أخبار

مسيحيو غزة يحاولون التأقلم مع سيطرة حماس

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يحاول ابناء الطائفة المسيحية في قطاع غزة التأقلم مع سيطرة حماس على القطاع وكذلك ظروف الحياة الصعبة التي فرضها الحصار الإسرائيلي.

غزة: يسعى ابناء الطائفة المسيحية الصغيرة في قطاع غزة للتأقلم مع حكم حركة المقاومة الاسلامية حماس وظروف الحياة الصعبة التي فرضها الحصار الاسرائيلي على كافة ابناء القطاع. فقد وجدت الاقلية المسيحية نفسها عالقة وسط النزاع بين حماس والجيش الاسرائيلي الذي افضى في في كانون الاول/ديسمبر 2008 الى حرب مدمرة دامت ثلاثة اسابيع، كما عليها الحذر من مجموعات اسلامية صغيرة متطرفة تنتشر في القطاع. وكلمة السر كانت الابتعاد عن الانظار.

ويقول مطران الارثوذكس في غزة الكسيوس بعد قداس ضم حوالى مئة من المؤمنين في كنيسة القديس برفيريوس في غزة "في كل لحظة يجب اعتماد التوازن في تحركاتنا، فعلينا ان نكون في حالة تيقظ دائمة". ويضيف المطران الذي يشارك بانتظام في اجتماعات مع حماس "علاقتنا مع قادة حماس جيدة، التسامح يخدم الطرفين".

ويوضح انه بعد سلسلة من الحوادث العنيفة في 2007 و2008 تم خلالها اغتيال شخص من الكنيسة المعمدانية واحراق عدة اماكن عبادة "سألونا ما اذا كنا بحاجة لحراس للكنيسة". ويضيف المطران الذي تعد رعيته 2500 شخص من اصل 3 الاف مسيحي يقيمون في قطاع غزة "لقد قلنا لهم اننا نشعر بامان ولسنا بحاجة لحراس".

والمطران الكسيوس اليوناني يقيم منذ حوالى 40 عاما في الاراضي المقدسة. وهو موجود في غزة منذ تسع سنوات ويحيي غالبية القداديس بالعربية. وبفضل اذن مرور يمنح عادة للشخصيات الهامة، يتمكن المطران من ادخال النبيذ للمناولة والشموع والاناجيل اللازمة للقداديس.

كما اصدر اوامر الى رعايا كنيسته بعدم الرضوخ لمطالبة النساء بارتداء الحجاب لا في المدرسة ولا في الشارع. لكن يجب عدم تجاوز الخطوط الحمر في بعض المسائل. وبالتالي لا يتم التشجيع على تغيير الدين تجنبا لاي اتهام بالتبشير.

وتكرر حماس القول انها تعتمد سياسة تسامح ازاء هذه الاقلية الدينية. لكن مسيحيي غزة، على غرار مجموعات مسيحية اخرى في الشرق الاوسط، يتقلص عددهم، والسبب الرئيسي هو البطالة التي تطال اربعة غزاويين من اصل عشرة.

وفي فترة الانتداب لفلسطين (1920-1948) والتي انتهت مع قيام دولة اسرائيل، كان مسيحيو غزة يشكلون مجموعة مزدهرة. لكن غالبيتهم هاجرت الى استراليا والولايات المتحدة والسويد او اماكن اخرى للانضمام الى اقربائهم هناك.

وقال جابر (52 عاما) المعلم في مدرسة مسيحية "آمل في ان نتمكن من الرحيل من اجل خير اطفالي لتأمين مستقبل لهم. العمل ليس مؤمنا هنا". واضاف "كل شيء يتلاشى لكننا لا نزال هنا، يمكننا ان نغير انفسنا لكي نتلاءم مع الظروف".

وخلال عظة عيد الفصح عبر الاب مانويل مسلم، الكاهن الكاثوليكي في غزة، عن اسفه للحصار الاسرائيلي الذي منع المسيحيين والمسلمين من التوجه الى اماكنهم المقدسة رغم انهم قريبة جغرافيا.

وقال "كل حجر من +جدار الفصل العنصري+ (الاسم الذي يطلقه الفلسطينيون على الجدار الامني الاسرائيلي في الضفة الغربية) وكل نفق يحفر تحت مسجد الاقصى (في القدس) وكل منزل تدمره اسرائيل لن يؤدي سوى الى تعزيز المقاومة وزيادة المرارة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف