أخبار

البشير العسكري المنتخب الذي يتحدى المحكمة الجنائية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الخرطوم: الرئيس السوداني عمر البشير الذي سيواصل حكمه للسودان بعد فوزه باغلبية 68,24% في اول انتخابات تعددية شهدتها البلاد بعد 21 عاما من الحكم الشمولي، هو عسكري محترف تولى الحكم بدعم من الاسلاميين وصدرت بحقه مذكرة توقيف دولية عن المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

اعتاد البشير البالغ من العمر 66 عاما والذي يتناوب على ارتداء الجلابية الشعبية السودانية او الزي العسكري او الاوروبي، على افتتاح خطاباته ذات النزعة الشعبوية برقصة تقليدية ملوحا بعصاه. وشهدت سنوات حكمه الواحدة والعشرون على رأس اكبر بلد افريقي حروبا اهلية في الجنوب الى حين توقيع اتفاق السلام في 2005، وكذلك نزاعا مع حركات التمرد في دارفور منذ 2003.

وبات في اذار/مارس 2009 اول رئيس في التاريخ تصدر بحقه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية، وذلك بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دارفور. وقبله صدرت بحق تشارلز تايلور رئيس ليبيريا السابق وسلوبودان ميلوشيفيتش رئيس يوغوسلافيا الراحل مذكرات توقيف دولية ولكن ليس عن المحكمة الجنائية الدولية المكلفة محاكمة جرائم الحرب.

ولد عمر حسن البشير في 1944 في قرية حوش بنقاء التي تبعد 150 كلم شمال الخرطوم وكان تواقا منذ شبابه للانتساب الى الجيش. وفي 30 حزيران/يونيو 1989، قاد العميد البشير بدعم من الجبهة الاسلامية بزعامة حسن الترابي مجموعة من الضباط لقلب حكومة الصادق المهدي المنبثقة عن انتخابات تعددية.

وبتأثير من الترابي، الذي بات اليوم احد ألد خصومه، ارسى البشير دعائم حكم اسلامي متشدد في بلد يعد 40 مليون نسمة ويقوم على الانتماء القبلي ومنقسم بين اغلبية مسلمة في الشمال واغلبية مسيحية في الجنوب. وفي تسعينيات القرن الماضي، باتت الخرطوم موئلا للتيارات الاسلامية الجهادية كتلك التي قاتلت في افغانستان ومنها زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن الذي طرد لاحقا بضغط من الولايات المتحدة.

وفي نهاية العقد، تدهورت العلاقات بين البشير والترابي الذي اقترح في 1999 مشروع قانون يحد من سلطات الرئيس. لكن البشير رد بعنف وطوق الجيش المجلس الوطني (البرلمان) الذي كان يترأسه الترابي، ثم اعلن حله.

وبعد ذلك، حاول البشير الابتعاد عن الاسلاميين المتشددين وتحسين علاقاته مع جيرانه والمجتمع الدولي، واقامة شراكات اقتصادية مع الخليج ودول آسيا وخصوصا الصين اول مستورد للنفط السوداني. ولكن مع صدور مذكرة التوقيف الدولية بحقه، جدد مقارعته للغرب الذي يتهمه بانه ينزع الى "الاستعمار الجديد".

وخلال حملته الانتخابية، جاب البشير السودان من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه مقارعا المحكمة الجنائية الدولية. لكن عددا كبيرا من احزاب المعارضة قاطع الانتخابات الي شهدت مشكلات لوجستية وفنية قبل ان يعلن حزبان رئيسيان شاركا فيها رفضهما لنتائجها ويتهما حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالتزوير.

وقد وقعت حكومته اتفاق سلام مع المتمردين في جنوب السودان يمهد لتقاسم السلطة ولاجراء استفتاء في 2011 حول استقلال الجنوب حيث يتركز الاحتياطي النفطي للبلاد. ويقول المعارض السياسي والضابط السابق في الجيش عبد العزيز خالد ان "الناس لا يعرفون ان البشير يعتبر جنوب السودان بلدا مختلفا من وجهة نظر ثقافية".

والبشير الذي امضى اطول فترة في الرئاسة في السودان منذ استقلال هذا البلد في 1956، يدين بهذا الحكم الطويل لعلاقاته الوثيقة داخل الجيش. ويقول المؤرخ الاميركي روبرت كولينز عنه انه "لم ينس انه كان عسكريا اولا ثم سياسيا". والبشير متزوج من امرأتين ولكنه لم ينجب.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الحق علي مين
يوسف علي -

ان يفوز الطاغية بمباركة من الشعب فهذا يدل علي ان الشعب مغلوب علي امره ولكن لن يظل الوضع هكذا ل.لست ادري ماذا يريد من الشعب بعد كل هذه الجرائم,لا تفرح كثيرا لكل بدايه نهايه وستحاكم علي ما اقترفت يداك