إشادة بعلاقات التعاون بين الكويت وسلوفينا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لوبليانا: قال رئيس سلوفينيا الدكتور دانيلو توريك ان زيارته الرسمية للكويت مطلع يناير الماضي فتحت آفاقا واسعة للتعاون وعززت الحوار السياسي والعلاقات بين البلدين في مختلف المجالات.
وأضاف الرئيس توريك في حديث خاص لوكالة الانباء الكويتية ان هذه الزيارة التي عكست الاهمية التي يوليها الطرفان لتعزيز علاقاتهما الثنائية على مختلف الصعد ولاسيما التجارية منها أسفرت عن ابرام العديد من الاتفاقيات التجارية المهمة.
واكد أن التبادل التجاري بين البلدين يحمل في طياته امكانات كبيرة يمكن ان تجعله ينمو ويتطور مبينا ان وضع اسس قانونية افضل من شأنه خلق حيوية في الحركة التجارية والاستثمارات والسياحة والتعاون المصرفي بين الجانبين.
واشار الرئيس السلوفيني الى ان الحكومتين السلوفينية والكويتية تعملان دون كلل لانهاء المفاوضات المتعلقة بالتعاون في المجالات الثقافية والسياحية والنقل.
وردا على سؤال حول خطط الاستثمار في قطاع الطاقة ذكر الرئيس السلوفيني أنه على اطلاع مستمر بالخطط الاستثمارية لدولة الكويت الرامية لاقامة بنية تحتية للغاز والنفط والطاقة بشكل عام.
وفي هذا الخصوص اكد ان الشركات السلوفينية يمكن ان تعرض خدماتها في مجال تكنولوجيا البيئة واقامة المشاريع مشيرا الى ان بعض الشركات السلوفينية بدأت فعلا محادثات مع شركة النفط الكويتية بشأن التزود بالمنتجات النفطية وأن بعض هذه الشركات قدم ترشحه للمناقصة المتعلقة بتزويد احدى مصافي النفط الكويتية بأجهزة لحمايتها من الانفجارات والصواعق.
وتناول الرئيس السلوفيني في حديثه ل(كونا) الدور الذي تضطلع به الوكالة الاوروبية الجديدة للطاقة (ايسر) التي تستضيفها بلاده وقال ان انشاء هذه الوكالة يمثل مرحلة جديدة نحو خلق سوق اوروبية متكاملة للكهرباء والغاز.
وتطرق الرئيس توريك في حديثه الى الوضع في منطقة الشرق الاوسط ومستقبل عملية السلام اذ اعرب عن الأمل في استئناف المفاوضات على مختلف المسارات في اقرب وقت ممكن مشددا على اهمية اجتماع اللجنة الرباعية الاخير في موسكو ولاسيما من ناحية وضع جدول زمني دقيق وتحديد المسارات لانجاح عملية السلام.
لكن الرئيس السلوفيني اقر في ذات الوقت بأن الوضع على الارض ليس مهيأ بعد لاجراء مفاوضات ذات مصداقية مشيرا الى انه منذ عملية اوسلو ظهر عائق اساسي نسف الثقة بين الاسرائيليين والفلسطينيين تمثل في توسيع المستوطنات الاسرائيلية.
ومضى قائلا "يتعين على المجموعة الدولية العمل على اعادة المصداقية الى عملية السلام واظهار الفوائد التي ستحققها تسوية من خلال مفاوضات تقوم على "حل الدولتين".
وتناول الرئيس السلوفيني الملف النووي الايراني مؤكدا أن بلاده تفضل الحوار لحل المسائل العالقة في برنامج ايران النووي الا انه شدد على القول ان الحوار بحاجة الى رغبة مشتركة من الطرفين.
وأعرب توريك عن اسف سلوفينيا لاستمرار طهران في تجاهل مطالب المجتمع الدولي بشأن وقف انشطتها النووية الحساسة معتبرا ان اتخاذ اجراءات قسرية اضافية ضد ايران يبدو السبيل الوحيد لاجبارها على العودة الى طاولة المفاوضات.
لكنه شدد على القول "ان هذه الاجراءات يتعين أن لا تكون اداة لمعاقبة ايران بقدر ما تكون وسيلة لجعلها تقبل اجراء حوار مفتوح في كنف الاحترام المتبادل".
واكد الرئيس السلوفيني ان بلاده ترسخ بشكل تقليدي اولوية سيادة القانون في العلاقات الدولية وانها تعتبر مجلس الامن الاطار الضروري لمواصلة النقاش في هذا الموضوع.
واعرب عن الارتياح ازاء استئناف النقاش غير الرسمي بهذا الخصوص في مجلس الامن ورأى انه اذا ما تقرر فرض عقوبات جديدة على طهران فانه يتعين ان تكون عقوبات ذكية يتم اختيارها بدقة ويمكن تنفيذها بسرعة وان يكون انعكاسها محدودا جدا على الشعب الايراني.
وفيما يتعلق بمؤتمر مراجعة معاهدة عدم الانتشار النووي المقرر عقده في نيويورك مايو القادم اكد الرئيس السلوفيني ان بلاده تدعم بقوة عالمية معاهدة حظر الانتشار النووي مشيرا الى انها وباعتبارها عضوة في الاتحاد الاوروبي على قناعة بأهمية احراز تقدم في تطبيق المعاهدة المذكورة على منطقة الشرق الاوسط طبقا للقرار الذي ينص على جعل هذه المنطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل.
وتابع قائلا "ان سلوفينيا تدعم تعزيز فعالية نظام عدم الانتشار النووي من خلال توقيع اتفاقية الضمانات والبروتوكول الاضافي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية معربا عن الأمل في ان يتم اعتماد اجراءات حول هذه المسائل خلال المؤتمر القادم لمعاهدة عدم الانتشار النووي.
وبعد ان اشار الى تطلع سلوفينيا لرؤية عالم خال من الاسلحة النووية اعرب عن ارتياحه لنجاح المفاوضات بين الولايات المتحدة وروسيا التي افضت الى توقيع معاهدة (ستارت) الجديدة على امل ان تتم المصادقة عليها في أقرب وقت ممكن.
وردا على سؤال فيما اذا كانت سلوفينيا ترى ان التقارب الامريكي - الروسي قد يكون على حساب دول اوروبا الشرقية التي كانت في حلف وارسو السابق وهي عضو فاعل في حلف شمال الاطلسي (ناتو) في الوقت الحاضر قال الرئيس السلوفيني "ان معاهدة (ستارت) الجديدة التي تم توقيعها أخيرا في براغ تخدم مصالح عموم اوروبا وتعطي دفعا مرحبا به لتثبيت الامن الاوروبي برمته".
واكد ان العلاقات الاوروبية - الامريكية تظل مكونا لا غنى عنه لسياسة الامن الاوروبية مبينا في ذات الوقت ان روسيا الاتحادية طرف مساهم في الامن والاستقرار الاوروبيين.
ومضى الرئيس توريك قائلا انه يتعين على حلف (ناتو) واوروبا بناء شراكة حقيقية وايجابية مبنية على الاحترام المتبادل بهدف تأمين الامن الجماعي في المنطقة الاوروبية الاطلسية مشددا على القول ان دول وسط وشرقي اوروبا يمكن ان تساعد على تطوير انظمة الامن الملائمة للمستقبل.
وفيما يتعلق بموقف سلوفينيا من انضمام دول من غربي البلقان الى الاتحاد الاوروبي وبينها كراوتيا اكد الرئيس السلوفيني ان بلاده تدعم بقوة الآفاق الاوروبية المتعلقة بكل بلدان غربي البلقان وان عملية توسيع الاتحاد الاوروبي ضرورية لاستقرار وازدهار المنطقة واوروبا بأكملها.
واكد انه من المهم بمكان ان تتمسك دول غربي البلقان وتركيا بالتزاماتها مشيرا الى ان التقدم الذي تحرزه كل دولة من هذه الدول يعتمد على قدرتها على احترام المعايير المنصوص عليها.
ورأى الرئيس توريك انه من الممكن ان تتعرض بعض هذه الدول الى صعوبات اضافية بسبب الازمة المالية العالمية على غرار ما وقع في اليونان تجعلها لا تستجيب للمعايير المطلوبة للانضمام الا انه شدد على القول بأنه يتعين أن لا تكون لمثل هذه الصعوبات الطارئة انعكاسات على عملية توسيع الاتحاد الاوروبي بحد ذاتها ولا على الالتزامات التي قطعها الاتحاد الاوروبي على نفسه.
وردا على سؤال حول تقييمه للوضع الامني في العراق بعد الانتخابات الاخيرة وفيما اذا كان يرى ان الوقت حان لانسحاب القوات الاجنبية من هناك قال الرئيس السلوفيني "ان الانسحاب المعلن للقوات العسكرية الاجنبية من العراق يتعين ان يتم في نطاق عملية تؤدي الى نقل كامل للسلطة الى الشعب العراقي على ان تكون القوات العراقية قادرة على سد هذا الفراغ بنجاح".
الا انه اعتبر العنف الذي ظهر بعد الانتخابات يشير الى ان الوضع في العراق بحاجة الى مزيد من التحسن وان دور المجموعة الدولية سيبقى مهما جدا في تقديم المساعدة غير العسكرية للسلطات العراقية لنشر الاستقرار في سلوفينيا.
واعرب الرئيس السلوفيني عن اعتقاده بانه بعد الاعلان النهائي عن نتائج الانتخابات فانه بات من الضروري البدء بالعمل على تشكيل الحكومة الجديدة التي يتعين تشكيلها بسرعة لكي يتقدم العراق على طريق الديمقراطية والاستقرار السياسي الشامل وان تتخذ الحكومة العراقية الجديدة اولويات من ضمنها اقامة علاقات جيدة على النطاق الدولي ومع الدول المجاورة وخاصة مع دولة الكويت.
وفيما يتعلق بتقييمه لمستقبل قوات حفظ السلام الدولية في افغانستان التي تنتمي اليها سلوفينيا وفيما اذا يرى ان بقاء قوات الحلف لا يزال ضروريا هناك قال الرئيس توريك ان "حلف (ناتو) لا يعتزم البقاء في افغانستان الى ما لا نهاية" مشددا على ان الهدف من وجوده هناك ينحصر في نشر الاستقرار والامن الدائمين الضروريين لتنمية البلد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا".
وشدد الرئيس السلوفيني على القول "من المهم جدا تقديم مساعدة فعلية للحكومة الافغانية لكي تعزز الامن وتتحمل المسؤولية الامنية المنوطة بالمجموعة الدولية".
وخلص الرئيس السلوفيني في ختام حديثه الشامل مع (كونا) الى القول انه انطلاقا من هذا المنطق فان الحكومة السلوفينية قررت تغيير مهمة بعثتها العسكرية لتنحصر في تدريب قوات الامن الافغانية فقط ابتداء من خريف 2010.