أخبار

واشنطن تجدد رغبتها بتحقيق سلام حقيقي وأمل باستئناف المحادثات

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

القدس: أعرب وزير الدفاع الاسرائيلي أيهود باراك الجمعة عن أمله في استئناف المباحثات مع الفلسطينيين "خلال أسبوعين" في اليوم الاول من مهمة المبعوث الاميركي الخاص للشرق الاوسط جورج ميتشل الذي يسعى الى إقناع الجانبين باستئناف هذه المفاوضات المجمدة منذ نهاية 2008.

وقد التقى ميتشل اليوم كبار القادة الاسرائيليين ومن بينهم باراك قبل توجهه مساء الى رام الله في الضفة الغربية للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وعقب لقاء مع ميتشل في تل ابيب، قال باراك في حديث للتلفزيون الاسرائيلي "لدي انطباع بان هناك جهودا مكثفة تبذل من اجل اطلاق (المباحثات)".

وأضاف "اتصور وآمل كثيرا ان تجرى مباحثات غير مباشرة ربما خلال اسبوعين". وأوضح الوزير الاسرائيلي انه اتفق مع ميتشل على الالتقاء من جديد الاسبوع المقبل في الولايات المتحدة. وقبل ذلك ورغم الفتور الذي شاب مؤخرا العلاقات بين واشنطن واسرائيل، أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لميتشل استعداده للعمل مع الرئيس الاميركي باراك أوباما "لدفع عملية السلام".

وقال نتانياهو لميتشل في بداية اجتماع بينهما في القدس "نحن جادون بهذا الشأن. ونعلم أنكم جادون بشأنه كذلك. ونأمل في ان يستجيب الفلسطينيون". وأكد "يجب ان ندفع هذه العملية الى الامام".

وفي بيان مقتضب عقب المحادثات، قال مكتب نتانياهو ان الاجتماع بين المسؤولين "كان جيدا وتناول إحياء عملية السلام" التي توقفت في اواخر 2008 بسبب الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة، مشيرا الى انهما سيلتقيان مجددا الاحد. كما ابدى الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز من جانبه تفاؤله بشأن فرص إحياء عملية السلام المجمدة منذ نهاية 2008. وقال ان "حضوركم هذه المرة هو ضوء اخضر لاستمرار" المباحثات.

وعلى الاثر توجه ميتشل الى رام الله في الضفة الغربية حيث شدد قبل محادثاته مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على ان الادارة الاميركية تريد تحقيق السلام الشامل في وقت قريب وليس "في مستقبل بعيد وغامض".وفي بيان تلاه للصحافيين لدى وصوله الى مقر الرئاسة الفلسطينية للقاء عباس، أكد المبعوث الاميركي "ان السلام الشامل في منطقة الشرق الاوسط يجب ان لا يكون مجرد حلم بل يجب ان يكون حقيقة"، حسب النسخة المترجمة الى العربية التي وزعها مكتب الرئاسة الفلسطينية.

واثر الاجتماع، قال بدوره كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات "كان الحوار ايجابيا واتفق ان نلتقي ميتشل قبل مغادرته المنطقة مرة ثانية لاستكمال النقاش وستتواصل اللقاءات مع ديفيد هيل مساعد ميتشل بشكل يومي للرد على استفساراتنا حول وقف الاستيطان من أجل بدء المفاوضات غير المباشرة "

وأوضح عريقات ان عباس أكد لميتشل انه معني جدا بنجاح الجهود الاميركية وجهود الرئيس أوباما لكن الذي يعطل هو ممارسات الحكومة الاسرائيلية الاستيطانية ". وكشف عريقات ان لجنة المتابعة العربية "ابلغتنا انها ستعقد اجتماعا يوم الاول من ايار القادم لمناقشة افكار ميتشل الذي سيعود بدوره الى المنطقة بعد اجتماعات لجنة المتابعة العربية لمواصلة جهوده الرامية إلى تهيئة الاجواء لبدء المفاوضات".

غير ان الخارجية الاميركية لم تتوقع تحقيق اختراقات خلال زيارة ميتشل وقال المتحدث باسمها فيليب كراولي متوجها الى الصحافيين ان "الهدف الفوري هو حمل الاسرائيليين والفلسطينيين على اجراء حوار غير مباشر يمكنهم من خلاله مناقشة جوهر الامور ونأمل في ان نتمكن من الاعلان عن ذلك في مستقبل قريب"، لكنه أضاف "اشك في ان يحدث ذلك في نهاية هذا الاسبوع".

من جانبها، أوضحت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التي تزور حاليا استونيا، ان ميتشل يسعى الى فتح الطريق لاستئناف المفاوضات بشأن القضايا الاساسية مثل حدود الدولة الفلسطينية المقبلة، الا ان واشنطن لا تستطيع فرض الحل.

الا انه أكد ان قرار المشاركة في اي مفاوضات "سيكون قرارا عربيا وفلسطينيا بالتشاور". وانتقد ابو ردينة تصريحات نتانياهو التي أكد فيها ان اسرائيل ستواصل التوسع الاستيطاني في القدس والاراضي الفلسطينية. وقال ان تصريحات نتانياهو تؤكد ان "حكومة نتانياهو تضع العراقيل امام اية مفاوضات مباشرة او غير مباشرة".

والشهر الماضي، تمكن ميتشل الذي يزور المنطقة باستمرار، من اقناع الفلسطينيين باجراء محادثات غير مباشرة مع الاسرائيليين. الا ان جهوده انهارت بعد ان اعلنت اسرائيل عزمها بناء 1600 وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية. وجاء الاعلان الاسرائيلي اثناء زيارة نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الى القدس لدعم محادثات السلام، ما اثار غضب واشنطن وادى الى فتور في العلاقات بين البلدين.

وجدد نتانياهو الخميس معارضته لاي تجميد للاستيطان في القدس الشرقية. وقال للقناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي "لن يكون هناك تجميد (للبناء) في القدس والكل يعرف ذلك". واحتلت اسرائيل القدس الشرقية وضمتها العام 1967 وتعتبر القدس "عاصمتها الابدية الموحدة" فيما يرغب الفلسطينيون في ان تكون القدس الشرقية عاصمة دولتهم المستقبلية.

وتعتبر مسألتا المستوطنات والقدس اكثر الملفات الشائكة التي تحول دون التوصل الى حل للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني. ويعتبر المجتمع الدولي كافة المستوطنات اليهودية في الاراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، غير شرعية.

وانهارت محادثات السلام التي تم إحياؤها في اواخر 2007، مرة اخرى بعد ان شنت اسرائيل هجوما مدمرا على قطاع غزة في كانون الاول/ديسمبر 2008. واصر الفلسطينيون على انهم لن يعودوا الى طاولة المفاوضات الا اذا جمدت اسرائيل كافة نشاطاتها الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية. وفي تشرين الثاني/نوفمبر، اعلنت حكومة نتانياهو وقفا موقتا لمدة 10 اشهر في بناء المستوطنات في الضفة الغربية باستثناء القدس الشرقية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف