أوكيناوا اليابانيّة تعبر عن رفضها لقاعدة اميركية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يوميتان: تظاهر حوالى مئة الف من سكان اوكيناوا الاحد للمطالبة بنقل قاعدة اميركية خارج هذه الجزيرة الواقعة جنوب اليابان في فصل جديد من قضية تسمم العلاقات بين طوكيو وواشنطن وتضعف موقف رئيس الوزراء يوكيو هاتوياما.
وسار حوالى 90 الف شخص بحسب المنظمين بينهم عدد من المسؤولين السياسيين المحليين من كافة الاحزاب السياسية، في بلدة يوميتان الواقعة قرب قاعدة كادينا الجوية اهم قاعدة عسكرية اميركية في منطقة آسيا-المحيط الهادىء. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "لا للقاعدة!" او "القواعد الاميركية خارج اوكيناوا!".
وقال هيروزاكو نكاياما حاكم مقاطعة اوكيناوا "نريد ان يفي رئيس الوزراء هاتوياما بوعوده خصوصا بشأن قاعدة فوتنما الجوية". وكان يوكيو هاتوياما الذي وصل الى السلطة في ايلول/سبتمبر، اعاد النظر في الاتفاق المبرم في 2006 مع الولايات المتحدة وينص على نقل هذه القاعدة الموجودة حاليا في منطقة سكنية، الى منطقة ساحلية اقل اكتظاظا.
وتعهد ائتلاف اليسار الوسط الذي يتزعمه هاتوياما بتخفيف العبء عن جزيرة اوكيناوا حيث ينتشر اكثر من نصف الجنود الاميركيين ال47 الفا الموجودين في اليابان من خلال نقل القاعدة الى خارج الجزيرة بل والارخبيل كله. لكن رئيس الوزراء الذي وعد بتسوية المشكلة قبل نهاية ايار/مايو يجد صعوبة في ايجاد منطقة تقبل باستقبال قاعدة فوتنما.
وساهمت الصعوبات التي يواجهها للخروج من هذا المأزق في تراجع شعبيته في استطلاعات الرأي الى اقل من ثلاثين بالمئة بعدما كانت تتجاوز سبعين بالمئة عند توليه مهامه. واشارت وسائل الاعلام الى ان جزيرة توكونوشيما الصغيرة التي تقع في منتصف الطريق بين اوكيناوا وكيوشو (جنوب) مطروحة كخيار جديد للقاعدة لكن سكانها عبروا ايضا عن معارضتهم خلال تظاهرة الاسبوع الماضي.
وادت القضية المستمرة منذ اشهر الى توتر في العلاقات بين اليابان وحليفتها الاميركية ادارة الرئيس باراك اوباما الذي يؤكد منذ اشهر ان اتفاق 2006 هو افضل نص ممكن. واكدت صحيفة واشنطن بوست الاميركية السبت نقلا عن مصادر لم تحددها ان الحكومة اليابانية مستعدة لقبول الجزء الاساسي من هذه الخطة بعد ادخال تعديلات طفيفة عليها.
ونفى هاتوياما هذه المعلومات مكررا انه "لن يقبل ابدا بالخطة الحالية". الا ان المقال اثار قلق سكان اوكيناوا الذين ينظرون باستياء الى تردد الحكومة. وقال رئيس برلمان الجزيرة زينشين تاكامين ان "رئيس الوزراء هاتوياما اثار املا كبيرا لدى سكان الجزيرة". واضاف ان هؤلاء "لم يعودوا قادرين على تحمل القواعد الاميركية" قبل ان يهتف قائلا "لا لقاعدة فوتينما".
والقضية تتسم بحساسية خاصة اذ ان هذه الجزيرة شهدت خلال الحرب العالمية الثانية واحدة من المعارك الاكثر دموية في تاريخ هذه الحرب (نيسان/ابريل-حزيران/يونيو 1945) قتل خلالها 12 الفا و520 جنديا اميركيا و190 الف ياباني نصفهم مدنيون.
وتأوي اوكيناوا التي تقع استراتيجيا في مرمى الصين وتايوان وشبه الجزيرة الكورية، حوالى ثلاثين منشأة عسكرية اميركية في ارض صغيرة. ويشكو السكان باستمرار من الاضرار وزيادة معدلات الجريمة الناجمة عن وجود الجنود الاميركيين الذين يؤدي الى زيادة في النشاط الاقتصادي.