الشرق الأوسط إلى حافة الحرب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أدى الحديث عن إستلام حزب الله صورايخ سكود من سوريا إلى جولات مكوكيّة بين سوريا ومصر ولبنان وأميركا خوفًا من تحضيرات جديدة لحرب تهز المنطقة.
عواصم: سافر الرئيس السوري بشار الأسد على جناح السرعة إلى مصر لمناقشة خطر اندلاع حرب بين سوريا وإسرائيل بعدما توعدت إسرائيل بضرب سوريا إذا لم تكف عن توريد أسلحة، وبالأخص صواريخ بعيدة المدى من طراز "سكود"، إلى حزب الله اللبناني.
وذكرت مصادر إعلامية أن سوريا سلمت حزب الله عددا من صواريخ "سكود"، وهي الصواريخ التي تستطيع الوصول إلى كل أنحاء إسرائيل. وتعليقا على هذه الأخبار قال روبرت غيبس، المتحدث باسم البيت الأبيض الأميركي، إنها تُقلق الإدارة الأميركية، وأكد حرص الإدارة الأميركية على المحافظة على أمن إسرائيل.
ولم يوجه البيت الأبيض اتهامات سافرة إلى دمشق. وقال أحدهم إن الولايات المتحدة ليست واثقة من أن سوريا سلمت حزب الله صواريخ "سكود" بالفعل. وقال مكتب الرئيس السوري إن أخبارا من هذا القبيل مختلقة. وفند لبنان أيضا الاتهامات الزاعمة أن حزب الله حصل على صواريخ "سكود". وناشد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري العالم عدم الإسراع باتخاذ قرارات تستند إلى معلومات غير مؤكدة.
بيد أن مصادر مجهولة الهوية أخبرت وسائل الإعلام أن مقاتلي حزب الله استلموا مؤخرا شحنة من صواريخ "سكود" وصلت عبر سوريا، لافتة إلى أنهم استلموا صواريخ قديمة تم سحبها من الخدمة في الجيش اليمني.
وقالت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية إنه لم يتسن التأكد من صحة المعلومات التي أوردتها هذه المصادر، وأشارت إلى أن صاروخ "سكود" ليس إبرة بل إنه شيء كبير يبلغ ارتفاعه 12 مترا، ولا يمكن أن يفلت شيء كهذا من مراقبة الأقمار الصناعية الأميركية وطائرات التجسس الإسرائيلية فيما لو سار على طريق يربط سوريا بلبنان.
وذكرت الصحيفة أن مصر أصبحت أول مَن استخدم صواريخ "سكود" ضد إسرائيل في عام 1973. وقال مسؤولون أميركيونان الشكوك تتزايد داخل أجهزة المخابرات والدفاع الاميركية بشأن مزاعم نقل صواريخ سكود البعيدة المدى من سوريا الى جماعة حزب الله في لبنان.
وأضاف المسؤولون الذين طلبوا الا تنشر اسماؤهم ان واشنطن تعتقد ان السوريين سعوا لنقل صواريخ سكود المطورة الى حزب الله ولكن وكالات المخابرات الاميركية لم تستطع تأكيد المزاعم الاسرائيلية بان الصواريخ قد نقلت بالفعل.
وبينما تشك واشنطن في ان عملية نقل ربما تكون قد تمت داخل الاراضي السورية بشكل ما الا أن اثنين من المسؤولين الاميركيين قالا انه لا توجد "مؤشرات" على أن أيا من صواريخ سكود المزعومة قد نقلت عبر الحدود الى لبنان وهي خطوة قد تزيد بشدة خطر الصراع. وقال احد المسؤولين "لا نعتقد ان (صواريخ) سكود من أي نوع أو حجم قد نقلت الى لبنان."
وأضاف المسؤول "السوريون لا يعرف عنهم دائما اجراء الحسابات السياسية الصحيحة. ولكن في هذه الحالة هم يدركون بكل تأكيد ان نقل هذا النوع من الاسلحة الى حزب الله .. وخاصة الى حزب الله في لبنان.. يمكن أن يؤدي الى تداعيات خطيرة."
وفي تقرير الى الكونغرس اذيع هذا الاسبوع قال البنتاجون ان ايران ساعدت حزب الله في تعزيز ترسانته لتتجاوز مستويات 2006 وذلك على الرغم من الجهود التي تدعمها الامم المتحدة لتقييد شحنات الاسلحة الى الجماعة. وقال التقرير انه بالاضافة الى الاسلحة فان ايران تقدم نحو 100 مليون دولار الى 200 مليون سنويا تمويلا لمساندة حزب الله.
وتخشى واشنطن أن يؤدي نقل مثل هذه الاسلحة لزيادة احتمال نشوب حرب دموية أخرى بين اسرائيل وحزب الله. وكانت اخر حرب بينهما عام 2006 قد كلفت لبنان خسائر جسيمة في الارواح. وأطلق الحزب على اسرائيل عددا كبيرا من الصواريخ التي يتراوح مداها بين 32 و 96 كيلومترا مما أجبرها على اجلاء السكان من مساحات كبيرة من المناطق الشمالية.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الاسبوع الماضي ان النقل المزعوم من سوريا تضمن صواريخ سكود يعتقد ان مداها يصل الى أكثر من 700 كيلومتر مما يضع القدس وتل أبيب والمواقع النووية الاسرائيلية في مرمى نيرانها.
وأبدى مسؤولون أميركيون ثقتهم في انه لو جرت أي عملية لنقل صواريخ سكود عبر الحدود السورية اللبنانية لكانت قد رصدت. وقال المسؤولون ان هذه الصواريخ الضخمة لا يمكن تفكيكها الى قطع صغيرة لتسهيل نقلها. وكان الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس اتهم سوريا الاسبوع الماضي بنقل صواريخ سكود الى حزب الله. ونفت سوريا ذلك وقالت ان اسرائيل ربما تكون تستخدم هذه الاتهامات ذريعة لتوجيه ضربة عسكرية.