صحافة المحافظين تسلّط الضوء على «نعيم» كليغ
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تواصل صحافة المحافظين حربها على نِك كليغ زعيم الليبراليين الديمقراطيين وكشفت انه لا ياتي من عائلة فقيرة.
لندن: طبيعي أن تنبش الصحف البريطانية، وجميعها ذو ميول سياسية معلنة، في سير المشاهير سواء في مجالات الفن أو الرياضة أو السياسة أو غيرها. وبما أن زعيم الليبراليين الديمقراطيين، نِك كليغ، هو نجم هذا الموسم الانتخابي بسبب صعوده الصاروخي بحزبه ليقف كتفا لكتف مع العملاقين التقليديين، صار من الطبيعي أن يسلط عليه القدر الأكبر من الضوء الإعلامي. ومن الطبيعي أيضا أن يكون هذا الضوء بغرض البحث عن سلبياته خاصة من جانب الصحف التي ترى فيه خصما سياسيا.
ومن هذه الصحف، التابلويد الشعبية "ديلي ميل" الموالية للمحافظين والتي اتهمت زعيم الليبراليين قبل يومين بالخيانة الوطنية. فقد أوردت أنه قال في العام 2002 إن البريطانيين "يخفون أنهم أسوأ سجلا من الألمان خلال الحرب العالمية الثانية"، وإنهم "يعانون من إحساس زائف بالعظمة، ولا يعجبهم أن الألمان نهضوا من رماد الحرب ليصبحوا أمة أكثر ازدهارا منّا".
والسبت أوردت الصحيفة أن كليغ، "الساعي لتوزيع الثروة بالعدل ولإنصاف الفقراء بإزاء الأثرياء عبر ضرائبه المزمعة على هؤلاء الأخيرين"، ولد هو نفسه بملعقة من الفضة في فمه. ووضعت تحت المجهر قوله في تجمع طلّابي إنه الوحيد وسط زعماء الأحزاب الثلاثة الكبيرة الذي يأتي من مدينة في شمال انكلترا "الفقير نسبيا" مقارنة بمدن جنوبها مثل لندن. ويذكر أن دائرة الزعيم الليبرالي توجد بمدينة شيفيلد الشمالية.
وتقول "ميل" إن واقع الأمر هو أن كليغ ولد ونشأ في بكنغهامشاير، وهي إحدى المقاطعات التسع المحيطة بلندن وتشترك جميعها في أن أجزاء منها تشكل "لندن الكبرى". لكنها تمضي الى أبعد من ذلك لتقول إن خلفيته الأسرية الاجتماعية لا تمت للفقر بصلة.
وتشير الى أن والديه يملكان قلعة ريفية صغيرة مؤلفة من عشر غرف للنوم شيدت على تلة تطل على قرية كوراك بجنوب غرب فرنسا. وتقول إن الطريق الى هذا الصرح المنيف محفوف على جانبيه بأشجار الحَوْر ويقود الى بوابتين حديديتين تفتحان على هذا القصر الريفي بمباهجه التي تشمل حمام سباحة مكشوفا وأربعة كراجات للسيارات إضافة الى مباني أخرى لمختلف الاستخدامات. وأضافت أن هذه الدار، لو كانت في انكلترا، لوقعت في فئة الدور التي تستوجب أعلى الضرائب المقترحة من جانب الليبراليين على العقارات السكنية التي تتجاوز قيمتها مليوني جنيه (3.1 مليون دولار).
ومضت الصحيفة تقول متهكمة إن كليغ، ولا شك، فكّر في ابتداع هذه الضريبة عندما كان نزيلا بتلك القلعة يستمتع بمياه حمام سباحتها الدافئة أو يتنزه في حدائقها الغنّاء ويملأ ناظريه بجمال أشجارها وأنفه بروائح أزهارها وأذنيه بخرير مياهها. ونقلت عن "جار" له قوله: "نك كليغ وأفراد أسرته يمضون عطلاتهم وجزءا لا بأس به من الوقت في هذا القصر، ويبدون سعداء للغاية بوجودهم فيها". وتنتهز "ميل" الفرصة للإشارة الى أن زوجة الزعيم الليبرالي الاسبانية، ميريام غونثاليث دورانيتث، نفسها محامية ذائعة الصيت وثريّة تحسب دخلها الشهري بستة أرقام ومن أسرة مرموقة في موطنها، وعليه فهي لم تذق طعم الفقر في حياتها.
وتمضي الصحيفة قائلة إن القلعة الفرنسية مستقر كليغ الصيفي وحسب. أما خلال فصل الشتاء، فبوسعه اصطحاب أفراد اسرته في عطلة تزلج على الجليد في جبال الألب السويسرية حيث شاليه والديه المؤلف من 20 غرفة. ولدى عودته الى العاصمة البريطانية فهو يرجع أيضا الى منزله الذي يقتنيه في حي باتني الفاخر بجنوب غرب المدينة والبالغ سعره 1.5 مليون جنيه (2.32 مليون دولار).
هذا، كما تقول الصحيفة، هو نِك كليغ الحقيقي.. الزعيم الفاحش الثراء الذي ما انفك يزعم أنه نصير الفقراء والضعفاء!