فرنسا تتسلم رئيس بنما السابق مانويل نورييغا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تسلمت فرنسا الثلاثاء من الولايات المتحدة الديكتاتور البنمي السابق الجنرال مانويل نورييغا لمحاكمته بتهمة تبييض اموال.
ميامي: حطت الطائرة التي اقلت نورييغا (74 سنة) من ميامي (فلوريدا، جنوب شرق) في مطار رواسي في منطقة باريس عند الساعة 07,56 (05,56 تغ)، كما افادت مصادر ملاحية. وصرح المتحدث باسم وزارة العدل الفرنسية غيوم ديدييه لوكالة فرانس برس ان عملية تسلم نورييغا بدأت وان "فرنسا تبلغت هذا التسليم قبل أسبوعين".
واوضحت وزارة الخارجية الاميركية لفرانس برس ان الوزيرة هيلاري كلينتون وقعت امر تسليم نورييغا. وجاء في وثائق قضائية ان مانويل نورييغا صعد على متن طائرة تابعة لشركة اير فرانس اقلعت من ميامي متوجهة الى باريس في الرحلة الجوية رقم ايه.اف 695. وبثت شبكتا "سي.ان.ان" و"سي.بي.اس" صور رجل قيل انه نورييغا يصعد الى طائرة بعد الظهر.
وافادت مصادر قريبة من الملف ان موظفين من ادارة السجون الفرنسية رافقوا الديكتاتور السابق خلال رحلته الى فرنسا. وردا على سؤال لفرانس برس امتنعت وزارة الخارجية الفرنسية عن الادلاء باي تعليق. من جانبه اعلن محامي نورييغا الاميركي فرانك روبينو انه "لا يعلم شيئا" عن قرار تسليم موكله، مؤكدا لفرانس برس ان "وزارتي الخارجية والعدل لم تبديا ادنى حد من اللياقة لابلاغي بامر التسليم الذي تم التوقيع عليه وبان الجنرال نورييغا بصدد الرحيل".
وكانت المحكمة العليا في الولايات المتحدة رفضت في 22 آذار/مارس طلبا تقدم بع نورييغا للطعن في قرار تسليمه. واعلنت حكومة بنما الاثنين انها تحترم قرار الولايات المتحدة "السيادي" بتسليم فرنسا الديكتاتور السابق، مطالبة في الوقت نفسه باعادته الى بلاده لمحاكمته. واكد محامي نورييغا في بنما خوليو بيريوس لفرانس برس ان تسليم نورييغا كان نتيجة اتفاق سري بين حكومات بنما والولايات المتحدة وفرنسا تفاديا لعودته الى بلاده.
وحكم على الجنرال نورييغا في بنما بالسجن 54 سنة لتورطه في اختفاء واغتيال معارضين بين 1968 و1989. واطاح تدخل اميركي في بنما، بناء على امر من الرئيس الاميركي جورج بوش الاب، بنورييغا سنة 1989. وبعد اعتقاله ادين بالسجن اربعين سنة في الولايات المتحدة بتهمة تهريب المخدرات واودع السجن في فلوريدا لكن تم تخفيف الحكم الى 17 سنة لحسن سلوكه في السجن.
غير انه قبل ايام قليلة من الافراج عنه في ايلول/سبتمبر 2007، وافق قاض فدرالي اميركي على تسليمه الى باريس. وحكم القضاء الفرنسي على نورييغا غيابيا سنة 1999 بالسجن عشرة اعوام بعد ادانته بعدة تهم لكنه يريد اعادة محاكمته بتهمة تبييض اموال.
وصرح غيوم ديدييه لفرانس برس انه "حين يصل الى فرنسا، سيحال امام مدعي عام الجمهورية الذي سيبلغه فحوى محضر الاعتقال الصادر بحقه" مضيفا ان "قاضيا سيتخذ لاحقا قرارا بشأن احتمال ايداعه الحبس الاحترازي في انتظار مثوله امام محكمة الجنح". وتابع ديدييه ان "المثول سيتم في موعد اقصاه شهران بعد ايداعه الحبس الاحترازي" موضحا انه لا يمكن تمديد المهلة سوى مرة واحدة.
واعتبر محامي نورييغا الفرنسي ايف لبركييه مساء الاثنين في تصريح لاذاعة فرانس انفو انه لا يمكن للقضاء الفرنسي محاكمة موكله بسبب تقادم الوقائع وكذلك لحصانته بصفته رئيس دولة سابقا. وبعد ان اعتبر لوقت طويل حليف الولايات المتحدة خلال الحرب الباردة، انقلب الوضع في واشنطن على نورييغا، المخبر السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي.اي.ايه)، لتورطه في تهريب المخدرات.