الداخليَّة اليمنيَّة تحذّر من العبث بالأمن

حذر مصدر مسؤول في وزارة الداخلية اليمنية اليوم من مغبة العبث بالأمن والاستقرار اليمني من خلال محاولة البعض إشاعة الفوضى وأعمال التخريب في الاحتفال بيوم الديمقراطية باليمن الذي يوافق يوم غدا الثلاثاء .

صنعاء: قال المصدر في تصريح بثه موقع "المؤتمر نت" التابع للمؤتمر الشعبي العام الحزب الحاكم في اليمن إن من يقوم بذلك إنما يريد إشعال الحرائق والفوضى واستهداف الأمن والاستقرار لإيقاف عجلة التنمية والاستثمار وإيقاف حركة بناء الحاضر والمستقبل اليمني.

ودعا المصدر المواطنين اليمنيين إلى عدم الالتفاف لدعوات مثل هؤلاء مشيراً إلى أن تلك الأعمال ستجابه بحزم وقوه من الحكومة حفاظاً على سكينة المجتمع اليمني وأمنه واستقراره.

وقال مسؤولون يمنيون وبريطانيون في وقت سابق ان مفجرا انتحاريا يشتبه انه من تنظيم القاعدة استهدف موكب السفير البريطاني لدى اليمن في وقت مبكر من صباح يوم الاثنين وأسفر الانفجار عن مقتل المهاجم واصابة ثلاثة اشخاص لكن السفير بخير.

وقالت وزارة الداخلية اليمنية ان الهجوم "يحمل بصمات القاعدة". وهو تذكرة على انه بالرغم من الجهود التي تبذلها حكومة اليمن للقضاء على التنظيم الا ان اعضاءه مازالوا قادرين وعازمين على شن هجمات عنيفة على الرغم من الجهود التي تبذلها صنعاء لقمع الجماعة المتشددة.

وذكرت وزارة الداخلية اليمنية أن السفير تيم تورلوت كان في طريقه الى السفارة عندما وقع الانفجار. وقالت ان اثنين من المصابين هما مسؤولا امن كانا في سيارة شرطة ترافق موكب السفير والثالث كان من المارة. وأكدت السفارة البريطانية وقوع انفجار محدود الى جوار سيارة السفير. وذكرت في بيان انه لم يصب كما لم يصب اي من العاملين في السفارة،

وذكرت ان السفارة ستظل مغلقة أمام الجمهور الى اجل غير مسمى. وقالت الوزارة ان منفذ التفجير طالب في الثانوية العامة من محافظة تعز واسمه عثمان علي نعمان الصلوي (22 عاما) وانه كان يرتدى حزاما ناسفا وفجر نفسه مستهدفا قافلة السفير. وأضافت أن أشلاء ادمية تناثرت على أسطح منازل مجاورة. وقال دبلوماسي بريطاني في صنعاء لرويترز "الزجاج الخلفي لسيارة السفير المصفحة خضب بالدماء."

ويكافح اليمن منذ سنوات تنظيم القاعدة وجماعات متشددة أخرى. وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب وهو جناح القاعدة في المنطقة يتمركز في اليمن وهدد من قبل بتنفيذ هجمات تستهدف سفارات أجنبية. وكان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أعلن في الاونة الاخيرة مسؤوليته عن محاولة تفجير فاشلة لطائرة متجهة للولايات المتحدة في ديسمبر كانون الاول. وتكشف فيما بعد ان المفجر المشتبه به وهو شاب نيجيري اسمه عمر الفاروق عبد المطلب زار اليمن وكان على اتصال بمتشددين في البلاد.

وقال محللون ان هجوم يوم الاثنين يشير الى أن القاعدة ما زالت تشكل خطرا كبيرا في اليمن. وقال تيودور كاراسيك من معهد الشرق الادنى والخليج للتحليل العسكري "اعتقد ان هذا يظهر ان القاعدة لم تختف وانها تدبر وتخطط لهجمات في اليمن والخارج واعتقد ان هذه حملة جديدة لاغتيالات تستهدف أشخاصا بعينهم."

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها فورا عن الهجوم ولكن مسؤولا أمنيا يمنيا قال لرويترز انه جرى اعتقال العشرات من المشتبه بانتمائهم للقاعدة في أجزاء مختلفة من اليمن فيما يتصل بالهجوم. وقالت وزارة الخارجية البريطانية انها تنصح جميع المواطنين البريطانيين في اليمن بالابتعاد عن الاضواء والتزام الحذر. وبقيت سفارات الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا مفتوحة.

وزادت محاولة تفجير الطائرة الفاشلة يوم عيد الميلاد القلق الدولي من عدم استقرار اليمن وعواقبه العالمية لدرجة أدت الى عقد مؤتمر للمانحين الغربيين والعرب في لندن لبحث سبل اشاعة الاستقرار في دولة اليمن الفقيرة. وشاركت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في الاجتماع الذي عقد في فبراير وطالب الحكومة اليمنية بتطبيق اصلاحات ومكافحة الفساد وان لم يتعهد الاجتماع بتقديم مزيد من الاموال.

ويواجه اليمن خطوط ملاحة بحرية رئيسية ويواجه أيضا اضطرابات في جنوب البلاد حيث تعارض الحركة الانفصالية حكم الرئيس علي عبد الله صالح. وأدت حملة أمنية حكومية الى مقتل أشخاص في الجانبين. وفي شباط/فبراير أبرمت صنعاء اتفاقا هشا للهدنة مع متمردين حوثيين شيعة في شمال البلاد يشكون من تمييز الحكومة ضدهم. وأنهت الهدنة أحدث جولة من القتال في صراع يثور ويخبو منذ عام 2004 .

وفي حادث منفصل قال حزب يمني معارض يوم الاثنين ان مسلحا أطلق النار على سيارة احد زعماء الحزب في صنعاء مساء الاحد لكن لم يصب أحد في الهجوم. وقال أقارب عبد الوهاب محمود وهو عضو كبير في تجمع يضم فصائل مختلفة من المعارضة انه لم يكن موجودا في السيارة وقت اطلاق النار عليها لكن زوجته وابنته كانتا فيها.