إيران تحاول كسب الوقت بتقديم عرض نووي جديد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قدمت إيران عرضاً جديداً حول الوقود النووي لتتفادى عقوبات جديدة قد تفرض عليها بسبب برنامجها.
فيينا: قالت مصادر ان إيران تقدمت بعرض جديد بشأن اقتراح الامم المتحدة الخاص بالوقود النووي بهدف تهدئة التوترات النووية لكن الشروط التي تقترحها طهران لا تزال غير مقبولة بالنسبة للقوى الكبرى. وتجيء خطوة إيران في اطار حملتها لتفادي عقوبات جديدة تفرضها عليها الامم المتحدة بسبب برنامجها النووي الذي يشتبه الغرب انه يهدف الى تصنيع اسلحة نووية وهو ما تنفيه طهران.
وأعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس انه ناقش مع نظيره الصيني هو جينتاو ملفات دولية ولاسيما الملف النووي الايراني، الاربعاء في بكين في اليوم الاول من زيارة الدولة التي يقوم بها للصين. وقال الرئيس الفرنسي للصحافيين في ختام لقاء خاص مع جينتاو "اجرينا مناقشات معمقة حول الازمة الايرانية ومجموعة العشرين"، لكنه لم يقدم مزيدا من التفاصيل.
إلى ذلك تبادل أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون مع نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك وجهات النظر في نيويورك أمس الأربعاء حول البرنامج النووي الإيراني. وقال المتحدث باسم السكرتير العام مارتن نيسيركي إن النقاش تناول فرص تحقيق تقدم في عملية السلام في الشرق الأوسط.
وأضاف أن بان أعرب عن أمله في أن يجد الاقتراح الأميركي الداعي إلى بدء مفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين طريقه إلى التنفيذ قريبا وأنه ناشد باراك للقيام بخطوة لتسهيل وصول المواد الضرورية لإعادة الإعمار إلى قطاع غزة.
وحثت القوى العالمية الكبرى إيران على قبول الاتفاق المطروح منذ شهور والذي تدعمه الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويقضي بأن ترسل إيران 1200 كيلوجرام من اليورانيوم منخفض التخصيب الى الخارج لاخضاعه لمزيد من المعالجة وتحويله الى قضبان وقود تصلح لمفاعل إيراني مخصص للابحاث الطبية. وتكفي هذه الكمية لصنع قنبلة نووية واحدة اذا تم تخصيبها الى مستوى أعلى بدرجة كافية اي بنسبة 90 في المئة.
ووافقت إيران على المشروع من حيث المبدأ في أكتوبر تشرين الاول لكنها تراجعت بعد ذلك قائلة انها تريد أن تتم المبادلة في أراضيها وأن يتم التسليم والتسلم في وقت واحد وهي شروط قالت الاطراف الاخرى انها لا تستطيع قبولها.
ودعا وزير الخارجية البرازيلي سيلسو اموريم خلال زيارة الى طهران أمس الثلاثاء إيران الى تقديم ضمانات تثبت ان برنامجها النووي "لا اهداف عسكرية له"، داعيا في الوقت عينه طهران والدول الكبرى الى "الليونة" من اجل التوصل الى تسوية للملف النووي الإيراني المثير للجدل.
وقال اموريم في مؤتمر صحافي في طهران "يجب ان تتمكن إيران من القيام بنشاطات نووية سلمية لكن يجب ايضا ان يحصل المجتمع الدولي منها على ضمانات بان تلك النشاطات لا تنتهك (القوانين الدولية) وانها لا تستغل لاهداف عسكرية". واضاف "في بعض الاحيان هناك شكوك والبرازيل تقول انه يجب رفع كل جوانب الغموض".
من جهة اخرى دعا إيران والدول الكبرى (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا والصين وبريطانيا والمانيا) الى التحلي بالليونة من اجل التوصل الى حل وسط بشأن تبادل الوقود النووي. واضاف "اننا نولي اهمية بالغة لتبادل اليورانيوم ونأمل ان يتم التوصل الى اتفاق يكون هاما لاحلال الثقة (...) وكما الحال في كافة المفاوضات يجب ان تتحلى كافة الاطراف بالليونة".
كما اعلن وزير الخارجية البرازيلي سيلسو اموريم الثلاثاء ان بلاده مستعدة للبحث في اقتراح محتمل لتبادل الوقود النووي بين إيران والدول الكبرى على اراضيها، مؤكدا في الوقت نفسه ان هذه الفكرة لم تطرح على حكومته بعد، كما افادت وكالة إرنا الإيرانية الرسمية.
وصرح اموريم في حديث للوكالة "لم نتلق اي اقتراح في هذا الصدد في الوقت الراهن لكن اذا عرض علينا فاننا نرى انه يمكن دراسته". واضاف "اننا نبحث عن وسيلة لتفادي عقوبات ضد إيران. اننا نعتقد ان العقوبات لن تكون فعالة وانها ستنعكس سلبا فقط على الشعب وخاصة على اكثر فئاته فقرا".
وقالت مصادر مطلعة على المحادثات انه خلال اجتماع عقد يوم الاحد بين وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو عرضت إيران اقتراحا جديدا ولم تتطرق الى الخطة الاصلية التي عرضتها الوكالة الدولية.
واقترح متكي مجددا ان تتم المبادلة في الاراضي الإيرانية على ان تشمل كمية أقل من اليورانيوم المنخفض التخصيب عما ورد في اقتراح الوكالة الدولية. وأبلغ متكي أمانو بان هذه الكمية ستجري مبادلتها في نفس الوقت بنصف كمية الوقود المطلوبة للمفاعل على ان تصل باقي الكمية في وقت لاحق. وذكرت المصادر انه لم يتضح ما اذا كانت هذه الخطة ستقضي بنقل اليورانيوم منخفض التخصيب الى خارج إيران وهو شرط رئيسي في اتفاق الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقال مصدر مطلع على المحادثات "انهم يحاولون مجددا طرح تغييرات على اتفاق المبادلة. انهم يريدون كسب الوقت لكنهم يعلمون ان هذه الشروط لن تقبل." وطلبت المصادر عدم الكشف عن هويتها لحساسية الموضوع.
وقال مصدر اخر "هي في الاساس نفس الافكار التي طرحتها إيران من قبل وبناء عليه لم يحدث تقدم في هذه المسألة." وذكرت المصادر ان متكي أبلغ أمانو أيضا ان بلاده ستواصل تخصيب اليورانيوم الى مستوى تخصيب يبلغ 20 في المئة. وقالت الوكالة الدولية في بيان بعد لقاء الاحد الذي دام ساعتين ونصف الساعة بين متكي وأمانو وعقد بناء على طلب إيران ان الاجتماع عقد في "أجواء عملية."
وأضافت أن متكي وأمانو ناقشا عمليات التفتيش التي تقوم بها الوكالة في إيران وتبادلا وجهات النظر بشأن السبل الممكنة لتطبيق اقتراح الوقود النووي. ولم تكشف عن تفاصيل بخصوص تحقيق أي تقدم. وقال دبلوماسي قريب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية " الوكالة لا تجري مفاوضات وانما تستمع الى كل الاطراف."