الاحزاب البريطانيّة تستعد للمناظرة الأخيرة قبل الانتخابات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تتمحور فكرة المناظرة الأخيرة بين الأحزاب البريطانية حول الاقتصاد ويتوقع أن تكون بمصلحة براون.
لندن: تجري المناظرة التلفزيونية الاخيرة بين زعماء الاحزاب البريطانية الثلاث قبل الانتخابات البريطانية وسيهمين عليها احتمال عدم فوز أي من هذه الاحزاب بالاكثرية في البرلمان المقبل، فيما يحاول رئيس الوزراء غوردن براون لكسب الناخبين.
وستتمحور فكرة مناظرة الخميس على الاقتصاد التي يقول مراقبون انها ستكون في مصلحة براون الذي شغل منصب وزير المالية لمدة عشر سنوات في ظل حكومة توني بلير وحصل على الاشادة لاداءه في مساعي انقاذ البنوك.
لكن بدلا من التركيز على اقناع الناخبين بامكانية تخفيض العجز القياسي في الميزانية البريطانية، اضطر براون زعيم حزب العمال، وديفيد كاميرون زعيم المحافظين، الى اعادة تركيز حملتيهما على مواجهة نيك كليغ زعيم حزب الديموقراطيين الاحرار.
وبزغ نجم كليغ فجأة في الحملة الانتخابية التي يمكن ان تغير مشهد الساحة السياسية البريطانية ليتحول الى نظام ثلاثي الاحزاب قد يتمخض عن اول برلمان منذ 36 عاما لا يتمتع فيه اي حزب بالاكثرية المطلقة.
بيانات الأحزاب البريطانيّة أكثر مبيعاً من هاري بوتر!وتظهر استطلاعات الراي ان حزب الديموقراطيين الاحرار يمكن ان يحصل على حصة من الاصوات الى جانب الحزبين الكبيرين قد تؤدي الى عدم فوز اي منهما باغلبية كبيرة، مما يحتم تشكيل حكومة ائتلاف.
وتشير بعض الاستطلاعات الى ان الديموقراطيين الاحرار يمكن ان يحصلوا حتى على ثاني اكبر عدد من الاصوات، رغم انه واستنادا الى النظام الانتخابي البريطاني الحالي، فمن المؤكد انهم سيحتلون المرتبة الثالثة من حيث عدد الاصوات. ويعود السبب في بزوغ نجم كليغ الى ادائه القوي في اول مناظرتين تلفزيونيتين.
وعندما سئل غوردن براون عن سبب تالق كليغ، قال ان ذلك يعود الى انه "مناظر جيد". ويتعرض كليغ حاليا الى ضغوط متزايدة للكشف عن خططه في حال اصبح توازن السلطة بين يديه بعد انتخابات السادس من ايار/مايو. وقد تحول حزب المحافظين ضد كليغ خشية ان يساعد على الابقاء على حزب العمال في السلطة من خلال موافقته على تقاسم السلطة معه.
اما المرحلة التالية في هجوم حزب المحافظين خلال المناظرة التي ستعرض على شاشة البي بي سي، فيرجح ان تركز على السياسات الاقتصادية لحزب الديموقراطيين الاحرار. ولم تخرج بريطانيا من اسوأ ركود تعاني منه في تاريخها الا في نهاية العام الماضي، الا انها تعاني من عجز عام هائل.
واظهرت اخر ارقام النمو هشاشة الانتعاش الاقتصادي حيث لم يرتفع اجمالي الناتج المحلي سوى بنسبة 0,2% في الربع الاول من العام، وهي نسبة ادنى من المتوقع. ويقول حزب العمال ان وعود المحافظين بتوفير مبلغ ستة مليارات جنيه استرليني (6,9 مليار يورو) في عام 2010 سيحرم الاقتصاد من المال في الوقت الذي يجب فيه دعم النمو.
وقد لقيت الخطط التي وضعتها الاحزاب الثلاثة لزيادة الضرائب وخفض الانفاق العام بهدف خفض العجز العام، انتقادات من المعهد المستقل للدراسات المالية الثلاثاء. وقال المعهد ان اقتراحات حزب المحافظين للتخلص من معظم العجز خلال الفترة البرلمانية الثانية سينطوي على اكبر خفض في الانفاق منذ الحرب العالمية الثانية.
وفي نقطة اكثر اهمية بالنسبة لمناظرة الخميس، قال المعهد المستقل انه لم يقترب اي من الاحزاب من تحديد طرق معالجة المسائل الحساسة بالنسبة للناخبين. فالمحافظون على سبيل المثال، وعدوا بالتوفير عن طريق "وقف الهدر" دون ان تحدد كيفية القيام بذلك.
وقال فيرنون بوغدانور الاستاذ في جامعة اكسفورد انه يجب عدم الاستهانة بقدرة براون على اثارة اعجاب الناخبين في المناظرة الاخيرة. وصرح لوكالة الأنباء الفرنسية انه في المناظرتين الاولتين "بدا غوردن براون بصورة افضل مما كان يعتقد بشكل عام لانه كان اكثر ادراكا لما يقول من الاثنين الباقيين".
واشار الى ان المناظرة الاخيرة ستكون "الاهم .. نظرا لانها تركز على الاقتصاد الذي يعد قضية اساسية بالنسبة لمعظم الناخبين". وقال ان المناظرة "ستكون مهمة للغاية ويمكن ان تغير اراء الناخبين".